الأحد 28 أبريل 2019 / 14:36

أبوظبي الدولي للكتاب: "في مديح البطء".. تحدي "فيروس السرعة"

24 - الشيماء خالد

ناقش الصحافي الكندي والكاتب كارل أونوريه، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019، كتابه "في مديح البطء.. تحدي عبادة السرعة" الذي تُرجم للغة العربية، عن مشروع "كلمة".

ويعتبر الكتاب دليلاً عالمياً يتحدَّى عبادة السرعة، والكتاب قائم على فلسفة التوازن : أسرع عندما يكون من المنطقي أن تسرع، وأبطئ عندما يكون هناك داعٍ للبطء، التمس حياة ضمن ما يسميه الموسيقيون "التمبو غوستو" أي الإيقاع الصحيح.

فمنذ أن حولت الثورة الصناعية العالم إلى سباق لا ينتهي دفعتنا عبادة السرعة إلى نقطة الانهيار، ونعيش باستمرار على حافة الإنهاك وتذكرنا أجسادنا وعقولنا باستمرار أن وتيرة حيتنا أصبحت خار السيطرة، ويتبع كتاب أونوريه تاريخ علاقتنا المتوترة مع الوقت، ويتناول عواقب الحياة في ضل هذه الثقافة المتسارعة.

ويستعرض هذا الكتاب الذي تُرجِمَ إلى أكثر من ثلاثين لغة نماذج عالمية تدعو إلى حَراك عالمي للبطء مثل "حركة الطعام البطيء" ونادي الكسل في اليابان" ومؤسسة "لونغ ناو" في الولايات المتحدة الأمريكية وصولاً إلى المدن البطيئة أو مدن الاسترخاء في إيطاليا.

والكتاب لا يدعو إلى الكسل وإنَّما يدعو إلى الإنجاز ولكن ببطء واسترخاء واستمتاع وعمق، ويقدم مرجعيات ثقافية متنوعة لفلسفة البطء ابتداءً من مداخل فلسفية عميقة، وصولاً إلى نصوص أدبية وروائية، إنَّ هذا الكتاب كما ذكرتُ رغم بساطة سرده إلا أنه يعالج أطروحة عميقة جداً هي فلسفة البطء وحتميتها الإنسانية في مقابل فلسفة السرعة بمرجعياتها المختلفة.

ويقول كارل أونوريه لـ 24: "تحدثت في معرض أبوظبي الدولي للكتاب حول عملي "في مديح البطء"، الذي ترجم للعربية، وكتابي أشبه بتحدي لجماعة السرعة نعيش في عالم حيث الجميع يرزح تحت ضغوط وشعور بأنه عليهم القيام بكل شيء بسرعة وبسرعة وهذا يؤذي كل أوجه حياتنا اليوم، صحتنا وعلاقاتنا وقدرتنا على العمل والابتكار والتعلم أنت هكذا تسابق الحياة عوضاً عن عيشها لذا كتابي هو عكس تلك الحالة إنه أشبه بكتاب موجه لثورة البطء أن تقوم بالأمور ببطء وكفلسفة، أن تنجز ليس بأسرع ما يجب بل كأفضل ما يجب أن تفهم أنه في بعض الأحيان لا ضرر من أن تكون سريعاً لكن ليس لكل الوقت فكثيراً ما يكون الأسلم أن تبطيء وهناك الكثير من الدرجات للسرعة بين هذا وذاك، قم بالأمور بالسرعة المناسبة وقم بذلك أفضل واستمتع بشكل أفضل".

ويضيف أونوريه: "أُلهمت لإنجاز كتابي هذا عندما وجدت نفسي أقرأ بسرعة لابني، وروايتي لقصة سنووايت مثلاً كان فيها 3 أقزام فقط! تخيلوا! ووجدت نفسي ذات مرة مستثاراً بعثوري على كتاب بعنوان "قصص قبل النوم لدقيقة واحدة" فتأتي سنووايت مثلاً 60 ثانية وهكذا قلت أحتاج هذا الآن! ليأتي على وجه السرعة للتوصيل من أمازون، ثم توقفت لوهلة، عل وصلت فعلاً إلى هذا الحد؟! أنا على عجلة مخيفة أفضل أن أدم لابني مقطع صوتي قصير كقصة عوضاً عن حكاية كما يجب، وتوقفت وقلت ربما هناك طريقة أخرى، لتحيا، ربما لو أبطأت قليلاً سأكون أباً أفضل زوجاً أفضل، وأفضل في عملي، أفضل كشخص، وهكذا وجدت نفسي أكتب كتابي حيث اكتشفت أن الإجابة عن هذه الأسئلة هي نعم أنه حين تُبطيء تصبح نسخة افضل من ذاتك".

وهناك حراك عالمي حول البطء اليوم الكتاب ساعد على إعطاء اسم لما هو في الأساس قادم، هناك تحول ثقافي الناس بداوا بالانتباه هناك حراك لتناول الطعام أبطأ للتعلم أبطأ لإقامة علاقات حميمة بشكل أبطأ، الطب التكنولوجيا الفن الأزياء والسفر وهكذا، الناس بدأت تأخذ وقتها في كل مناحي الحياة تساءلوا كيف يمكن فعل الأمور أفضل وبمتعة أكبر؟، الإجابة كانت عن طريق التمهل قليلاً.

ويقول: "بشكل ما البطء ثوري، لكنه ليس بهذه الحدة، قليل منه يؤدي لفارق كبير أعتقد أن المياس الحقيقي لقوة الكتاب والأفكار فيه أنه ترجم للآن لـ 35 لغة وكأنها ظاهرة عالمية وهذا يشير إلى أنه في كل مكان من الأرض نعاني جميعاً من المشكلة ذاتها "فيروس السرعة"، والحل أن نبطئ قليلاً وبالنسبة لي أن يترم كتابي للعربية لأمر مثير حقاً لأنه هناك الكثير من الناس يقرأون ويتحدثون بالعربية وأريد أن تصل فكرتي لأكبر قدر ممكن من الناس لأننا لو أردنا القضاء على فكرة السرعة وتحطيم التابوه ضد البطء، علينا أن نقوم بذلك معاً وكلما آمن أناس أكثر بالفكرة حول العالم، كلما أصبح أسهل للآخرين القول أتعلم ماذا؟! ربما ليس الأمر بذلك السوء لو ضغطت المكابح وأبطأت قليلاً!".