النائبة الأمريكية إلهان عمر.(أرشيف)
النائبة الأمريكية إلهان عمر.(أرشيف)
الأحد 5 مايو 2019 / 13:32

علاقات إلهان عمر بأردوغان والإخوان كافية لطردها من واشنطن

فصّل الباحث في مركز لندن لأبحاث السياسة بن وينغارتن علاقات النائب الديمقراطية إلهان عمر مع الإسلاميين وفي مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأثرها السلبي على المصالح القومية للولايات المتحدة.

خطر إلهان عمر ليس في تعصبها وحسب بل بالرفقة التي تحتفظ بها والأيديولوجيا التي تعتنقها وهي جميعها تأتي على حساب المصلحة القومية الأمريكية

 وكتب في موقع "ذا فيديراليست" الأمريكي أنّ ميل عمر لاستفزاز ملايين الأمريكيين بكلمات بغيضة أخفى عناصر عن ارتباطاتها وأيديولوجيتها وخلفيتها مثيرة للقلق.

اجتماع وأسئلة
لقد تم الكشف عن اجتماع مغلق لعمر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خريف 2017. وبقي هذا الموضوع غير ملاحظ إلى حد كبير خارج الإعلام المحافظ. وفقاً لمقال تم حذفه بشكل غريب من تسومو تايمز وهي مجلة محلية صادرة باللغة الصومالية في دائرتها الانتخابية، التقت عمر بالرئيس الإسلاموي التسلطي خلال زيارته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وذكرت مجلة كونسيرفاتيف ريفيو أنّهما تطرقا إلى مسائل مرتبطة بالصومال وطنها الأم، وانتهى الاجتماع بطلب أردوغان دعمها لبلاده. وأشار التقرير إلى أنها التقت رئيس الوزراء التركي ومسؤولين بارزين آخرين من تركيا.

ويطرح الكاتب أسئلة عدة انطلاقاً من وجود مؤسسة إعلامية-سياسية داخل أمريكا مجنونة بالتأثير الخارجي كما كتب: "لماذا عقد مشرع في الدولة (هذا الاجتماع)؟ لماذا من المناسب بالنسبة إليها مناقشة العلاقات التركية-الصومالية كنائبة أمريكية؟ بالنيابة عمّن كانت تتحدث؟ هل بارك أحد هذا الاجتماع على المستوى الفيديرالي، وعلى أي أسس؟ هل كان لعمر أي تحفظات حول لقاء الرئيس أردوغان بالنظر إلى طبيعة نظامه الشمولية والحربية والمتعصبة؟ ما رأي زملاء عمر الديموقراطيين على المستوى الوطني بهذا الاجتماع؟".
 
ديمقراطيون يهاجمون أردوغان
زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر هو منتقد بارز لأردوغان ولقمعه الصحافيين. في أبريل (نيسان) 2017، أي قبل الاجتماع بأشهر، قال مدع عام تركي بأنه كان يحقق في سلوك شومر وأمريكيين آخرين لتحريضهم على الانقلاب المفترض الذي سحقه أردوغان سنة 2016. وسأل الكاتب عما إذا كان سيقبل شومر بالاجتماع مع رئيس منخرط في هكذا تحقيق غريب. وفي مايو (أيار) 2017، عرض السيناتور الديموقراطي أد ماركي، زميل شومر في المجلس نفسه، قراراً بإدانة العنف الذي ارتكبه حراس أردوغان الشخصيين ضد متظاهرين سلميين خارج مقر السفير التركي في واشنطن، داعياً لتقديم المرتكبين إلى العدالة. وفي مجلس النواب قال آدم شيف إنّه لا يمكن أردوغان أن يصدّر العنف الذي يمارسه على مدنييه إلى الشوارع الأمريكية، مؤكداً وجوب الرد على هذه الأعمال.

مع ذلك، لم يكن هنالك أي كلمة من ماركي أو شيف إزاء ما تكشف عن الاجتماع كما لم يصدر أي تعليق عن إليوت إنغل، الديموقراطي الذي يرأس أبرز لجنة تنتمي إليها عمر وهي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب. في يوليو (تموز) 2018، تساءل إنغل "عما إذا كان حاكم تركيا الأوتوقراطي، رجب طيب أردوغان، ملتزماً حقاً بعلاقة بلاده مع الولايات المتحدة". وذكر إنغل احتجاز تركيا للقس الأمريكي أندرو برانسون والقمع الذي أعقب الانقلاب المفترض، وسعيها لشراء نظام دفاعي روسي وأعمالاً عدوانية أخرى.

ارتباط مشترك ووثيق بالإخوان
يذكر الكاتب أنّ الديموقراطيين سيقولون إنّ القادة الأمريكيين يجتمعون بشكل دوري مع الرئيس التركي. لكنّ النائبة ليست رئيسة دولة أو ديبلوماسية. ولم يكن لها أي صفة للتحدث بالنيابة عن الحكومة الأمريكية. إنّ أكثر أمر مقلق يجمع عمر وأردوغان هو ارتباطهما المشترك بتنظيم الإخوان المسلمين الذي يشكل رأس الرمح الجهادي السني. دافع أردوغان والإخوان عن بعضهم البعض، بما أنّ كلا الطرفين يتشاركان أيديولوجيا إسلاموية تسيدية. وكان أردوغان داعماً قوياً لحماس وهي أيضاً أبرز فرع جهادي للإخوان.

خدم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير كذراع إخوانية للعلاقات العامة في الولايات المتحدة، عبر دعمه حماس في جانب من جوانب عمله. تم كشف تنسيق كير مع حماس حين اتُهم بالتواطؤ في أكبر عملية تمويل للجهاديين في التاريخ الأمريكي، خلال محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة التي حوكم عدد من الأفراد خلالها لإرسال ملايين الدولارات لحماس. إنّ الروابط الطويلة المدى بين الإخوان وحماس وكير تم تفصيلها في اقتراح قانون قد يصنف الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية. وصنفت الإمارات العربية المتحدة كير على لائحة الإرهاب سنة 2014. التقى أردوغان مع أعضاء بارزين من كير في مناسبات عدة.
 ويبدو أنّ عمر تشاركه تعاطفه مع المجموعة. إنّ تعليقاتها المسيئة الأخيرة حول هجمات 11 سبتمبر جاءت أمام فرع كير في لوس أنجيليس. وكانت عمر عضواً في المجلس الاستشاري لفرع كير في مينيسوتا. كما حصلت على عدة آلاف من الدولارات كمساهمات من لجنة العمل السياسي لفرع كير في كاليفورنيا إضافة إلى أعضاء منه في دورة جمع التبرعات سنة 2018.

في فبراير (شباط) 2019، ترأست عمر مناسبة استضافتها الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة التي يعتبر رئيسها واحداً من أبرز ممثلي الإخوان في البلاد. وخلال الشهر الماضي، ضغطت عمر علناً على إدارة ترامب عبر تويتر للدفع باتجاه إطلاق سراح امرأة رتبطة بالإخوان من السجون المصرية.

دفاع عن داعشيين ودعاية ببغائية
تستخدم عضو الكونغرس إياها موقعها لمصلحة الإرهابيين. في تناسق مع مجموعات إسلاموية تسيدية مثل كير، اتخذت عمر موقفاً ليناً، بتعبير الحد الأدنى، من الإرهابيين. في رسالة إلى قاض وجهتها سنة 2016 تطالبه فيها بالتساهل مع تسعة أشخاص من مينيسوتا كانوا يخططون للانضمام إلى داعش، ذهبت عمر إلى حد اعتبار أنّه يجب لوم الولايات المتحدة لأنها أوجدت الجهاديين. لقد لجأت إلى الحجة المنحرفة التي يفضلها الإسلامويون والمدافعون عنهم وهو أن الجهاد يشكل رد فعل على ما يراه هؤلاء خطايا غربية.

في الماضي، عرضت عمر موقفاً وقحاً تجاه مجموعات جهادية مثل القاعدة وحزب الله. وصورت نفسها على أنها ضحية خطاب الكراهية لرهاب الإسلام في تشابه مع نموذج تم تطبيقه بشكل مؤثر جداً في أوروبا من قبل إسلامويين يسعون إلى إسكات منتقديهم. هنالك صلة واضحة بين ارتباطات عمر وكلماتها وأفعالها حيث تتواطأ مع الإسلامويين وتردد دعايتهم ببغائياً ودافعت عن أفعالهم في الكونغرس.

سلوكها الشخصي أغرب
لا ينتهي سلوكها الغريب هنا، بل ثمة قصتين مثيرتين للاضطراب يتحاشى الإعلام تغطيتهما باستثناء قلة من الصحافيين المحافظين يقودهم دايفد ستينبرغ من موقع بي جي ميديا. ترتبط الأولى بدورها الجوهري في الانتخابات الرئاسية الصومالية سنة 2016 والتي نتج عنها تعيين صهرها في منصب بارز بعدما دعمت المرشح الفائز. أما القصة الثانية فترتبط بشبكة عمر الاحتيالية والإجرامية والتي تتركز حول الادعاء الغريب لكن المبرهن بأنها تزوجت من أخيها.

مهزلة
يرى وينغارتن أنّ التواطؤ يصبح مقبولاً إذا صدر عن ديموقراطيين. فبغض النظر عن كون تركيا أكبر دولة سجانة للصحافيين، يحصل أردوغان على مقالات افتتاحية في واشنطن بوست وهي الصحيفة نفسها التي أمنت منصة للإخواني اللاسامي جمال خاشقجي. في مناخ يعتقد ضمنه مرشحون ديمقراطيون بارزون بأنّه يحق للجهاديين المدانين التصويت، ستصبح ارتباطات عمر مقبولة. إذا كان بالإمكان استخدامها كهراوة ضد الجمهوريين، فهذا كاف على الأرجح لتجاهل المخاوف البارزة بشأن عمر. وخطر الأخيرة ليس في تعصبها وحسب بل بالرفقة التي تحتفظ بها والأيديولوجيا التي تعتنقها وهي جميعها تأتي على حساب المصلحة القومية الأمريكية.

الحقيقة هي أنّه لو كان لعمر أن تخضع للتدقيق الذي يشبه ولو بشكل بعيد التدقيق الذي خضع له الرئيس، فهي لن تُطرد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وحسب بل لأجبرها حزبها على الاستقالة وعلى عدم وضع قدمها في العاصمة واشنطن مجدداً. ويختم الكاتب بأن عدم حصول ذلك هو مهزلة.