فلسطينيون يتفقدون آثار القصف في غزة.(أرشيف)
فلسطينيون يتفقدون آثار القصف في غزة.(أرشيف)
الأربعاء 8 مايو 2019 / 17:23

في ظل أزمة غزة.. تضامن يهودي فلسطيني بمواجهة نتانياهو

عندما كانت في الخامسة، سمعت إيميلي هيلتون، كاتبة رأي لدى صحيفة "إندبندنت" البريطانية، بنبأ اغتيال رئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين. وكانت تلك أولى ذكرياتها مع الأخبار الدولية. وبوصفها يهودية، تطورت علاقتها مع إسرائيل على خلفية الجدار العازل، والمستوطنات وسجن مفتوح، هو قطاع غزة.

كل مرة يحصل فيها ذلك النوع من التضامن، يصبح بمثابة تحد لخطاب عنصري كريه يستند إليه نتانياهو لكي يبقى في السلطة

وترى هيلتون أن العنف المتكرر والمستمر في الأراضي المحتلة مدمر. وعند متابعة أخبار سقوط مزيد من الصواريخ، والرد عليها بهجمات انتقامية ضد غزة، تشعر باليأس.

وترى هيلتون أن العنف والقمع والألم يمثلون عماد الاحتلال، وتقول إن معظمنا تابع بهلع ويأس مقتل 52 شخصاً في العام الماضي برصاص القوات الإسرائيلية عند حاجز حدودي أثناء مسيرة العودة.

مأساة
وفيما لا ترى كاتبة المقال مبرراً لإطلاق صواريخ ضد مناطق سكنية لمدنيين، وهو ما تتهم به حماس بانتظام، تقول إنه يجب الاعتراف أيضاً بمأساة الوضع الحالي في إسرائيل والمناطق الفلسطينية.

وإذا لم يمكن وضع استراتيجية رسمية أو واضحة لإنهاء الحصار العسكري، وبناء مستوطنات وتدمير قرى فلسطينية، ترجح استمرار دورة العنف. وذلك يعني مزيداً من الهجمات وضحايا بين مدنيين، إسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء.

وكما تلفت الكاتبة، في العقد الأخير، نمت بين جاليات يهودية حول العالم حالة رفض لروايات مملة بشأن تغليب سلامتنا على حقوق وأمن الفلسطينيين.
وفي إسرائيل، عملت منظمات مثل "كل ما بقي" و" تعايش" بلا كلل لدعم مجتمعات محلية فلسطينية في نشاطهم من المقاومة المدنية، ولبناء علاقات عبر الخط الأخضر.

تعايش وتضامن
إلى ذلك، بات واضحاً أن قدراً متزايداً من العمل المشترك والتضامن يحصل بين إسرائيليين ويهود في الشتات مع فلسطينيين، وقد يكون هذا النشاط بمثابة تغيير كبير عندما يحين أوان إنهاء الاحتلال.

ولا عجب، حسب الكاتبة، أن تقابل تلك النشاطات بازدراء من الحكومة وأنصارها. وفي الأسبوع الماضي، كان "مركز لأجل لا عنف يهودي" وهو تنظيم معارض للاحتلال يأتي بيهود من دول العالم إلى الأراضي المحتلة للقيام بعمل تضامني مع فلسطينيين، يعمل إلى جانب فلسطينيين ونشطاء إسرائيليين لإصلاح طريق في الضفة الغربية. وعند إصلاحه، كان ذلك الطريق سيسهل على سكان أحياء فلسطينية بعيدة الحصول على موارد ومؤن.
ولكن نشرت قوات إسرائيلية لوقف ذلك العمل، وفرق بعنف 125 فلسطينياً وإسرائيلياً ويهودياً عند موقع العمل. واعتقل 17 شخصاً.

وترى الكاتبة أن إصلاح طريق كان بمثابة عملٍ سلمي للمقاومة المشتركة. ولكنه قوبل بوحشية وبقنابل صوتية، وتكتيكات تمثل حقيقة يومية للاحتلال.
وقبل أيام، وقف النشطاء اليهود والإسرائيليون وقفة تضامن مع قرية سوسيا الفلسطينية عند تلال الخليل الجنوبية، فيما كان الجيش الإسرائيلي يهدم بيوتهم من جديد.

وحسب كاتبة المقال، من الضروري والمهم بالنسبة لليهود في العالم من المهتمين بهذه الأرض أن يعملوا لنصرة الكرامة الإنسانية، وكي يظهروا لقادة مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يزعم بانتظام أنه يتحدث باسم الشعب اليهودي، أن الاحتلال لا يمثل اليهودية.

تحدّ لخطاب عنصري
وبرأي الكاتبة، في كل مرة يجري فيها ذلك النوع من التضامن، يصبح بمثابة تحد لخطاب عنصري كريه يستند إليه نتانياهو لكي يبقى في السلطة.
وحسب كاتبة المقال، مع تصاعد مد القومية البيضاء ومعاداة السامية والإسلام فوبيا، والذي بلغ ذروته في هجمات عنيفة ضد أماكن عبادة، يسود شعور ملح بأن هناك حاجة للتضامن بين المسلمين واليهود، وليقفوا متحدين ضد موجة جديدة ليمين متطرف من الشعبوية والسلطة.

وما يبعث الأمل في نفس الكاتبة، قولها إن ذلك النوع من التضامن يترجم حالياً على الأرض عبر بناء تحالفات ومقاومة مشتركة بين إسرائيليين وفلسطينيين وجاليات يهودية تقيم في شتى أنحاء العالم.