إسرائيليان يحاولان الاحتماء مع دوي صفارات الإنذار.(أرشيف)
إسرائيليان يحاولان الاحتماء مع دوي صفارات الإنذار.(أرشيف)
الخميس 9 مايو 2019 / 14:58

غزة تفضح التناقضات بين نتانياهو والجيش

توصف اليوم الحرب في غزة بأنها أطول حرب استنزاف إسرائيلية. فقد مضى أكثر من عشر سنوات على بدء صراع، تتخلله نوبات من العنف، بين إسرائيل وحماس، التي تسيطر على غزة منذ عام 2007.

أدلى مسؤولون عسكريون بملاحظات تناقضت مع تصريحات عدد من أعضاء الحكومة، بأن الجيش تلقى أوامر"بتحقيق الأهداف العملاتية اللازمة" قبل يوم استقلال إسرائيل

وخلال 48 ساعة، تنقل التلفزيون الإسرائيلي بين بث أحدث الأنباء حول سقوط وابل من الصواريخ أجبرت عشرات الآلاف على الاختباء داخل ملاجئ، وبين صور لدخان أسود يحوم فوق قطاع غزة نتيجة ضربات إسرائيلية، إلى إعلانات عن وقف لإطلاق النار.

وتقول دينا كرافت، مراسلة موقع "كريستيان ساينس مونيتور" من تل أبيب، إن القتال الأخير، وهو الأشد منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحماس، خلف 29 قتيلاً – 25 في غزة، من متطرفين ومدنيين، ومنهم أطفال، وأربعة مدنيين في إسرائيل. وقبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، أقيمت جنازات شاركت فيها حشود كبيرة من المعزين.

نزاع قديم
 ولكن، حسب الكاتبة، غالباً ما تغطي تصريحات عدائية وشعور بحتمية الصراع عند الجانبين، على نزاع يدور منذ مدة في إسرائيل بين الجيش والاستخبارات مع النخبة السياسية بشأن كيفية وقف الهجمات الصاروخية من غزة.

ضباط يريدون التهدئة

فقد كرر كبار ضباط الجيش أن أفضل استراتيجية هي تهدئة الوضع على الأرض في غزة مع الحفاظ على الردع العسكري. وذلك يعني، حسب قولهم، الرد على الصواريخ، لكن مع تخفيف الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ عام 2007 والذي شل اقتصادها، وجعلها على حافة انهيار إنساني. ويرى مسؤولون أمنيون أنه، إذا استمرت معاناة غزة، ستعاني إسرائيل.

إحباط علني
ولكن، كما تلفت الكاتبة، لطالما رفضت الحكومة اليمينية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، توصيات الجيش. ويرجع سبب ذلك لأن شركاء نتانياهو في الائتلاف الحاكم يخشون أن ينظر الناخبون إلى أية تنازلات تقدم لحماس على أنها استسلام للإرهاب.

لكن يوم الاثنين الأخير، خرجت إلى العلن، على نحو غير معهود، تصريحات تدل على إحباط الجيش حيال قادته السياسيين. وفي مؤتمر صحفي عقد مع محرري شؤون عسكرية، انتقد مسؤول عسكري أشير له باسم "مصدر أمني مجهول" الحكومة، قائلاً إن "القتال قد يندلع مجدداً خلال أيام، إن لم تهدئ إسرائيل الأوضاع في غزة فوراً"، ودعا لبذل جهود ديبلوماسية لتحقيق ذلك.

وضمن المؤتمر نفسه، أدلى مسؤولون عسكريون بملاحظات تناقضت مع تصريحات عدد من أعضاء الحكومة، بأن الجيش تلقى أوامر "بتحقيق الأهداف العملاتية اللازمة" قبل يوم استقلال إسرائيل، وقبل استضافة إسرائيل مسابقة أغنية يوروفيجن الرفيعة المستوى، والتي تبدأ في تل أبيب خلال الأسبوع المقبل.

الاقتصاد  
وفي الوقت نفسه، ترى كاتبة المقال، أن الحصار الإسرائيلي أدى لخنق الاقتصاد في غزة، وبات مليونان من ساكنيه يعانون من الفقر مع نقص من الكهرباء والمواد الغذائية والإمدادات الطبية.

وطوال العام الماضي، خرجت مسيرات أسبوعية عند المنطقة الحدودية مع غزة، حيث حاول محتجون فلسطينيون لفت الانتباه لمدى صعوبة ما وصلت إليه الحياة في غزة. وقتل عشرات أثناء مواجهات مع قوات إسرائيلية.

وتلفت الكاتبة لوجهة نظر الجيش الإسرائيلي التي تشير لوجوب تغيير ذلك الواقع. ويقول شلومو برون، جنرال متقاعد شغل منصب مدير التخطيط الاستراتيجي في الجيش: "أشعر بإحباط لأنه في الحكومة عقلاء لا يستطيعون وضع سياسات عاقلة بسبب اعتبارات سياسية".

وتشير كاتبة المقال إلى أنه كان هناك ما لا يقل عن صوت أو صوتين داخل وزارة نتانياهو من الداعمين لتنمية اقتصادية، لكن لم يعد هناك أحد.

ويقول إيران زينغر، مراسل الشؤون العربية في شبكة كنعان الإسرائيلية: "تشعر حماس حالياً بأنه ليس لديها ما تفقده"، وهو احتمال خطير بالنسبة لإسرائيل التي يشكل مدنيون جبهتها في مواجهة حماس.