رجل يستريح عند ركام منزل مدمر في إدلب (أرشيف)
رجل يستريح عند ركام منزل مدمر في إدلب (أرشيف)
الخميس 9 مايو 2019 / 15:54

خلاف روسي - تركي على النفوذ وراء التصعيد الأخير في إدلب

كتب مراسل صحيفة "غارديان" في الشرق الأوسط مارتن تشولوف أن الخلاف على "الاستيلاء على الأراضي" بين روسيا وتركيا قد يكون وراء موجة القصف الجديدة على إدلب.

هناك اقتراح يقضي بتفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا والنظام. سيتم بموجبه قضم المنطقة العازلة لمسافة تصل إلى 25 كيلومتراً لقاء السماح لتركيا بالاستيلاء على تل رفعت

وأوضح أن القصف المتجدد على شمال غرب سوريا والذي أدى إلى نزوح 20.000 شخص وتدمير 12 مركزاً صحياً سببه تجاذبات بين روسيا وتركيا لترسيخ مناطق نفوذهما في سوريا بعدما أوشكت الحرب على الانتهاء.

وبدأ القصف على إدلب منذ أسبوعين واشتد خلال الأيام الأخيرة مما دفع عمال الإنقاذ إلى وصفه بأنه "كارثة غير مسبوقة". وأثارت أعمال العنف مخاوف من مواجهة أخيرة، ومدمرة، في المنطقة الأكثر كثافة سكانية في سوريا، والتي توصف بأنها آخر معاقل الثوار.

مستشفيات وعيادات طبية
وأكد المراقبون تعرض المستشفيات والعيادات جنوب إدلب وشمال حماة إلى هجمات منهجية من الطائرات الحربية الروسية مع تصاعد المخاوف من هجوم بري قريب يستهدف السكان المحاصرين الذين يزيد عددهم عن 4 ملايين نسمة.

ومع ذلك، قال دبلوماسيان غربيان رفيعا المستوى، إن احتمال شن النظام وروسيا عملية برية تستهدف إدلب، احتمال ضئيل، مقارنة مع حملة عسكرية محدودة تسعى روسيا من خلالها للحصول على موطئ قدم لها في إدلب لقاء السماح لتركيا بتعميق منطقة سيطرتها الحالية شرقاً.

وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا في سبتمبر (أيلول) على الإشراف بشكل مشترك على منطقة منزوعة السلاح تصل إلى عمق 15 كيلومتراً تفصل بين النظام والثوار بهدف إبقاء الجانبين متباعدين. وأدى هذا الاتفاق إلى وقف الأعمال القتالية وأبقى إدلب، نسبياً، بعيدة عن القصف حتى منتصف أبريل( نيسان).

وقال أحد الدبلوماسيين إن "هناك اقتراحاً يقضي بتفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا والنظام. سيتم بموجبه قضم المنطقة العازلة لمسافة تصل إلى 25 كيلومتراً لقاء السماح لتركيا بالاستيلاء على تل رفعت".

تل رفعت
وتشكل تل رفعت، التي تسيطر عليها القوات الكردية، نقطة توتر لتركيا. وقال نائب الرئيس التركي، فات أوكتاي الأحد أنها هدف للقادة العسكريين الأتراك، مشيراً إلى أن "الاتفاق أن نتوقف عند تل رفعت. ولكن وفي حال استمرار الهجمات، سيتخذ الاتفاق شكلاً مختلفاً. الأمر الذي نناقشه مع روسيا".

ملاذ سوريا الأخير
ونقل تشولوف عن ديبلوماسي غربي أن "الأتراك موجودون بالاتفاق الجديد، بطريقة ما.. هم على الأقل، يدركون جيداً الخطط الروسية".

وأشار لبيب النحاس، الذي كان على صلة سابقة بفصائل المعارضة إلى أن "الهجوم الأخير من روسيا يعود لسببين رئيسيين... وصلوا إلى عنق الزجاجة في عملية السلام في أستانة. وأدركوا أن الآليات الحالية لن تسمح لروسيا بتحقيق رؤيتها في سوريا".

المكاسب لن تدوم
وإلى ذلك، تفكك نظام الأسد على جميع المستويات، سواء سياسياً، أو اقتصاديا، أو حتى اجتماعياً، ووصل الأمر إلى القطاعات العسكرية والأمنية في الآونة الأخيرة. ولذلك تدرك روسيا أن المكاسب في سوريا لن تتحقق بالوضع الحالي، وتعمل على تغطية الوضع عبر شن هذا الهجوم.

وقال كريس ألبريتون، مدير الاتصالات في منظمة اللاجئين الدولية: "من الصعب شرح مدى صعوبة الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق في حال لم يتم التدخل لفعل شيء ما للناس الذين فقدوا معظم ما يمتلكون".

وأضاف أن "إدلب هي الملاذ الأخير للسوريين الذين أُجبروا على الهروب من الحرب. وتضاعف عدد سكان المدينة من 1.5 مليون نسمة ليصل إلى 3 مليون. وفوق ذلك، يعتمد ثلثا السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".