صورة مرفقة مع رسالة وزعها تنظيم الإخوان الإرهابي.(أرشيف)
صورة مرفقة مع رسالة وزعها تنظيم الإخوان الإرهابي.(أرشيف)
الأحد 12 مايو 2019 / 20:46

صحوة رمضان

اللجان التربوية في جماعة الإخوان كانت تجد في رمضان فرصة في ارتياد المساجد ومد موائد الإفطار ونصب سرادقات الاعتكاف لممارسة مزيد من الاستقطاب والتربية

لفترة طويلة من الزمن كان من أدبيات الحركات الإسلامية أن تتعامل مع رمضان بأنه فرصة لاستقطاب الأفراد وكسب الأعضاء لتطوير الموارد البشرية للجماعة، وفرصة أخرى لتطوير الموارد المالية للحركة باللعب على العاطفة الدينية للمحسنين الساعين إلى الحصول على الأجر في ظاهرة طبيعية استثمرتها ظاهرة مصطنعة. أعني صحوة رمضان الفطرية وصحوة الإسلام السياسي المخطط لها.

روحانية الشهر العظيم لم تكن بحاجة إلى صحوة الحركات الإسلامية ليستشعرها المجتمع المسلم في كل الأقطار المسلمة وحتى خارجه. فأجدادنا كانوا يستشعرون الشهر بروحانيته أكثر مما نفعل. وبسطاء المسلمين في بوادي الجزيرة أو أرياف الشام أو جبال باكستان أو جزر أندونيسيا أو أسواق القاهرة أو سواحل أفريقيا كان لديهم من الرصيد الإيماني حدّ يفوق مشايخ ودعاة الجماعات الإسلامية.

لكن إقبال الناس على المساجد، وحضورهم المواعظ اليومية، وإقبالهم على صناديق التبرعات التي تنتصب في المساجد جعل مشايخ ودعاة الجماعات الإسلامية يجدون في رمضان فرصة ليس للتقوى ولكن للتقوي على المجتمع باستقطاب أفراده واستنزاف موارده لتحقيق أجندة مخفية.

اللجان التربوية في جماعة الإخوان كانت تجد في رمضان فرصة في ارتياد المساجد ومد موائد الإفطار ونصب سرادقات الاعتكاف لممارسة مزيد من الاستقطاب والتربية. إفطار جماعي بعيد عن أعين المجتمع، وقيام جماعي خارج حوائط المسجد وممارسات جماعية وسرية كانت تنم عن شيء وراء الأكمة.

اللجان الخيرية كانت تبدع في طباعة قسائم التبرعات وتحقق أرقاما قياسية من الأرصدة التي كانت تصب في بندين محددين من مستحقي الزكاة: العاملين عليها وفي سبيل الله. فالحماس كان يشتد لبناء المساجد وإفطار الصائمين، ولم يكن عوام الناس بل وحتى رجال الأعمال يتبصرون ما وراء الأجمة.

لم تعد الأجندة مخفية اليوم. ولم تعد الأكمة أو الأجمة تخفيان شيئاَ. صارت الأمور واضحة جداَ. وصرنا نبحث عن مشايخ روحانية رمضان ودعاة صحوة رمضان فلا نراهم إلا في وسائل التواصل الاجتماعي. لا أثر لرمضان في حساباتهم. فكل همهم مظاهرات السودان، وأزمة ليبيا، ودعم أردوغان، والإساءة إلى الإمارات والسعودية.

صحوة رمصان تبدأ من قلب مخلص. فالصيام نية وممارسة. وكلاهما يتطلب الإخلاص.