فلسطينية تتفقد ما بقي من منزلها الذي دمر ته غارة إسرائيلية على غزة (أرشيف)
فلسطينية تتفقد ما بقي من منزلها الذي دمر ته غارة إسرائيلية على غزة (أرشيف)
الثلاثاء 14 مايو 2019 / 15:33

مسابقة "يوروفيجن" أهم من أرواح الفلسطينيين!

تقول أروى مهداوي، كاتبة عمود لدى صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن جدلاً أثير حول مقاطعة مسابقة "يوروفيجن" في إسرائيل يثبت أن حياة الفلسطينيين ليست لها قيمة في نظر البعض، وأنه ليست ثمة وسيلة مقبولة كي يحتجوا من خلالها ضد القمع الإسرائيلي.

بلغت نسبة البطالة 50%، وهناك شح في الكهرباء، ونسبة الماء الصالح للشرب لا تتجاوز 4%

إلى ذلك، ترى الكاتبة أنه إذا أراد بعضهم الاستمتاع بمسابقة الأغنية، "يورو فيجن"، المقررة بين 14 و18 مايو(أيار) في تل أبيب، فما عليه سوى تجاهل الإطار السياسي الدموي الذي يحيط بها. وفي واقع الأمر، تبدو إسرائيل مصممة على إبقاء "يورو فيجن" بعيدة عن نقاشات سياسية، وحيث تقول إن كل يحاول عرقلة الحدث سوف يمنع من دخول البلاد.

دعوات المقاطعة
وحسب الكاتبة، من أكثر ما يسبب الإحباط للفلسطينيين شعورهم بأن ليست ثمة وسيلة مقبولة كي يدافعوا عن إنسانيتهم أو يحتجوا ضد القمع. وعلى سبيل المثال، انتقدت دعوات لمقاطعة يوروفيجن على أساس أنها مسبب لخلافات. فقد وقع، في الشهر الماضي، مشاهير منهم ستيفين فراي، وشارون أوزبورن ومارينا آبراموفيتش رسالة تؤكد على أن "روح العمل الجماعي باتت عرضة لهجوم من يدعون لمقاطعة المسابقة لأنها تقام في إسرائيل، ما يفسد المسابقة، ويحولها إلى أداة من أدوات للوحدة إلى سلاح للانقسام".

تجاهل
واعتبر الفلسطينيون ومن يدعمهم كمعتدين عنيفين لاعقلانيين. وفي الوقت نفسه، يتم تجاهل السياق الأوسع وأن لا أمل لمعظم الفلسطينيين، حتى من يقيمون على مسافة كيلومترات قليلة من تل أبيب، بحضور يوروفيجين بسبب إجراءات سفر مشددة فرضت عليهم. كما يتم تجاهل حقيقة أن بنية تحتية كاملة – بدءاً من جدار اسمنتي يحيط بطرق معزولة، أنشئت بقصد فصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين.
وحسب الكاتبة، من لم يزر فلسطين، يصعب عليه استيعاب العنف اليومي للاحتلال. وتقول: "من الصعب أن تتجاهل حقيقة أن شخصاً مثل والدي، الذي ولد في الضفة الغربية، لا يحق له العودة إلى مسقط رأسه. ومن الصعب تخيّل ما يكون عليه الحال عندما يهدم منزلك وتاريخك، أو استيعاب حالة الإذلال التي تمارس عند نقاط تفتيش عند زيارة قريب في قرية مجاورة. كما يصعب تخيّل ما يكون عليه حالك عندما يقال لك باستمرار أنك غير موجود".

تغطية منحازة
وترى المهدواي أن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم لا يجري وهم أحياء وحسب بل عند موتهم أيضاً. وتأتي بمثال على ما تقول من خلال مطالعة تغطية أحداث العنف الأخيرة في غزة. فقد ورد في صحيفة "واشنطن بوست" يوم 6 مايو(أيار): "قتل 4 إسرائيليين ٠٠٠ و23 فلسطينياً". وبثت "سي إن إن" تقريراً مماثلاً.

وترى الكاتبة أن حياة الفلسطينيين لا تهم أحداً، كما تؤكد وسائل إعلام أمريكية في كل مرة تتحدث فيها عن مقتل فلسطينيين، وحيث تذكر وفياتهم بنبرة سلبية توحي كأنهم قتلوا في حوادث عشوائية.

ووفق ما تشير إليه الكاتبة، تحمل دوماً بعض المحطات الإخبارية الفلسطينيين المسؤولية، وغالباً ما يقال إن العنف الإسرائيلي ليس إلا مجرد دفاع عن النفس.
  
بين قتل إسرائيليين وقتل فلسطينيين
وترى الكاتبة أن وقوع قتلى من الفلسطينيين كما يجري في أيام الجمعة لا يحظى بتغطية صحفية واسعة، لأنه يبدو أن العنف في المنطقة لا يستقطب الاهتمام إلا حينما يقتل إسرائيليين.

وتشير الكاتبة إلى أن الحياة في غزة لا تطاق في ظل حصار إسرائيلي فرض قبل 12 عاماً. فقد بلغت نسبة البطالة 50%، وهناك شح في الكهرباء، ونسبة الماء الصالح للشرب لا تتجاوز 4%. كما يستحيل عملياً دخول القطاع أو الخروج منه، والمكان عبارة عن سجن مفتوح. ولكن يلقى عادة اللوم علي سكان غزة لأنهم انتخبوا حكومة متشددة في صورة حماس. ولكن حتى الجيش الإسرائيلي أقر بأن إسرائيل تحتاج لتحسين الظروف المعيشية في القطاع إن أرادت تجنب مزيد من العنف.