حاملة طائرات أمريكية.(أرشيف)
حاملة طائرات أمريكية.(أرشيف)
الثلاثاء 14 مايو 2019 / 21:26

لعب ايران بالنار قد ينقلب عليها

لم يصبح الدرونز سلاحاً بهذه الفاعلية بيد المتمردين إلا مع المهندسين والخبرات التي توفرها لهم طهران

ليس تنصّل إيران من التخريب الذي طاول السفن قبالة سواحل الإمارات كافياً لتبرئة ساحتها من الهجوم الأول من نوعه في تلك المنطقة، وليس اتهامها طرفاً ثالثاً أو رابعاً أو "طابوراً خامساً"، إلا محاولة للتشويش من نظام استثمر مبالغ وطاقات كبيرة لنسج شبكة وكلاء، تبدأ في اليمن ولا تنتهي في بيروت، تنفذ "المهمات القذرة" نيابة عنه وتتيح له التباهي بحكم أربع عواصم.

ولم يكن مفاجئاً التقييم الأولي للفريق العسكري الأمريكي بأن الإيرانيين أو وكلاء تدعمهم طهران، استخدموا متفجرات لإحداث ثُقب كبيرة في السفن الأربع. ففي التقدير الامريكي أن ما تفعله إيران، يتماشى مع سلوكها ونمط عملياتها. ويمكن تصوّر طهران تفعل شيئاً كهذا .
ولا تقتصر الشبهات إزاء ايران على التقويم السياسي الامريكي. ففي تقديرات خبراء أن تخريباً للسفن كالذي حصل في ميناء الفجيرة يتطلب تقنيات عالية لا تملكها إلا دول و ميليشيت تقف وراءها دول.

وليست إيران نفسها بعيدة من الهجوم بطائرات دون طيار مفخخة، استهدفت محطتي ضخ لخط الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي. فمع أن جماعة الحوثي اليمنية تبنت تنفيذها هجمات بطائرات مسيرة على منشآت سعودية، لم يصبح الدرونز سلاحاً بهذه الفاعلية بيد المتمردين إلا مع المهندسين والخبرات الذين توفرهم لهم طهران.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت قبل أسبوعين أن الحوثيين نفّذوا نحو 140 هجوماً بطائرات دون طيار، وإن التكنولوجيا تطورت من طائرات استطلاع بدائية مصنوعة من مروحيات تعمل على الطاقة، إلى طائرات كبيرة ومجسمة، أطلق عليها محققو الأمم المتحدة تسمية "يو إي في- إكس"، وتستطيع التحليق على مدى 900 ميل، وبسرعة 150 ميلاً في الساعة. وفي حينه، قال مسؤول دفاعي أمريكي أن "الدعم العسكري الإيراني للحوثيين زاد قوة أنظمتهم ومداها، ما أدى إلى تهديد واسع للقوات السعودية والإماراتية".

تلعب ايران بالنار في ذورة التوتر بينها وبين واشنطن، في منطقة تشهد استنفاراً أمريكياً هو الأعلى منذ حرب الخليج. وفي هجومين لا يفصل بينهما يومان ضد خط أنابيب النفط السعودي وناقلات النفط مقابل سواحل الامارات، اختارت طهران حرب الوكالة لضرب الأمان لإمدادات الطاقة واثارة الذعر في أسواق النفط والخوف في المجتمع الدولي. وهي تستغل الحوثيين تحديداً لتصوير المعركة شرعية بينهم وبين الإمارات.

نحجت إيران في رهانها مبدئياً. ارتفعت أسعار النفط ومعها أصوات كثيرة نادت بضبط النفس بين طهران وواشنطن، لكن اللعبة لم تنه بعد، وثمة مؤشرات كثيرة في المنطقة توحي بأن طهران لن تنجو بأفعالها وأن اللعب بالنار قد يحرقها هذه المرة.