لافتات إشادة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب عند افتتاح السفارة الأمريكية في القدس (أرشيف)
لافتات إشادة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب عند افتتاح السفارة الأمريكية في القدس (أرشيف)
الأربعاء 15 مايو 2019 / 12:01

بعد عام على نقل سفارته إلى القدس...دولة واحدة لحقت بترامب

24- زياد الأشقر

ذكر نوح لاندو في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه في 14 مايو (أيار) 2018، كسر الرئيس الأمريكي أحد المحرمات الديبلوماسية الثبتة منذ عقود بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

غواتيمالا كانت الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب واشنطن في نقل السفارة

وأرغمت هذه الخطوة بقية الأسرة الدولية على إعادة النظر في سياساتها مع عاصمة إسرائيل للمرة الأولى منذ الثمانينات من القرن الماضي، عندما طلب قرار للأمم المتحدة من البعثات الديبلوماسية ألا تتخذ من المدينة المتنازع عليها، مقراً لها. 

وفي العام الماضي، كرس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكثر وقته لقلب مسار التيار الديبلوماسي لمصلحة القدس، مغازلاً دولاً عدة، خاصة تلك التي تحتضن جاليات إنجيلية كبرى، واستخدم علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي رافعةً ليقنع هذه الدول بنقل سفاراتها كذلك.

وأشار إلى أن اختبار أجرته "هآرتس" بالاستناد إلى مقابلات مع ديبلوماسيين ولتصريحات نتانياهو شخصياً وروايات صحافية، كشف ما جرى عقب القرار الأولي لترامب، والدول التي تعهدت مبدئياً بنقل سفاراتها ثم أخفقت في الوفاء بتعهدها. فما هو الحل الديبلوماسي المفضل؟ وما هي العوامل التي يبدو أنها تؤثر على هذه العملية؟.

قنصليات وملحقات
واعتبر أن السيادة الإسرائيلية على القدس كانت مسألة عالمية متنازعاً عليها، منذ أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأولى السيادة على الشطر الغربي من المدينة في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وهو قرار توسع ليشمل شطرها الشرقي في 1967.

وفي أغسطس (آب) 1980، وعقب تشريع إسرائيلي يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، تبنى مجلس الأمن القرار 478، الذي حظر على البعثات الديبلوماسية فتح مقار في المدينة. ومنذ ذلك التاريخ لم تفتح أي دولة سفارة في القدس، واختار بعضها فتح قنصليات وملحقات. ثم جاء قرار ترامب.

القاعدة الإنجيلية
وذكر الكاتب بأن نقل السفارة الأمريكية كان من الوعود التي قطعها ترامب على نفسه إبان حملته للانتخابات الرئاسية في 2016.

لكن ذلك لم يجعله متفرداً، إذ ان العديد من المرشحين الرئاسيين قطعوا مثل هذه التعهدات، ليتنصلوا منها بعد وصولهم إلى البيت الأبيض. لكن ترامب قرر الوفاء بتعهده.

وأحد الأسباب التي حملته على ذلك، رغبته في الحصول على أصوات القاعدة الإنجيلية، ولاختياره مايك بنس نائباً له. والأخير هو من المتجددين الإنجيليين. وكانت الروح الإنجيلية وراء نقل السفارة الأمريكية وحاضرة في مراسم النقل التي أقيمت في ضاحية أرنونا في 14 مايو (أيار) 2018.

وكان بين الحاضرين بضع عشرات من الإنجيليين الذين أتوا ضمن وفد خاص من الولايات المتحدة برئاسة القس جون هاغي وروبرت جيفرس.

غواتيمالا
ولفت الكاتب إلى أن غواتيمالا هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب واشنطن في نقل السفارة. وبعد يومين فقط من القرار الأمريكي، قرر الرئيس الغواتيمالي جيمي موراليس نقل سفارة بلاده إلى القدس.

وتضم غواتيمالا جالية كبيرة من الإنجيليين تصل إلى 40 من السكان. وموراليس نفسه إنجيلي. وكان يأمل أن يؤدي قراره إلى نيل الحظوة في الولايات المتحدة. لكن العلاقات ساءت بعد اتهام ترامب لغواتيملا، وهندوراس، والسلفادور بالتقاعس في وضع حد للهجرة غير الشرعية نحو الأراضي الأمريكية، رغم حصول غواتيمالا على مساعدات أمريكية.

هندوراس

وأضاف أن تهديدات أمريكية بقطع المساعدة الأمريكية عن غواتيمالا حتى بعد الإذعان لقرار الولايات المتحدة بنقل السفارة إلى القدس، لعبت دوراً في اتخاذ الرئيس الهندوراسي خوان أورلاند هيرنانديز قراراً بالتراجع عن الاقتداء بواشنطن.

ويشكل الإنجيليون 37% من سكان هندوراس. وكان هيرنانديز راغباً في نقل سفارته، لكنه أراد في المقابل ثمناً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليساعده على فتح محادثات مع الولايات المتحدة.

وتعقدت العلاقات بين هندوراس وواشنطن بسبب تقارب هندوراس والصين التي قدمت لها مساعدات مالية لمعالجة فيض المهاجرين إلى أراضيها.
     
البرازيل والباراغوي
وأشار إلى أن فتح بعثات تجارية وثقافية بات الحل المفضل لدول قطعت وعوداً بالاقتداء بالقرار الأمريكي نقل السفارة من تل أبييب إلى القدس. وهذا ما فعله الرئيس البرازيلي جاييرو بولسونارو.

،ومعلوم أن الإنجيليين يبلغ عددهم في البرازيل 50 مليوناً وكانوا عاملاً رئيسياً في حمل بولسونارو إلى السلطة بعدما وعد الأخير بنقل السفارة إلى القدس. لكن بولسونارو تراجع في اللحظة الأخيرة متعللاً بالخوف من رد الفعل العربي.

وأضاف الكاتب أن باراغوي مثال آخر وهي التي افتحت سفارتها في القدس ثم أقفلتها. وتعلل باراغوي قرارها بالضغط الفلسطيني، علماً أن الإنجيليين في الباراغوي يشكلون فقط 10% من عدد السكان، لكنهم يحظون بنفوذ واسع.

ولفت إلى أن أستراليا التي يعتبر الإنجيليون أكبر ثاني جالية فيها، وينتمي إليهم رئيس الوزراء سكوت موريسون، تراجعت بدورها عن نقل السفارة إلى القدس الشرقية قائلةً إنها تؤمن بحل الدولتين، وتتطلع إلى ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة.