قصر الحمراء  (أرشيف)
قصر الحمراء (أرشيف)
الخميس 16 مايو 2019 / 01:13

معرض يكشف انتقال "بصمة العرب الحمراء" إلى العالم الجديد

انتقلت البصمة التي تركها العرب على العمارة الإسبانية خاصة في الأندلس، أيضا إلى ما يعرف بالعالم الجديد، خاصة أمريكا اللاتينية وتنعكس في (قصور الحمراء) الصغيرة المبنية في المنطقة، وهو الأمر الذي يزيح عنه الستار معرض انطلقت فعالياته في برازيليا.

وتبدأ الرحلة من غرناطة وتحديداً في قصر الحمراء، بلقطات بانورامية للقصر الأثري الشهير ومشاهد لباحة الأسود، الذي بني في الفترة بين 1362 و1391 تحت إشراف السلطان محمد الخامس.

ثم يعبر المعرض بالزائر المحيط الأطلسي وصولاً إلى سانتياجو دي كوبا، ويأخذه في جولة بباحة غرناطة في متحف بونثي للفن في بويرتوريكو و(بيت المدجنين) في جواتيمالا، و(قاعة بيلار ديل بالاسيو بورتاليس) في كوتشابامبا بفنزويلا، أو (القوس الموريسكي) في ليما.

قهوة
وظهرت فكرة المعرض بعد دراسة أجراها خبراء من جامعة غرناطة الإسبانية بالتعاون مع المسئولين عن قصر الحمراء، الذين كشفوا عن الإرث الأندلسي في أمريكا اللاتينية والتي تظهر بكل وضوح في أسلوب العمارة ومظاهر ثقافية أخرى في هذا الإقليم.

ويقول سفير إسبانيا لدى البرازيل فرناندو جارسيا كاساس "الأدلة حاضرة في القصور والفن والأدب وحتى المطبخ".

ويستدل جارسيا كاساس على صحة حديثه بالقهوة "التي أدخلها العرب إلى أوروبا" ووصلت إلى أمريكا اللاتينية، لتصبح المنطقة أهم منتج بلا منازع خاصة دول مثل كولومبيا والبرازيل.

أدب وصور
لكن هذا التأثير ينعكس أيضاً في الأدب مثل شخصية ناصر أشقر سعد المهاجر العربي الذي يغرم بحسناء سمراء في رواية جابرييلا كلافو وكانيلا، للكاتب البرازيلي جورجي أمادو، حسبما كشف السفير الإسباني.

بالمثل، يمكن ملاحظة هذا الإرث في صورة حلبات مصارعة الثيران الموجودة بشكل أوضح في دول أمريكا الجنوبية، وأبرزها حلبة سيزار جيرون في مدينة ماراكاي الفنزويلية، الذي بني عام 1933 بقرار من الدكتاتور خوان فيسنتي جوميز الذي كان يحب هذه العروض بشدة.

وكان المعرض قد قدم بالفعل في إسبانيا، لكنها المرة الأولى التي يظهر فيها للمرة الأولى بالبرازيل وأمريكا اللاتينية، المنطقة التي وصل فيها طابع العمارة العربية الجديدة إلى ذروته في الفترة بين أواسط القرن الـ19 ومنتصف القرن الـ20.

ويمكن لمس ذلك في الصور الخاصة بقصر الحمراء في العاصمة التشيلية سانتياجو الذي افتتح عام 1862 أو ساحة إجناسيو زاراجوزا المركزية في ولاية بويبلا بالمكسيك والتي تعود لعام 1883.

دليل حي
ومن بين المباني الأحدث، تبرز حديقة الجمعية التشريعية في سان خوسيه بكوستاريكا عام 1943 ، وساحة غرناطة الملحقة بمتحف الفن في بونسي ببويرتوريكو الذي شيد عام 1964.

ورغم أن كل هذه المباني لا تقترب بأي درجة من روعة قصر الحمراء الأصلي، إلا أن عشرات القصور ذات الطابع العربي التي تستضيف مؤسسات رسمية أو جهات خاصة تعد "دليلاً حياً" على الأواصر الثقافية الممتدة لمئات الأعوام بين الأندلس ودول أمريكا اللاتينية، بحسب رافائيل لوبيز جوزمان، وهو أحد المسئولين عن المعرض.