الخميس 16 مايو 2019 / 01:28

دبي: معرض "ملهمة بيكاسو" باية محي الدين.. أيقونة فن شمال إفريقيا

استضاف "غاليري المرسى"، في السركال أفنيو، في دبي، أخيراً، معرضاً فنياً لافتاً للفنانة الجزائرية الراحلة باية محي الدين، أحد أبرز فنانات شمال إفريقيا.

ولأعمال الفنانة الشهيرة فريدا كاللو، تأثير على الطابع السريالي المفعم بالألوان، في ما قدمته باية من لوحات شهيرة، بأسلوب حالم معبأ بالرمزية.

وهذا هو المعرض الثاني لأعمال الفنانة التي رحلت 9 نوفمبر ( تشرين الثاني) 1998، والذي تستضيفه صالة العرض، وهو يهدف إلى إبراز التأثير الذي أحدثه فنها على فن شمال إفريقيا في القرن العشرين.

وولدت باية، في 12 ديسمبر في برج الكيفان بضواحي العاصمة الجزائر، يتيمة الأبوين منذ الولادة ربتها جدتها لتساعدها فيما بعد لما كبرت في الفلاحة، وكانت جدتها تعمل وتقيم عند مستعمرين فرنسيين.

وفي مرحلة المراهقة، تبنتها مارغريت بنهورا، وهي مثقفة فرنسية ثرية كانت متزوجة من قاض جزائري، وذلك بعد أن لفت نظرها النزعة الفنية لدى الصغيرة باية.

وظهرت هذه النزعة لدى الطفلة من خلال تشكيل التماثيل الصغيرة لحيوانات وشخصيات من خيالها، فأمدتها بنهورا بأدوات الرسم، وبدأت باية ترسم وهي في الثالثة عشر من عمرها.

وفي عام 1947، عندما كانت باية في السابعة عشر من العمر، اكتشفها تاجر فن فرنسي، يُدعى إيمي ميغث، ورائد السريالية، أندريه بريتون، الذي عرض رسومات باية في معرض "ميغث" للفن السريالي في باريس.

وعلى الفور، لفت إنتاجها انتباه الفنانين الكبيرين بيكاسو وماتيس بسبب مكونات رسوماتها "الطفولية"، وكذلك "النقاء" بألوانها وعفويتها وتسليطها الضوء على الطبيعة بما فيها من زهور وطيور وأسماك وإبرازها بألوان زاهية.

وقد قال عنها الرسام الفرنسي جان دوبوفي إن أعمالها تمثل "المادة الخام للفن".

وبين عامي 1948 و1952، عملت باية إلى جانب بيكاسو، وتناولت الكسكس معه، وقال عنها بيكاسو إنها كانت مصدر إلهام سلسلة رسوماته عام 1954 التي حملت اسم "نساء الجزائر".

وقد نالت لوحتها التي تحمل اسم "امرأة وعصفور في القفص" شهرة واسعة.

وبعد 6 سنوات من هذه البداية القوية، عادت باية إلى الجزائر وتزوجت من الموسيقار الجزائري، الحاج محفوظ محي الدين، وبعدها اصاب فنها الجمود، لكنها وفي عام 1963، اشترى المتحف الوطني الجزائري أعمالها السابقة، وتحت الإلحاح الكبير لمديرة المتحف، عادت باية محيى الدين إلى الرسم، ولم تتوقف حتى النهاية، وتم عرض أعمالها في مختلف أنحاء العالم، والكثير من أعمالها محفوظ في لوزان بسويسرا.

وفي العام الماضي عرض متحف غراي للفن بنيويورك لوحات من إنتاجها، وتبقى باية أيقونة فنية لمنطقة شمال إفريقيا ككل.