ناقلة نفط في الخليج العربي (ارشيف)
ناقلة نفط في الخليج العربي (ارشيف)
الخميس 16 مايو 2019 / 13:29

فورين بوليسي: إيران حركت وكلاءها رداً على "تصفير نفطها"

يعتقد خبراء أن طهران كانت وراء الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية سعودية، وناقلات نفط.

يحمل الهجوم بصمات إيرانية. التوقيت والتكتيكات والأهداف كلها توحي بأن لإيران يد في تلك الهجمات

ويرى كيث جونسون، مراسل لدى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن في ظل هجمات مشبوهة، في ثلاثة أيام، على منشآت نفط سعودية، يبدو أن إيران تشير إلى أن حملة الضغط الأقصى التي تشنها أمريكا لوقف صادراتها النفطية وخنق اقتصادها، سيكون لها تبعات مكلفة.

ويشير جونسون لما جرى يوم الثلاثاء الماضي، عندما استهدفت على ما يبدو طائرة حوثية دون طيار محطتي ضخ على خط أنابيب سعودي رئيسي، خط شرق- غرب الذي ينقل النفط الخام السعودي عبر الصحراء، من شواطئ الخليج إلى البحر الأحمر، بعيداً عن مضيق هرمز.

وقال مسؤولون سعوديون إن الأضرار كانت ثانوية، ولكنها أوقفت مؤقتاً أنبوب النفط، والذي ينقل ما يصل إلى 5 ملايين برميل نفط يومياً. وحملت الرياض المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، المسؤولية عن الهجوم.

هجوم غير مبرر
ويلفت كاتب المقال إلى تلك الضربات بعد أيام قليلة من هجوم، ما زال غير مبرر، طال أربع ناقلات نفط، بينها سفن سعودية، قبالة ميناء رئيسي لتصدير النفط في الإمارات.

وفيما لم تشر حكومات المنطقة بإصبع الاتهام نحو إيران، قال مسؤول أمريكي لصحيفة "وول ستريت" إنه يعتقد أن إيران، وراء ذلك العمل التخريبي.

في ذات السياق، قال مايكل نايتس، خبير في شؤون الخليج لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "يوحي الإيرانيون بأنكم إن واصلتم الضغط، فإن هذا هو شكل العالم الذي ستعيشون فيه".

وحسب مسؤولين سعوديين، إذا كانت الهجمات على السفن لا تزال غير معروفة، فإن الضربة بواسطة طائرة دون طيار تعطي صورة أوضح عمن نفذها، إذ استهدف الحوثيون سابقاً ناقلات نفط سعودية عند عبورها بالقرب من الساحل اليمني.

وقال نايت الذي يعكف على دراسة الحوثيين منذ أكثر من عشر سنوات، أنه يشك في أن الهجوم بطائرة دون طيار طويلة المدى كانت من صنعهم لوحدهم.

 وأضاف "لا يملك الحوثيون تلك القدرات، وليس عندهم النية لتنفيذ هكذا هجمات".

توقيت غريب
وفي رأي الكاتب، حصل الهجوم في توقيت غريب. فالمتمردون يحاولون الالتزام بصفقة برعاية الأمم المتحدة، تقضي بإخراج قواتهم من ميناء الحديدة اليمني. ويوم الثلاثاء، وفي نفس يوم الهجوم، تحقق مسؤولون من المرحلة الأولى لإعادة نشر قوات حوثية بعيداً عن الحديدة ومينائين هامين آخرين.

وقال نايتس: "وسط تنفيذ عملية سلام في البحر الأحمر، ليس للحوثيين مصلحة استراتيجية في شن هجوم على قطاع النفط السعودي. إنهم يحاولون إظهار أنهم لا يؤخرون إحلال السلام في البحر الأحمر". ورجح احتمال أن يكون الحوثيون تلقوا أمراً من إيران لتنفيذ الهجوم.

مؤشر أوضح
ويلفت خبراء آخرون لوجود إشارة أوضح على تورط إيران، خاصةً بعدما رأت طهران أن شريان حياتها من صادرات النفط ينكمش من مليون برميل يومياً إلى قرابة صفر بسبب عقوبات أمريكية أشد، طبقت فعلياً في بداية الشهر الجاري. وفي حينه، تعهدت إيران بالانتقام بطريقة ما.

وقال ماثيو ريد، نائب رئيس خدمة استشارات حول الطاقة لدى موقع "فورين ريبورتس": "يحمل الهجوم بصمات إيرانية. التوقيت، والتكتيكات والأهداف كلها توحي بأن لإيران يد في تلك الهجمات. ولا يجب أن يندهش أحد، حينما تشعر إيران بضغط عقوبات أشد من أي وقت مضى، وتراجع أحجام صادراتها النفط إلى لا شيء".