الشرطة التركية تعتقل متهمين بالانتماء إلى داعش (أرشيف)
الشرطة التركية تعتقل متهمين بالانتماء إلى داعش (أرشيف)
الخميس 16 مايو 2019 / 13:03

تركيا تطلق سراح غالبية الجهاديين الذين تعتقلهم

حصل موقع "نورديك مونيتور" على وثائق سرية تثبت مرة أخرى تساهل تركيا مع الإرهابيين الذين تقبض عليهم لانتمائهم إلى تنظيمي داعش، أو القاعدة.

في سنة 2014 فقط ثمانية جهاديين من الذين أتوا من مقدونيا وكوسوفو وألبانيا وأذربيجان وتركيا تم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الدرك

وفي الموقع نفسه، كتب الصحافي التركي البارز عبدالله بوزكورت أن معظم المقاتلين الأجانب وشركائهم الذين قبض عليهم بين 2014 و 2016 على يد الجيش التركي بناءً على الاشتباه في تورطهم في نشاطات جهادية، أُطلق سراحهم، وفقاً ما كشفته الوثائق الاستخبارية السرية.

بحسب بيانات إحصائية سرية احتفظ بها الفرع الاستخباري لقوات الدرك التركية وشملت الفترة بين 1 يناير (كانون الثاني) 2014 و30 يونيو (حزيران) 2016، أوقف فقط 37% من الجهاديين الأجانب المعتقلين، بما يساوي 224 شخصاً من أصل 607 محتجزين.

إن قوات الدرك التي تتمتع بصلاحية وكالة إنفاذ القانون في المناطق الريفية والحدودية، قبضت على 311 جهادياً في الفترة نفسها. وأوقفت المحاكم التركية 39% من الجهاديين بينما أطلقت سراح الباقين.

رأس جبل الجليد.. لماذا؟

لا تمثل هذه الأرقام سوى رأس جبل الجليد لأن بيانات عدد المحتجزين التي عالجتها إدارة الشرطة، الوكالة التركية الأساسية ذات صلاحية إنفاذ القانون في المدن والبلدات التي تضم 79% من سكان تركيا، مفقودة من العدد الإجمالي الذي تكشفه الوثائق الاستخبارية.

علاوة على ذلك، لا تقول البيانات أي شيء عن عدد الذين أطلق سراحهم خلال المحاكمة، ممن سبق لهم أن أوقِفوا. إن غالبية المشتبه بهم ممن أوقفوا رسمياً بتهم الارتباط بداعش والقاعدة في تركيا، يطلق سراحها سريعاً بالإجراءات القانونية في المحكمة.

بيئة سياسية متساهلة

ويبقى عدد الإدانات الناجحة منخفضاً جداً في نظام العدالة الجنائية التركي بسبب البيئة السياسية المتساهلة، في ظل الحكومة الإسلاموية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولكنها رغم من ذلك، تقدم صورة سريعة لأرقام حقيقية مبنية على سجلات رسمية حول ما حصل في تلك السنوات على مستوى المواطنين الأجانب الذين قدموا إلى تركيا للعبور إلى سوريا والعراق والانخراط في الصراع الجهادي المسلح.

من 8 إلى 499 جهادياً
مع مرور الوقت، ارتفع عدد الجهاديين الذين وصلوا إلى تركيا وفقاً للنمط الذي يمكن استنتاجه من الأرقام التي تقدمها الوثائق.

وعلى سبيل المثال، في 2014 قُبض على ثمانية جهاديين فقط من الذين أتوا من مقدونيا، وكوسوفو، وألبانيا، وأذربيجان، وتركيا من قبل قوات الدرك. في السنة التالية، قفز الرقم إلى 499 وتوسعت الدول التي أتى منها الجهاديون لتشمل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، والسويد، وفنلندا، واليابان، والصين، وروسيا، والهند، ودولاً أخرى.

معلومات ناقصة
قسمت الوثائق الاستخبارية المحتجزين الأجانب إلى إرهابيين، ومتعاونين، ومتعاطفين معهم، إضافة إلى المساعدين والمحرضين.

لم تذكر هذه الوثائق أي معلومات عن كيفية تسجيل الجيش للمعتقلين وفقاً للتصنيفات المختلفة وما هي المعايير التي استُخدمت للتمييز بينهم.

هذا وتظهر الأرقام أن الرجال انضموا إلى النشاطات الجهادية أكثر من النساء، 700 رجل مقابل 202 امرأتين، والأرقام هي تلك المشمولة بالفترة المذكورة التي غطتها الوثائق.

أما عدد الأطفال الذين انخرطوا في هذه النشاطات فكان 16.