اللبنانيون يشيعون اليوم البطريرك الماروني السابق نصرالله صفير

وتقام صلاة الجنازة لراحة نفس صفير عند الخامسة عصراً، ومن المتوقع أن يشارك آلاف اللبنانيين في التشييع.

كما يشارك وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان ممثلاً الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقالت السفارة الفرنسية في لبنان في بيان إن صفير كان "أحد كبار صانعي السلام والمصالحة في لبنان وصديقاً لفرنسا، ووطنياً عظيماً".

وأوفد الفاتيكان رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري على رأس وفد لتقديم العزاء والمشاركة في مراسم جنازة صفير.



وترأس ساندري صباح الخميس قداساً في كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة وصف فيها البطريرك بأنه كان "خادماً كبيراً للكنيسة المارونية"، قام بخدمة "تعكس بتواضعه".

ومنذ إعلان وفاة صفير، يتوافد المعزون من سياسيين، وسفراء، ومواطنين إلى بكركي لتقديم التعازي.

وقد سجي جثمان صفير يوم الأربعاء في كنيسة الصرح البطريركي ليلقي عليه المعزون النظرة الأخيرة.

ونقل الجثمان الأربعاء من أحد مستشفيات بيروت إلى بكركي في نعش مصنوع من خشب الزيتون والأرز نفذه الفنان اللبناني رودي رحمة.

ونحت على الغطاء على صخر وجه صفير. ورافق الجثمان موكب من الجيش، والقوى الأمنية وشخصيات سياسية، وكنسية، فيما لاقته وفود شعبية على طول الطرق، ونثر المواطنون على الموكب الأرز والورد.



ولدى وصول الجثمان إلى بكركي، قُرعت أجراس الكنيسة واستمرت الصلوات والقداديس على روحه حتى منتصف الليل، ثم استؤنفت صباح الخميس.

وانتخب صفير في أبريل(نيسان) 1986 البطريرك السادس والسبعين للموارنة، أكبر طائفة مسيحية في لبنان، ثم استقال في 2011 ليخلفه الكاردينال الحالي، بشارة بطرس الراعي.

ولعب صفير دوراً بارزاً في تاريخ لبنان الحديث، خاصة لمعارضته الشديدة للوجود والهيمنة السورية على لبنان.

ومنح صفير الغطاء المسيحي لإبرام اتفاق الطائف في السعودية 1989 الذي وضع حداً للحرب الأهلية 1975-1990 في لبنان، وكان آخر فصولها نزاع دامٍ بين المسيحيين أدانه البطريرك بشدة وأكد مراراً أنه أضعفهم في لبنان.

ورفض طيلة فترة توليه منصبه زيارة سوريا.


وبعد خروج الجيش السوري من لبنان في 2005 إثر اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، لم يتردد في انتقاد حزب الله بشدة لرفضه التخلي عن سلاحه، معتبراً أنه يشكل "حالة شاذة" في لبنان، ومؤكداً أن السلاح يجب أن يكون حصراً بيد الدولة.

ولد صفير في ريفون في منطقة كسروان وسط البلاد، في 15 مايو (أيار)، وأصبح كاهناً في مايو (أيار) 1950، ومنحه البابا يوحنا بولس الثاني رتبة الكاردينالية في 1994 تقديراً لخدمته الرعوية ودوره الوطني.

وعرف عن صفير تواضعه، وتقشفه في نمط حياته، وشغفه برياضة المشي في الطبيعة، وكان ضليعاً باللغتين العربية والفرنسية كما كان يتكلم الإنجليزية.