صحف (24)
صحف (24)
الجمعة 17 مايو 2019 / 11:19

صحف عربية: طبول الحرب ووساطة سويسرية وأزمات في حقيبة ترامب

24 - معتز أحمد إبراهيم

تتصاعد الأزمة الإيرانية بصورة واضحة في ظل تقارير عن تحفظ إيران على أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض السياسي، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الأمريكية للتصدي للأنشطة الإيرانية التي تؤثر على استقرار المنطقة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإنّ جهوداً سويسرية بدأت للتهدئة بين واشنطن وطهران، فيما يتصاعد السلوك العدواني لإيراني في المنطقة.

طهران ترفض التفاوض مع ترامب
ونقلت صحيفة الجريدة الكويتية ترجيح عدد من المراقبين الدوليين أن يكون الهدف الخفي وراء الزيارة المفاجئة التي بدأها رئيس الاتحاد السويسري أولي ماورير، لواشنطن هو التوسط بين الولايات المتحدة وإيران التي ترفض التفاوض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن ماورير وصل الى واشنطن خلال الساعات الماضية بهدف عقد اجتماع غير مقرر بنظيره الأمريكي دونالد ترامب.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إعلامية سويسرية اهتمامها باللقاء ووصفه بأنه "تاريخي".

ورجحت هذه المصادر ذلك لأن هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس الولايات المتحدة نظيره السويسري في البيت الأبيض.

وأشارت الصحيفة الكويتية إلى أن سويسرا تقوم بأعمال رعاية المصالح الأمريكية في إيران.

وأشارت تقارير إلى أن إدارة ترامب مررت رقم هاتف الرئيس الأمريكي إلى السلطات الإيرانية عبر الحكومة السويسرية.

صفقة ترامب
في المقابل، يرى الكاتب الصحفي في صحيفة العرب محمد قواص أن العرب ليسوا في حسابات صفقة ترامب مع إيران، وقال قواص إن "الدول العربية عليها أن تقرأ بشكل آخر كتاب التصعيد العسكري الذي تدفع به الولايات المتحدة صوب مياه الخليج".

وأشار إلى أن من يستمع إلى اللغة الحنونة التي استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متوجهاً إلى إيران، يتخيّل أن من أعطى الأوامر بإرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" والقطع البحرية المرافقة، ومن دعم الحملة البحرية بقاذفات منها تلك الاستراتيجية B52، هي جهة أخرى داخل الإدارة في واشنطن.

وأشار إلى تحليل مضمون خطاب ترامب قائلاً إنه "تحدّث عن تفاوض مع طهران وعن دعوة للتواصل معه وعن توق لتعاون أمريكي مع إيران تستعيد من خلاله قوة اقتصادية عالية".

ووجه قواص حديثه إلى الدول العربية القريبة من إيران والمُستهدفة مباشرة من سلوك طهران، مطالباً إياها بأن تقرأ بشكل آخر كتاب التصعيد العسكري الذي تدفع به الولايات المتحدة صوب مياه الخليج، موضحاً أن ما يجري حالياً بين عواصم العالم هو التقاطع حول صيغة الاتفاق الدولي المقبل والحتمي مع إيران التي لا خطط لإسقاطها. قد تبرم العواصم ذلك الاتفاق وتترك المنطقة لسلوك إيراني تمّ تعديله مع العالم البعيد ويخضع لوجهات نظر مع ذلك القريب.

النهج الإيراني
أما رضوان السيد فكتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندينة أنه "بينما كانت الاستعدادات الحربية الأمريكية تتصاعد في المنطقة، قامت إيران بهجومين"، ووصف السيد هذا السلوك الإيراني بأنه تحدٍّ كبير للدول العربية والولايات المتحدة. وهو الأمر الذي ما كتمته إيران منذ البداية عندما قال المسؤولون الإيرانيون: "إذا لم تستطع إيران تصدير بترولها، فلن يتمكّن أحد من ذلك!".

وأشار السيد إلى أن الأمريكيين يشتبهون بأن الإيرانيين سيردّون بالقيام بأعمالٍ مسلّحة، ضد وجودهم في العراق وربما في لبنان، وضد الملاحة الدولية في موانئ الخليج وممراته. إنما الذي حصل حتى الآن الإغارة على جهتين عربيتين.

وقال السيد إن "العرب الآن على عتبة موجة مرتفعة من موجات التوتر الأمريكي الإيراني. والواضح إنه ومنذ البداية أنّ إيران لن تركّز على إسرائيل، ولن تجرؤ على الهجوم على الآلة الحربية أو المصالح الحيوية الأمريكية؛ بل ستركز جهدها وبأشكال مختلفة على زعزعة أمن الخليج، والتأثير على إنتاج النفط وتصديره، الأمر الذي يزيد من حجم التوتر بالمنطقة".

خيارات ترامب في الشرق الأوسط
وقال مدير البرامج الاستراتيجية بمركز ناشيونال إنترست في تقرير بصحيفة الاتحاد الإمارتية، جيفري كمب، إلى أن الرئيس دونالد ترامب ورث وضعاً مشوشاً وخطيراً للغاية في الشرق الأوسط.

وقال كمب إن "العامين اللذين قضاهما في الرئاسة لم يحسّنا الأمور". وهو اليوم يواجه أزمات على عدد من الجبهات في المنطقة، وجميعها من المحتمل أن تجر الولايات المتحدة نحو حرب إقليمية بدلاً من أن تُخرج القوات الأمريكية من المنطقة، مثلما كانت رغبته الأولى. وجزء من المشكلة هو النصائح المختلطة التي يتلقاها من مسؤولي الأمن القومي.

وتطرق كمب للأوضاع المشتعلة في إيران، وقال إن "اندلاع مواجهة عسكرية كبيرة مع إيران سيكون له أثر بالغ على كل الأطراف".
وأشار إلى أن التداعيات الاقتصادية لهذه الخطوة والتي سيتأثر بها العالم.

واختتم كمب تحليله بالقول بأن الحرب مع إيران ليست الأزمة الوحيدة التي ينبغي لترامب أن يقلق بشأنها في المنطقة، ومن المشاكل البارزة الأخرى هناك أيضاً العلاقات مع تركيا، ومصير الأكراد السوريين، والمبادرة الأمريكية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، والصعود المحتمل لتنظيم داعش كتنظيم إرهابي فعال مرة أخرى.