قوات الحزام الأمني تحرر بلدة قعطبة في محافظة الضالع اليمنية (24)
قوات الحزام الأمني تحرر بلدة قعطبة في محافظة الضالع اليمنية (24)
الجمعة 17 مايو 2019 / 12:39

معركة "قطع النفس" متواصلة حتى بلوغ ذمار

حررت قوات الحزام الأمني مسنودة بقوات التحالف والمقاومة المشتركة بلدة قعطبة، واستعادة السيطرة على معسكر استراتيجي كان الحوثيون يتمركزون فيه، فيما قال سكان محليون إن "ميليشيات الحوثي فرت باتجاه بلدة العود في إب"، وسط تأكيدات على أن المعركة مستمرة ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية.

تحرير قعطبة جاء عقب نحو شهرين من القتال الشرس الذي ألحق خسائر بشرية كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية، لكن كيف جاءت معركة شمال الضالع؟

خيانة إخوانية
على مدى ستة أشهر الماضية، كانت الميليشيات الحوثية تشن هجمات على مواقع قوات الحزام الأمني في بلدات ريفية شمال الضالع، وسط صمت مريب من قائد لواء عسكري المحسوب على تنظيم الإخوان، ويدعى عبدالكريم الصيادي، قبل أن يصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً بإقالته في منتصف مارس (آذار) الماضي، لكنه رفض قرار الإقالة، وقاد تمرداً داخل المعسكر الذي انقسم إلى نصفين نصف ذهب باتجاه القوات الوطنية والآخر ذهب مع الصيادي.

برر الصيادي رفضه قرار إقالته بأنه قد قام ببناء المعسكر على نفقته الخاصة، إلا أن الرئيس هادي أبلغه أن عليه يسلم المعسكر فوراً، وهو ما تم بعد أن سلم جزء من الأسلحة للميليشيات الحوثية.

وشن الإخوان هجوماً إعلامياً على الرئيس هادي واتهموه بأنه سلم قائد عسكري موالي للمجلس الانتقالي الجنوبي أول الألوية العسكرية التابعة للشرعية في شمال اليمن.

وعيت الرئيس هادي العميد الركن هادي أحمد مسعد العولقي قائداً للواء ثلاثين مدرع المرابط في جبهة حمك في منطقة العود بمحافظة الضالع على الحدود مع محافظة إب خلفاً للعميد الركن عبدالكريم محمد أحمد الصيادي المحسوب على تيار الإخوان.

بعد يومين من قرار إقالة الصيادي تعرض قائد اللواء الجديد لمحاولة اغتيال فاشلة في داخل المعسكر وقتل أحد مرافقيه، وهو ما دفع الأخير إلى اتهام الأول بمحاولة قتله.

بعدها بأيام ظهر الصيادي في تسجيل مرئي بثته قناة المسيرة الحوثية، خلال تكريمه بسيارة جديد مقدمة من زعيم الحوثيين.

عقب تكريم الصيادي شن الحوثيون هجوماً واسعاً على بلدة قعطبة وتقدموا إلى سناح وأصبحوا على مشارف الضالع، الأمر الذي استدعاء التحالف العربي الدفع بقوات الحزام الأمني المخصصة في محاربة الإرهاب، لتشد المعارك، وهو ما تسبب بخسائر كبيرة للحوثيين.

الدفع بلواء الصماد الحوثي
خسائر الحوثيين الكبيرة، استدعت الدفع بقوة عسكرية من الميليشيات يطلق عليها "لواء الصماد" نسبة الى رئيس الحوثيين السابق الذي قتل في غارة جوية في الحديدة العام الماضي.

تفيد العديد من المصادر والتقارير أن لواء الصماد يعد من أبرز قوة نخبوية في ميليشيات الحوثي والتي يشرف عليها خبراء إيرانيون ولبنانيون من حزب الله.

أظهرت صور بثت على الإنترنت قائداً عسكرياً من حزب الله اللبناني قتل في الضالع خلال قيادته للمعارك، فيما قتل قائد المنطقة العسكرية الرابعة والمعين من قبل الحوثيين.

وتفيد مصادر عسكرية ميدانية أن لواء الصماد أوبيد بشكل كامل وأنه لم يتبق منه أي شيء، وأن الميليشيات دفعت بتعزيزات أغلبها أطفال إلا أنهم لقوا حتفهم في المعارك فيما وقع أخرون في الأسر.

قدرت المصادر قتلى المليشيات أنهم بالمئات وربما يفوقون الألف قتيل خلال أقل من 3 أشهر في الضالع.

وأكد تقرير لدائرة حقوق الإنسان في المجلس الانتقالي الجنوبي تجنيد الحوثي للأطفال في الحرب بالضالع، حيث وثق التقرير أحاديث أطفال وقعوا في الأسر.

معركة الضالع
تمثل الضالع نقطة سوداء في جبين الميليشيات الحوثية، فهي أول محافظة في جنوب اليمن، تمكنت فيها المقاومة من تحريرها في مايو (أيار) 2015، بالإضافة إلى أنها تمثل معقلاً رئيسا للحراك الجنوبي المطالب بالاستقلال، فالحوثيون الذين تعرضوا لأول هزيمة منذ الانقلاب في يناير (كانون الثاني) 2015م، أرادوا الانتقام لتلك الهزيمة إلا أنهم اخذوا هزيمة أخرى، وباتوا في طريقهم لخسران مدينة إب اليمنية.

دفع زعيم الحوثيين بقوات ضخمة لاحتلال الضالع، غير أن الحاضنة الشعبية كانت لها كلمة الفصل، إذ تم رفد الجبهات بالمال والأسلحة والرجال، ليخسر الحوثي المئات من مقاتليه، ليدفع بلواء الصماد وعلى رأسه خبراء من حزب الله، غير أنه وفقاً للعديد من المصادر قتل الكثير من أفراد اللواء أن لم تكن معركة الضالع قد تسببت بإبادته.

انتكاسة حوثية
حين شعر الحوثيون بالانكسار في الضالع واستعداد القوات لتحرير قعطبة أعلنوا للأمم المتحدة موافقتهم على الانسحاب من موانئ الحديدة، في حين دعا محمد البخيتي إلى الحوار مع الجنوبيين، الذين أعلنوا رفضهم لأي شكل من أشكال الحوار ما لم ينسحبوا من كل مناطق شمال الضالع وصولاً إلى إب.

حاول الحوثيون بشتى الوسائل إيقاف الحرب خلال الأيام الماضية، ردت قوات الحزام الأمني على ذلك بإطلاق "معركة قطع النفس"، وهي العملية التي ألحقت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية.

تفيد مصادر أن هدنة الحديدة انهارت بشكل كامل وأن المواجهات تجددت في أعقاب قيام ميليشيات الحوثي بقصف مناطق الضالع.

تؤكد المصادر أن معركة قطع النفس ستتواصل حتى تحرير محافظة إب اليمنية وصولاً إلى ذمار المعقل الرئيس لأغلب قيادات المليشيات الحوثية الموالية لإيران.