أمل عبده اسماعيل برفقة ابنها مصعب
أمل عبده اسماعيل برفقة ابنها مصعب
السبت 18 مايو 2019 / 20:16

تقرير| "أم مصعب الداعشية".. بين السادات ومبارك والسيسي

24 - القاهرة - عمرو النقيب

طرحت قضية الإفراج عن "بنات دمياط" بالعفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال الساعات الماضية، أهم التفاصيل عن أخطر نساء محافظة دمياط، المكناة بـ"أم مصعب"، التي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها خلال شهر يونيو(حزيران) 2018.

ويكشف 24 التفاصيل الكاملة عن أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، المكناة بـ"أم مصعب"، و"أم المثنى"، وتبلغ من العمر 55 عاماً، والمتهمة بدعم وتمويل الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم داعش فى مصر، عقب قرار إحالتها للمحاكمة الجنائية فى القضية رقم 23 لـسنة 2017 جنايات أمن الدولة، والمعروفة إعلامياً بـ"ولاية الصعيد".

وهي الخلية المسؤولة عن تفجيرات الكنائس الأخيرة التي وقعت في مصر، وقد أحالة نيابة أمن الدولة العليا، أوراق جميع المتهمين إلى محكمة الجنايات، وضمت 68 متهماً، بتهمة اعتناق الافكار التكفيرية.

وذكرت التحقيقات في قضية "ولاية الصعيد" أن المتهمة مارست نشاطها العدائي مع قيادات المجموعة في الفترة من 30 أبريل(نيسان) 2015 حتى أبريل(نيسان) 2017، وتورطت فى ارتكاب تمويل مجموعات تنظيم داعش عن طريق إمداد الخلايا بالأموال اللازمة لشراء الأسلحة والذخائر.

ووفقاً لمصادر خاصة مطلعة على الملف الجهادي في مصر، كانت أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، الشهيرة بـ"أم مصعب"، متورطة في قضية تنظيم الجهاد الكبرى عام 1981.

وأشارت المصادر لـ24، إلى أن "أم مصعب"، هي الابنة الصغرى لـ عبد الفتاح عبده إسماعيل، أحد المخططين لإعادة إحياء تنظيم الإخوان عام 1965، بالاشتراك مع زينب الغزالي، وسيد قطب، وأنها كانت ضمن الاعتقالات في قضية "الجهاد الكبرى"، التي ضمت 302 متهم، سواء المشاركون والمخططون لاغتيال الرئيس السادات عام 1981، أو الذين خططوا لقلب نظام الحكم، واستمرت القضية لنحو 4 سنوات، وكان على رأس المتهمين فيها أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم الجهاد آنذاك، وزعيم تنظيم "القاعدة" حالياً، إضافة إلى جميع قادة الجناح العسكري للجماعة الإسلامية.

سجنت أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، المكناة بـ"أم مصعب"، بسجن النساء بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، والتقت داخله بعدد من القيادات النسائية المصرية اليسارية، أمثال صافي ناز كاظم، ولطيفة الزيات، وفريدة النقاش، اللائي تم اعتقالهن سياسياً، في أحداث 3 سبتمبر(آيلول) 1981، ونفذها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، ضد صفوف عدد من القوى الساسية بسبب اعتراضها على اتفاقية" كامب ديفيد".

ونوهت المصادر، أن صافي ناز كاظم، عقب الإفراج عنها والتقائها بالرئيس محمد حسني مبارك، مع عدد من القوى السياسية، وقتها، طالبت الرئيس مبارك بالإفراج عن "أم مصعب"، بسبب حملها، وتأخر حالتها الصحية، فأصدر الرئيس مبارك قراراً بالإفراج عنها، مراعاة لظروفها، رغم تورطها بشكل كبير في قضية "الجهاد الكبرى".

وأضافت المصادر، أن سهيل أحمد الماحي، ابن أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، هو أحد عناصر حركة "حسم" الذي تم تصفيته بمحافظة الإسماعيلية في منتصف يوليو (تموز) 2017، وأن ابنها المثني، سافر لدولة ليبيا، وانضم للتنظيمات الإرهابية هناك، والمرجح مقتله هناك، إضافة أن ولديها حنظلة ومصعب تم القبض عليهما في خلية داعش الصعيد.

كما أن ابن أخيها نجيب عبد الفتاح إسماعيل، الشهير بـ"أبو عمار"، تورط في تشكيل خلايا تابعة لجماعة "التوقف والتبين"، أو تنظيم "الناجون من النار"، من داخل قرية السواحل بمحافظة دمياط.

أمل عبد الفتاح عبده إسماعيل، الشهيرة بـ"أم مصعب"، هي زوجة أحمد أحمد الماحي، الذي كان مسجوناً في هذه القضية، وكان قبلها إماماً لمسجد المطراوي، بحي المطرية بالقاهرة، لعدة سنوات، حيث يعتبر من أحد أهم المعتنقين لفكر جماعة "التوقف والتبين"، التي أسسها نجيب عبد الفتاح إسماعيل، ابن الشيخ عبد الفتاح عبده إسماعيل، أحد قيادات التيار القطبي في مصر.

ولفتت المصادر، إلى أن مسجد المطراوي، بحي المطرية، كان شاهداً على عمليات التخطيط تنفيذ مذبحة الفنية العسكرية، والتي تعتبر أول محاولة للإنقلاب العسكري المسلح من قبل التيار الإسلامي، ضد الرئيس الرحال محمد أنور السادات، في18 أبريل(نيسان) 1974، وأسفرت عن مقتل 17 وإصابة 65، وهدفت لإعلان الجمهورية المصرية الإسلامية، جيث استولوا على أسلحة بقيادة د. صالح سرية، الفلسطيني الأصل، الذي صدر حكم بالإعدام ضده فيما بعد، وعرفت فيما بعد تلك الخلية الإرهابية بإسم "تنظيم الفنية العسكرية".

وأفادت المصادر، أن عبد الفتاح إسماعيل، والد "أم مصعب"، كان المسؤول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، وكان ضمن أفراد القضية الأولى في تنظيم 65 الذين حوكموا أمام الفريق أول محمد فؤاد الدجوي، رئيس محكمة أمن الدولة العليا، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وقتل رئيس الجمهورية وحيازة أسلحة ومفرقعات، وحكم عليه وعلى 6 من رفاقه بالإعدام شنقاً، ونفذ الحكم في 29 أغسطس (آب) 1966، في ثلاثة كان هو أحدهم مع سيد قطب، ومحمد يوسف هواش، وخفف الحكم عن الباقين.

وأضافت المصادر، أن نجيب عبد الفتاح إسماعيل، شقيق "أم مصعب"، تم إلقاء القبض عليه في أكتوبر(تشرين الأول) 2014، مع ثمانية آخرين بتهمة تكوين خلية تكفيرية تسعى لنشر فكر التكفير والهجرة، داخل البلاد، ووجد بحوزتهم وثائق عن طرق عمل متفجرات وأجهزة كمبيوتر محمولة وبعض خرائط الأماكن الحيوية لمدارس ودور عبادة وعناوين لمحلات مملوكة لأقباط وخرائط لبعض أكمنة الشرطة والجيش، علاوة على وجود أسلحة.

ووجهت له تهمة تشكيل تنظيم للقيام بأعمال العنف، واستهداف مؤسسات الدولة العامة والمهمة والحيوية، والقيام بالأعمال العدائية بدور العبادة الخاصة بأبناء الطائفة المسيحية ومشروعاتهم التجارية ومنشآتهم الشرطية ودورياتهم الأمنية، وحيازة محررات ومطبوعات وتسجيلات تضمن ترويج أفكار تنظيم "الناجون من النار" والتي تهدف لقلب نظام الحكم، ومنع المصلين من إداء الصلاة بالمساجد التابعة لهم، وإقامة الخلافة الإسلامية، وفرض الجهاد على كل مسلم باستعمال القوة.

ترتكز جماعة "التوقف والتبيين"، على أفكار تكفر المجتمع صراحة، وتستند في فكرها إلى نقطتين أساسيتين، الأولى جاهلية المجتمعات المعاصرة، والنقطة الثانية وجوب وجود عصبة مؤمنة تستعلي بإيمانها على الجاهلية الموجودة، ويعتبرون أن أعضاء الحكومة والعاملين فيها محاربون لله ورسوله، ويتم إهدار دمهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، واستباحة سرقة أموال الدولة لتعينهم على حرب الدولة الكافرة.

وترجع نشأة فكرة التكفير، والتوقف والتبين في الحكم على المسلمين بكفر أو إسلام، إلى مجموعة من تلاميذ سيد قطب، كانوا أحد أهم اسباب انتشار الفكر التكفيري داخل مصر، وهم: أمين شاهين، وكان يعمل بوكالة الطاقة الذرية، ومصطفى الخضيري، من سوهاج، وعبدالمجيد الشاذلي، وكانوا اعضاء سابقين بجماعة الإخوان المسلمين، وأطلق عليهم جماعة "القطبيين" عام 1965.