الأحد 19 مايو 2019 / 10:43

صحف عربية: استراتيجية واشنطن تضع طهران أمام مفترق

24- معتز أحمد إبراهيم

تتصاعد حدة الأزمة السياسية لإيران، وسط تأكيدات بأن الولايات المتحدة لن تبادر بضرب طهران، في ظل الحديث عن "الخدمات" التي تقدمها طهران إلى واشنطن.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن هناك حالة من السيولة والانهيار داخل الدولة الإيرانية، مع ترجيح تجنب النظام الإيراني للتصعيد.

الأزمة الإيرانية
قال الكاتب إياد أبو شقرا، في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، تحت "عنوان مشكلتنا مع إيران نظامها، ومشكلة غيرنا قدراتها النووية"، إنه "مقتنع بأن لا مجال لأنصاف الحلول في موضوع إيران، والخطر الذي تشكله قيادتها الحالية على العالم العربي، وبالذات، على منطقة الخليج... بل، حتى على الشعب الإيراني".

وأوضح أبو شقرا، أن المشكلة ليست في التفاصيل العلمية التقنية كمعدلات التخصيب، وكميات الوقود النووي داخل المستودعات، ولكن الأزمة في النظام الثيوقراطي الميليشياوي المافيوي الذي يدير إيران. مشيراً إلى أن إيران حرصت على تصدير ثورتها إلى الخارج والإضرار بالأمن العربي، الأمر الذي يجعل المنطقة على حافة بركان. 

وأضاف أن أحداً لا يتمنى الحرب في المنطقة المنكوبة أصلاً، غير أن التساؤل المطروح الآن، هو ما السبيل لوقف حروب طهران على دولنا، وفي الكثير من الأحيان داخل دولنا؟ موضحاً أن التدخل الإيراني في الشؤون العربية والمنطقة، هو السبب الذي يمثل خطورة أكبر من خطورة القنبلة النووية.

لا حرب مع إيران

ونقلت صحيفة الجريدة الكويتية، عن عبد المحسن جمعة قوله في مقال، إنه "لا يعتقد أن الحرب ستندلع بين أمريكا وإيران، مشيراً إلى أن كلاهما يتبادل المصالح في المنطقة، سواء مباشرة أو بوسائل أخرى غير مباشرة برعاية إسرائيل. وأوضح جمعة، أن نظام ملالي إيران قدم لإسرائيل ما لم تكن تحلم به، من تمزيق المنطقة في صراعات طائفية والتهديد بإندلاع الحروب في أي وقت".

وأشار جمعة، إلى أنه وفي ظل الخدمات غير المباشرة التي تقدمها إيران لإسرائيل فمن المستبعد أن تندلع الحرب بين إيران والولايات المتحدة، موضحاً أن ما يريده الرئيس ترامب وواشنطن وتل أبيب تحديداً هو تحجيم حالة التمدد الإيرانية، ووقف خروجه المتكرر عن السيناريو الموضوع له، حتى لا تفلت منهم الأمور.

وأكد الكاتب، أن غياب الدور الإيراني سيكون خسارة كبيرة لهم، مطالباً بضرورة انتظار نتائج المفاوضات الإيرانية الأمريكية التي تجرى في مواقع سرية بعواصم في المنطقة وأوروبا، حسب قوله.

الانهيار الإيراني
وتحت عنوان "طهران تنهار أمام استراتيجية أمريكا وحلفائها، قالت صحيفة الرياض السعودية، إن "النظام الإيراني وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه، نتيجة تمسكه بدعم الإرهاب وتمويل الميليشيات المسلحة حول العالم على حساب الشعب الإيراني المكلوم الساخط على نظام ولاية الفقيه".

وقالت الصحيفة، إنه "وفي ظل تردي الوضع الاقتصادي يوماً تلو الآخر المترتب على الحزمة الأخيرة من العقوبات الأمريكية المفروضة على هذا النظام، ما يضع القيادة الإيرانية أمام مفترق طرق في الأيام القادمة، إما أن تغير من سلوكياتها العدوانية، أو حدوث كارثة اقتصادية مقبلة لا محالة".

وأضافت، أن توازنات القوى العسكرية على الأرض بين الولايات المتحدة وإيران لا تجعل من لجوء النظام الإيراني إلى التصعيد خياراً واقعياً، في ظل الفوارق الهائلة في قدرات التسلح التقليدية بين القوات الجوية والبحرية والقدرات الصاروخية للجيشين الأمريكي والإيراني. ونبهت الصحيفة إلى أن النظام الإيراني في النهاية لن يكون مجبراً فقط على دفع تكلفة، وثمن إجراءاته وأعماله الحالية، ولكن سيكون مجبراً أيضاً على دفع ثمن سياساته الرامية لنشر الحروب وتصدير الإرهاب التي كان ومازال يتبعها في الماضي.

لا خطة فعلية
بدورها، نقلت صحيفة الدستور المصرية، نفي 3 مسؤولين عسكريين أمريكيين وجود خطة لشن حرب على إيران، في ضوء المواجهات الكلامية بين واشنطن وطهران، بسبب البرنامج النووي للثانية، وتدخلاتها التخريبية في شؤون دول المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إعلامية قولها، إنه "لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ أو أي شيء من هذا القبيل لنشر قوات على نطاق واسع في الخليج".