من استيلاء إيران على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. (أرشيف)
من استيلاء إيران على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. (أرشيف)
الأحد 19 مايو 2019 / 11:08

40 عاماً من الكراهية الإيرانية لأمريكا

تحت عنوان "40 عاماً من كراهية الحكومة الإيرانية لأمريكا" كتب مجيد رافي زاده، عالم سياسي أمريكي، ورئيس المجلس الأمريكي الدولي، في موقع "غيت ستون انستيتيوت"، أن إيران، لا أمريكا، هي من خرقت القانون الدولي عبر استيلائها، قبل 40 عاماً على السفارة الأمريكية في طهران. كما كانت إيران، لا أمريكا من بدأت في استخدام وكلائها، مثل حزب الله، لارتكاب جرائم إرهابية، والتحريض على العداء تجاه أمريكا.

طالما بقي الملالي في السلطة، ستواصل الجمهورية الإسلامية تنفيذ عملياتها الإرهابية وعدائيتها العميقة تجاه الأمريكيين، وجيرانها السنة

ويسأل هل من الجائز استرضاء الملالي لقتلهم آلاف الأمريكيين، ولمواصلتهم احتجاز أمريكيين كرهائن، ولكونهم ينفذون أكبر عمليات قتل بحق الأطفال في العالم، وأعلى معدلات الإعدام نسبة لعدد السكان حول العالم. وهل يمكن التغاضي عن كون إيران أكبر دولة راعية للإرهاب وتسعى بكل جهدها لتقويض الأمن القومي الأمريكي، وإفشال أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة؟

وتتكرر، حسب الكاتب، دعوات لوجوب اتخاذ أمريكا موقفاً اعتذارياً حيال المؤسسة الدينية في إيران دون توفر أي دليل بشأن أية فعاليات تدعمها.

أوباما
ووفق الكاتب، كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما هو من ابتدع تلك السياسة، وأصر على أنها ستكون ناجحة. وحتى عندما تباهت إيران في تجاهلها للحكومة الأمريكية وللحياة الإنسانية، واصل أوباما اعتذاره لقادة إيرانيين حتى جعل الأمر وكأن أمريكا تتحمل مسؤولية مشاعر الكراهية التي تبديها الحكومة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة.

حقائق تاريخية

ولكن، في هذا السياق، يدعو الكاتب للعودة إلى حقائق تاريخية. إن الكراهية واستعداء أمريكا وإسرائيل واليهود تعد بمثابة ركائز جوهرية بالنسبة للجمهورية الإسلامية. وعندما وصل الملالي إلى السلطة عام 1979، لم تكن الولايات المتحدة هي التي استهلت الكراهية عبر انتقاد أو معارضة الحكام من رجال الدين. وفي الواقع، رحب الرئيس الأسبق جيمي كارتر بالجمهورية الإسلامية، واعتبر آية الله روح الله الخميني كرجل دين صالح ومقدس. وحسب وثائق تم الكشف عنها مؤخراً، مهدت إدارة كارتر الطريق لعودة الخميني إلى إيران.

لكن، برأي الكاتب، لم يغير ذلك السلوك الودي والدعم الأمريكي من سياسات طهران. واستمرت الجمهورية الإسلامية في التصريح عن مثلها الثورية، والتي شملت، منذ البداية، مناهضة إسرائيل وأمريكا.

وكانت إيران، لا الولايات المتحدة، هي من خرق القانون الدولي عبر الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. واعتقلت إيران وأهانت 52 أمريكياً، ولم تطلق سراحهم إلا بعد 444 يوماً، بما يعد أطول عملية أخذ رهائن في التاريخ الحديث.

رحلة الكراهية
عند تلك اللحظة بدأت رحلة الكراهية. كما كانت إيران، لا أمريكا، من باشر فوراً في استخدام وكلائها، كحزب الله، لتنفيذ عمليات إرهابية والتحريض على العداء تجاه أمريكا.

واتهم حزب الله بعدة هجمات إرهابية، منها تفجير ثكنات المارينز في بيروت عام 1983، حيث قتل 241 من جنود المارينز، وكذلك تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983، وكذلك ملحق السفارة الأمريكية في بيروت عام 1984، فضلاً عن هجمات 9/11 في أمريكا، والتي بسببها أمرت محاكم فيدرالية إيران بدفع 7,5 مليار دولار لأسر ضحايا ذلك الهجوم الإرهابي. كما اتهم حزب الله وإيران بالهجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992، حيث قتل 29 شخصاً، فضلاً عن تفجير حاملة الطائرات USS كول.

وحسب الكاتب، تتهم الحكومة الإيرانية أيضاً بتقديم المساعدة للقاعدة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة. فقد وجدت محكمة في نيويورك أن "حكومة الجمهورية الإسلامية ذات سجل قديم في توفير الدعم والمساعدة لتنظيمات إرهابية من ضمنها القاعدة، الذي زعم مسؤوليته عن تفجير سفارتين أمريكيتين في 7 أغسطس (آب) 1988.

استرضاء
وفيما واصل أوباما اعتذاره لإيران واسترضاءها، يقول الكاتب إن الجمهورية الإسلامية واصلت ممارسة إرهابها ضد الولايات المتحدة عبر تنفيذ عدد من العمليات، منها احتجاز 10 عناصر من البحرية الأمريكية، وإذلالهم ونشر فيديو حول العملية. وتستمر القائمة.

ويختم الكاتب رأيه بأنه لا يفترض بالولايات المتحدة الاعتذار عن أي شيء. يبدو أن كراهية للنظام الإيراني تجاه أمريكا تعد بمثابة أهم سبب لوجوده. ولطالما بقي الملالي في السلطة، ستواصل الجمهورية الإسلامية تنفيذ عملياتها الإرهابية وعدائيتها العميقة تجاه الأمريكيين، وجيرانها السنة، ولمناطق تسعى للهيمنة عليها – كالعراق وسوريا واليمن ومناطق في غزة، وفنزويلا ولبنان - والغرب.