فانوس رمضان (تعبيرية)
فانوس رمضان (تعبيرية)
الأحد 19 مايو 2019 / 21:34

يوم رمضاني في حياة ناشط إسلاموي

أفضل الأعمال في رمضان هي سلامة القلب. الإسلامويون لا يرون ذلك. وفرقهم في ذلك شتى.

يدعو الناس إلى الاجتهاد في العبادة، ويجتهد هو في السياسة. ينهاهم عن مشاهدة المسلسلات المصرية، ويدعوهم إلى دعم الدراما التركية

فالمحدثون ينقمون على القصاص مواعظهم التي تلهي العامة عن الأحاديث الصحيحة، والدعاة ينتقدون العلماء الذين يدفنون أيامهم بين الكتب تاركين المجتمع في جاهلية، والأثريون يرون في ابتهالات الصوفية لهواً. والإخوان لا يرون أفضل من تربية النفس على الجهاد. ويتناسى كل أولئك أن رب رمضان، هو رب القلوب.

أفضل الأعمال الصالحة هي ما تجد فيه قلبك. وبناء تصور عن الشخصية ينطلق من تتبع اهتماماتها.

وبالنسبة للمجتمع الواعي فإن رمضان يمثل فرصة ثمينة للتعرف على منظري الخطاب الإسلامي. فالعمل ظاهر، والنشاط مفرط، وكل له في رمضان قصة.

ثمة إسلاموي نشط في التواصل الاجتماعي، زاده رمضان نشاطاً وغفلة، نشاطاً في السياسة، وغفلة عن أطروحاته الوجدانية الروحانية. يدعو الناس إلى الاجتهاد في العبادة، ويجتهد هو في السياسة. ينهاهم عن مشاهدة المسلسلات المصرية، ويدعوهم إلى دعم الدراما التركية.

يُغرد في حسابه في تويتر كل أربع ساعات، وأحياناً في وقت السحر، وفي ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة، وعند الإفطار ليصف المشهد في ليبيا ويُحلله، ويدعم الثورة في السودان ويهيجها، ويتتبع منجز أبوظبي، والرياض ليشوهه. وأخيرا فإنه لا يخجل من أن يوجه الناس إلى العبادة، ويطلب منهم دعم الحركة الإسلامية.

تفكيك خطابه ينبئ عن أحادية، وتناقض، وازدواجية. ومع ذلك يجد أتباعاً ومتابعين وأعضاء مريدين يثنون ويثنّون على أحاديته، ويوافقون على تناقضاته، ويسألون الله له الثبات على ازدواجيته. وهكذا الناس كأسراب القطا، أو كقطعان الخراف.

نصيحة إلى كل صائم اختط لنفسه خطاً يتبع به جماعة، وسلم عقله إلى منظرين ومفكرين، لا تترك المجال لأحد يخبرك بما تفعل في رمضان وما لا تفعل. بل لا تترك لهم حياتك. فقط إقرأ بيقين في كل صلاة "اهدنا الصراط المستقيم".