الإثنين 20 مايو 2019 / 11:12

صحف عربية: قمتا مكة... الرد الأفضل على إرهاب إيران

24- معتز أحمد إبراهيم

ما تزال تداعيات الدعوة السعودية الهامة لعقد قمتين طارئتين في الخامس والعشرين من شهر رمضان تتفاعل في الإعلام العربي، وسط تحذير من مخاطر السياسات الإيرانية وتأثيرها على المنطقة.

ووفقاً للصحف العربية الصادرة، اليوم الإثنين، فإن إيران في موقف حرج للغاية، فيما توقعت عدد من الصحف الأخرى أن تكون هذه الأزمة بداية النهاية لرأس الشر الإيرانية.

ترقب حذر
قال الإعلامي سلمان الدوسري، في مقال نشر بصحيفة الشرق الأوسط اللندينة، إن "العالم يترقب اندلاع شرارة الحرب في الخليج، خصوصاً بعد حادثتي تخريب السفن الأربع قبالة ميناء الفجيرة، والاعتداء على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية". ونبه الدوسري إلى أن العالم وهو يتابع هاتين الحادثتين، فوجئ التحالف الأمريكي الخليجي الجميع بتكتيك مختلف للغاية عن مجرى التصعيد الحاصل من إيران، عبر إعادة انتشار القوات الأمريكية في المنطقة".

وأوضح أن إعادة الانتشار ليس المقصود به بدء الحرب، وإنما تأمين وردع، وهو نوع من أنواع الضغط بالغ القسوة الذي يمارس لأول مرة على إيران.

وأضاف الكاتب أن إيران تقف اليوم أمام معضلتين: الأولى تكمن في أوضاعها الداخلية القريبة من الانفجار بسبب العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة تاريخياً، والثانية بسبب سلبية مواقف الحلفاء (روسيا والصين)، والموقف الباهت من الأوروبيين من الاتفاق النووي، وهو ما أفضى إلى محدودية الخيارات الإيرانية.

واختتم مقاله بأن الحل مع إيران الآن هو الوصول إلى اتفاق جديد يحل محل الاتفاق السابق، موضحاً أن هذا الاتفاق المنتظر يشابه ما قامت به كوريا الشمالية عندما أُغلقت الحلول أمامها. وقال: "ربما يطول الأمر قليلاً، إلا أنه الخيار الوحيد المتبقي، بعد أن استنفدت طهران خياراتها كافة على مدى أكثر من أربعين عاماً".

قمة مكة
وعلى الصعيد السياسي، أكد خبراء سياسيون واقتصاديون سعوديون، أن دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في الخامس والعشرين من شهر رمضان الحالي، تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على توحيد الصف الخليجي والعربي لمواجهة التحديات والخطر الإيراني.

وأكد الخبير السياسي عبدالله القباع، كما نقلت عنه صحيفة "الرياض" السعودية، أنه من الواضح جداً أن العاهل السعودي يدرك جيداً الخطورة الإيرانية ليس على المملكة فقط، وإنما على دول منطقة الخليج كاملة، قائلاً إن "العاهل السعودي وحينما دعا لقمتين عربية وخليجية، فإن ذلك يؤكد رغبة المملكة في مواجهة هذه الأخطار بشكل جماعي خليجي وعربي".

وأضاف القباع، أنه لا شك أن إيران تهدد أمن منطقة الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية، وإذا لم يكن هناك اتفاق واضح وجلي لمواجهة هذه الإخطار فإن القضية ستكون خطيرة للغاية.

ومن جهته، لفت عضو مجلس الشورى عبدالرحمن الراشد، إلى أن أهمية عقد القمتين العربية والخليجية يأتي من إدراك قيادة المملكة العربية السعودية لأهمية توحيد الصف الخليجي والعربي في هذه المرحلة، لمواجهة الخطر الإيراني، موضحاً أن ذلك يمثل سياسة ثابتة على مدى التاريخ، واعتبر أن موافقة دول الخليج على إعادة انتشار القوات الأمريكية نبع من أهمية مواجهة الخطر المتنامي والتصدي بقوة لما تقوم به إيران في المنطقة، ولمحاولاتها المتكررة لزعزعة أمن منطقة الخليج بشكل عام.

الحاجة الإيرانية

بدوره، قال الكاتب الصحفي خير الله خير الله أن إيران الآن بحاجة إلى الشجاعة قبل الدهاء. وقال خير الله في مقال له، بصحيفة "الراي" الكويتية، إن "إيران تدعم الهجمات الإرهابية في المنطقة حالياً، الأمر الذي يزيد من التوتر الحاصل الآن". وأشار إلى دقة الأزمة المرتبطة بمضيق هرمز، قائلاً إن "هذا المضيق يعتبر ممرّ مائي وليس مسموحاً لأحد بإغلاقه أمام الملاحة الدولية... لا إيران ولا غير إيران".

وأشار خير الله، إلى أن العمليات الإرهابية التي تلجأ إليها أو يمكن أن تلجأ إليها إيران مستقبلاً لن تفيد في شيء باستثناء تسميم الأجواء.

وقال إن "إيران تلعب على كل التناقضات. التناقضات العربية- العربية والتناقضات بين الولايات المتحدة والصين، وتلك التي بين واشنطن وموسكو وحتى على الاختلاف في وجهات النظر من ملفّها النووي بين واشنطن والعواصم الأوروبية المهمة. لا يساهم هذا اللعب على التناقضات سوى في إطالة الحرب القائمة، وهي حرب في أساسها الاقتصاد، الى اشعار آخر.

نهاية رأس الشر
ومن جهتها، قالت صحيفة عكاظ السعودية، إن "العالم بدأ جدياً بالتفكير في وضع حد لهذه السياسات العدوانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

وأضافت الصحيفة، أن "لا أحد يريد الحرب في المنطقة، وبالتحديد السعودية والإمارات، وهذا بات موقفاً رسمياً للدولتين في كل مناسبة، ذلك أن الحرب وتداعياتها لن تفيد أحدا وربما تذهب الأمور إلى أماكن أبعد من ذلك، إلا أن الحرب والتحضير لها كأداة ردع لإيران قد يكون مفيداً، ولكن يجب أن تكون هناك إرادة دولية لوقف الفوضى الإيرانية في المنطقة".

وأوضحت الصحيفة، أن قراءة الموقف الأمريكي باتت واضحة وتهدف إلى تأديب نظام الملالي، إذ أن الأمور بلغت حد الذروة في التحريض على الفوضى من خلال الميليشيات المنتشرة في كل مكان، التي كانت آخر أعمالها الاعتداء على منشآت اقتصادية في الرياض، إذ سيرت ميليشيا الحوثي طائرات من دون طيار لضرب المنشآت الاقتصادية السعودية، بإيعاز من إيران.

وختمت الصحيفة حديثها، بالقول إنه "وسواء بدأت حرب أم لا، فإن الرسالة إلى نظام الملالي وصلت، وهي أن للصبر حدوداً على كل الحماقات الإيرانية، ولا بد من إعادة توزيع الأدوار في المنطقة، وتحجيم هذا النفوذ الخبيث".