الإثنين 20 مايو 2019 / 15:06

واقعة ضرب وتنمر بمدرسة خاصة في أبوظبي

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

رغم الجهود الدؤوبة التي تبذلها دولة الإمارات لاستئصال ظاهرة التنمر في المدارس، والحملات التي تنفذها الجهات المعنية على مدار العام، إلا أن تجاوزات البعض تأتي بعكس الرؤية العامة وتتعارض مع المتوقع من مسؤولين عن قطاع تربوي هام.

حادثة تنمر جديدة رصدها 24 شهدتها إحدى مدارس أبوظبي الخاصة، تدور وقائعها حول تنمر معلمة على طالبة لم يتجاوز عمرها 6 سنوات أمام زملائها في الصف، وذلك بفارق يوم واحد عن تعرض الطفلة ذاتها لتعنيف من معلمة أخرى هي وزميلة لها فقط لأنهما لم تحفظا الدرس، الأمر الذي طرح تساؤلات عن مدى حقيقة الرقابة على سلوك بعض المعلمين ومدى إدراكهم لمسؤولياتهم، والرسالة التعليمية المنوط بهم أداءها على أفضل وجه لتخريج أجيال المستقبل.

تفاصيل الواقعة
تفاصيل الواقعة تعود وفقاً لما روته والدة الطفلة (م.أ) ليوم الخميس الماضي، حيث دخلت معلمة اللغة العربية إلى صف ابنتها لإعطاء الحصة، وكانت المعلمة قد طلبت في اليوم السابق من الطلاب إنجاز واجب منزلي، لكن طفلتها لم تتمكن من فعل ذلك نظراً لانشغالها - أي الأم- مع طفلتها الأصغر التي كانت تعاني من وعكة صحية أقعدتها في المستشفى، ما جعل الطفلة تذهب للمرة الأولى إلى الصف دون أن تنجز الواجبات المطلوبة منها.

وأضافت الأم أنه "بمجرد دخول معلمة اللغة العربية إلى الصف قامت إحدى الطالبات بسرقة كتاب ابنتها وإعطائه للمعلمة لإحراج زميلتها كونها لم تنجز المطلوب منها، رغم أن الأخيرة كانت تحاول حل الواجب قبل دخول المعلمة لكن لم تتح لها الفرصة لأن الطالبة التي تجلس بجوارها سرقت كتابها وأعطته للمعلمة".

"جبانة"
وأشارت إلى أنه بدلاً من أن تقوم المعلمة بالتحدث مع ابنتها، والتعرف إلى الأسباب والظروف التي دفعتها لعدم كتابة الواجب المنزلي، قامت بإهانتها أمام زملائها في الصف، وقالت للفتاة التي أعطتها الكتاب: "اتركيها فهي لم تكتب واجبها لأنها جبانة" ما عرضها لسخرية الطلاب وتهكمهم عليها، وأثر في نفسية الطفلة.

ولفتت والدة الطفلة (م. أ) إلى أنها كانت بصدد الذهاب إلى المدرسة أمس الأحد لتقديم شكوى بحق المعلمة، لكنها لم تتمكن من ذللك بسبب مرض طفلتها الصغيرة، وبالكاد استطاعت إقناع ابنتها بالذهاب إلى المدرسة بعد استيائها مما حصل لها أمام الطلاب، ووصفها بالجبانة وإلقاء اللوم عليها دون إعطائها فرصة لتبرر تقصيرها.

صفعة أمام الطلاب
وتابعت الأم قائلة: "عقب عودة ابنتي من المدرسة تفاجأت بها وقد سيطر الحزن عليها ولم تكن على طبيعتها، لأكتشف أن معلمة الرياضيات دخلت صفها في حصة التربية الإسلامية وسألتها إذا كانت تحفظ أحد الأحاديث المطلوبة ضمن المنهاج الدراسي، فكان جوابها بالنفي، وهو ما جعل معلمتها تصفعها على وجهها أمام الطلاب، كما ضربت طالبة أخرى على ظهرها لعدم حفظها الحديث كذلك، رغم أنها ليست المعلمة المسؤولة عن إعطاء دروس التربية الإسلامية، ما فاقم من الحالة النفسية ابنتي وأصبحت رافضة الذهاب إلى المدرسة بشكل مطلق، أو إنجاز الواجبات المنزلية".

ونوهت بأن ابنتها لم تكن خلال مرحلتي رياض الأطفال المستويين الأول والثاني في هذه المدرسة، وسجلت فيها فقط خلال العام الحالي في مرحلة "الصف الأول الابتدائي"، ولم يسبق أن حصلت أية مواقف سابقة بينها وبين إحدى المعلمات، مؤكدة صدمتها لوقوع هاتين الواقعتين بفاصل زمني قصير جداً.

دعوة للمعلمات
ودعت والدة الطفلة، كل معلمة إلى التعامل مع الأطفال في المدارس كأم ثانية لهم، والتقرب إليهم، وفي حال تقصيرهم المبادرة للتعرف إلى الأسباب التي اضطرتهم لذلك وخاصة إذا لم يكن لديهم سجل بالتقصير في كتابة الواجبات المنزلية، والتواصل مع أولياء الأمور لحل أية مشكلة دون إلقاء اللوم على الطالب أو الطالبة، وضربهم أو إهانتهم أو إحراجهم أمام زملائهم، نظراً للعواقب الوخيمة التي قد تنتج عن ذلك، لاسيما أنه من شأن ذلك تشجيع الطلاب على التنمر اللفظي والسلوكي فيما بينهم، مؤكدة أنها تترك حق ابنتها بيد الجهات المعنية لئلا يتكرر ذلك مع أطفال آخرين.

التحقيق في القضية
24 تواصل مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي وأطلعها على تفاصيل الواقعة، وطلبت الدائرة التواصل مع والدة الطفلة للوقوف على حقيقة الشكوى وحيثياتها انطلاقاً من حرصها على سلامة الطلبة، وسير العملية التعليمية وفقاً لأفضل المعايير.