مدرعات تركية في ميناء طرابلس (أرشيف)
مدرعات تركية في ميناء طرابلس (أرشيف)
الثلاثاء 21 مايو 2019 / 00:22

تركيا وقطر شراكة راسخة لدعم الإرهاب في ليبيا

24 - أحمد إسكندر

خرج الدعم التركي لتسليح الميليشيات في طرابلس ومصراتة إلى العلن، ليكشف دورها المعروف منذ زمن طويل في ليبيا، وسعيها لمنع قيام الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من استعادة العاصمة الليبية من الميليشيات الإرهابية.

وأثبت تناقل وسائل الإعلام لصور ومقاطع فيديو مختلفة للأسلحة التركية المتدفقة على ليبيا، حقيقة الدور التركي في الأزمة الليبية.


تركي قطري
وتضمنت شحنات العتاد الحربي التركي، مدرعات من نوع "بي.أم.سي كيربي" التركية الصنع، والتي يملك صندوق الاستثمار القطري 50% من أسهم راس مالها إضافةً إلى صواريخ مضادة للدبابات، وبنادق قنص، ورشاشات هجومية، وكميات من الذخائر، والمتفجرات وقطع غيار، في خرق واضح لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا بموجب الفصل السابع الصادر في 2011.

ونشر مركز الدراسات السويدي "نورديك مونيتور" تقريراً في العام الماضي، كشف فيه بالمستندات أن شركة "بي.أم.سي" يمتلكها العضو في الهيئة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم رجل الأعمال إيثام سانجاك.

وأكد المركز أن قطر اشترت مصنعاً للدبابات تابعاً لهذه الشركة، دون أي عطاء تنافسي أو عملية شفافة، حيث باتت القوات المسلحة القطرية تملك 49.9% من أسهم الشركة المذكورة.

تحذير ليبي
وحذر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، من وصول أسلحة ومعدات حربية لدعم المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس، كاشفاً أن تركيا تستعد لتقديم أسلحة نوعية للميليشيات الإرهابية في طرابلس بتمويل قطري، بحسب ما نقلت قناة "سكاي نيوز"عربية.

وقالت النائب الليبية، سلطنة المسماري لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن "شحنة السلاح المذكورة تُؤكد استمرار الدور التخريبي التركي والقطري في ليبيا، وتفرض على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته لوضع حد له".

وأشارت إلى أن "تركيا وقطر لم تتوقفا عن دعم الجماعات الإرهابية، خاصةً جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا منذ 2011، في تحدٍ واضح لمجلس الأمن الدولي الذي أصبح عاجزاً عن ردع تركيا التي تدعم الحشد الميليشياوي بالسلاح والعتاد".

أوضاع مقلقة

ووصف باحثون فرنسيون تطورات الأوضاع في ليبيا بـ "المقلقة"، وأن التنظيمات الإرهابية والميليشيات المدعومة من تركيا وقطر، سعت لإغراق البلاد بالفوضى والسيطرة عليها.

وقال أستاذ السياسة بجامعة باريس جوني جيراك لصحيفة "البيان" إن "تحركات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في الواقع خيار مُر، فرضته الميليشيات والجماعات المتطرفة التي، مولتها تركيا وقطر بالسلاح والمال، وضُبط جزء منه في الأيام الماضية، قبل وصوله إلى الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة، خاصةً في الجنوب الليبي".

تكتيك رادع
وأكد الباحث في مركز "لي سكريت" للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس فرنسوا شنايدر، أن تحرك الجيش الليبي نحو طرابلس، تحرك تكتيكي هدفه ردع الميليشيات والجماعات المدعومة من الخارج وتوصيل رسالة مفادها أن الجيش الوطني الليبي سيحمي المسار السياسي والديمقراطي في البلاد، خاصة أن تحرك المشير خليفة حفتر، جاء إبان زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لخلق زخم دولي داعم لجهود الحل السياسي والتوافق في ليبيا.