قطع عسكرية أمريكية في الخليج.(أرشيف)
قطع عسكرية أمريكية في الخليج.(أرشيف)
الثلاثاء 21 مايو 2019 / 16:26

بالأرقام.. القدرات العسكرية الأمريكية والإيرانية

مع تزايد احتمالات المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران بسبب تهديدات الأخيرة بالهجوم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا وكذلك ممرات الشحن بالخليج، حذر الباحث كريس ماسارو من أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تمتلك القوة العسكرية إلا أن إيران سوف تعتمد على الوكلاء والميليشيات، إذا اندلع الصراع المباشر مع الولايات المتحدة.

إيران تملك واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية المنتشرة في الشرق الأوسط،

ويُشير الباحث في مقال بموقع "فوكس نيوز" إلى أن إدارة ترامب تستند إلى معلومات استخباراتية عن أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران قد تهاجم القوات الأمريكية في العراق وسوريا. وأوضح جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي أن الولايات المتحدة مستعدة تماماً للرد على أي هجوم.

أكبر قوة عسكرية في العالم

وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقضاء على إيران نهائياً محذراً من تهديد الولايات المتحدة. ولكن يرى الباحث أنه يمكن لطهران إحباط توقعات الولايات المتحدة في المنطقة رغم أنها لا تمتلك المستوى نفسه من القوة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة باعتبارها أكبر قوة عسكرية في العالم.

ويلفت الباحث إلى أن إيران تملك واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية المنتشرة في الشرق الأوسط، إلى جانب قرابة 1000 صاروخ قصير ومتوسط المدى، وذلك بحسب جمعية الحد من التسلح. وتتولى إيران قيادة جيش يضم حوالي 523 ألف فرد للخدمة الفعلية ويبلغ إجمالي الأفراد العسكريين 850 ألفاَ. وتنفق طهران ما يقرب من 14,5 مليار دولار على الدفاع.

أما الولايات المتحدة فلديها 1,3 مليون فرد في الخدمة الفعلية ويتجاوز العدد الإجمالي للعسكريين المليونين، وتنفق واشنطن أكثر من 600 مليار دولار على الدفاع، أي أكثر مما تنفقه الصين وروسيا مجتمعتين. وتتمتع الولايات المتحدة أيضاً بالسيطرة على الجو والبحر ولديها أكثر من 13 ألف مقاتلة عسكرية و11 حاملة للطائرات، بينما تمتلك إيران 509 فقط من المقاتلات العسكرية القديمة وليست لديها أي حاملة للطائرات.

إيران وشبكة الوكلاء والميليشيات
ولكن يرى الباحث أن أهم ما تمتلكه إيران يتمثل في شبكة الوكلاء والميليشيات الإقليمية. وبحسب سيم تاك، المحلل العسكري في "ستراتفور"، فإنه عندما يتعلق الأمر بإحداث تأثير مباشر على المصالح الأمريكية،  يرجح أن تستهدف الميليشبات الإيرانية القوة العسكرية الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، وكذلك التجارة.

ولدى إيران الكثير من الطرق لتسديد ضربات مباشرة من خلال الوكلاء الذين هم في وضع جيد لتحقيق هذه المهمة؛ وخاصة الحوثيين في اليمن وقوات التعبئة الشعبية في العراق.

ويلفت الباحث إلى أن الولايات المتحدة وقوات التحالف حاربت في العراق إلى جانب الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً والمعروفة باسم "قوات التعبئة الشعبية" من أجل دحر داعش. وتتألف الوحدات المدعومة إيرانياً في قوات التعبئة من قرابة 50 ألف رجل، وفي المقابل لايزال حوالي 5200 جندي أمريكي متمركزين في البلاد.

كان القضاء على داعش هو الهدف المشترك الذي يربط التحالف بشكل فضفاض، ولكن مع تدمير الخلافة المزعومة لداعش في العراق وسوريا، فإن قوات التعبئة الشعبية يمكن أن تتحول إلى آلية إيران لإنهاء النفوذ الأجنبي في العراق وزعزعة استقرارها بشكل أكبر.

أذرع الحرس الثوري الإيراني
وعلاوة على ذلك، تلعب إيران أيضاً دوراً رئيسياً في الحرب الأهلية السورية من خلال دعم حزب الله في لبنان ونظام الرئيس السوري بشار الأسد. وهي تدعم الحزب بقرابة 200 مليون دولار سنويا، وثمة نحو 7000 مقاتل من حزب الله في سوريا يعملون مباشرة تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب تقرير "فوكس نيوز" تشير التقديرات إلى أن إيران لديها حوالي 2500 عسكري من قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، فضلاً عن دعم ما بين 8,000 إلى 12,000 من المقاتلين الشيعة الأجانب من جميع أنحاء المنطقة.

وفي اليمن تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين يسعون إلى الإطاحة بالحكومة المعترف بها دولياً، وتوفر لهم الأسلحة بما في ذلك الصواريخ الباليستية من الحرس الثوري الإيراني. ومع تصاعد الحرب الأهلية في اليمن خلال عام 2016 كثفت إيران دعمها للحوثيين ومدتهم بالصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والألغام البحرية، وكذلك طائرات بدون طيار والصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية. ومن ثم فإن الحوثيين يمكن أن يشكلوا تهديداً كبيراً للشحن البحري في خليج عدن والبحر الأحمر.

الاتفاق النووي
ويقول تقرير "فوكس نيوز"، في خضم هذه التوترات المتصاعدة، قدم باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، خطة إلى مجلس الأمن القومي تقترح إرسال 120 ألف جندي أمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط حال وقوع أي هجوم إيراني أو تشغيل طهران لبرنامجها النووي.

ويأتي هذا التصعيد على خلفية إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني انسحاب بلاده من أجزاء من الاتفاق النووي للعام 2015 (خطة لعمل الشاملة المشتركة)، بسبب انسحاب الرئيس ترامب من الصفقة في شهر مايو (أيار) 2018 وإعادة فرض عقوبات مشددة ضد طهران أضرت بالاقتصاد الإيراني المتدهور بالفعل.

وحتى مع تصريحات الرئيس ترامب بأنه يرغب في توقيع صفقة جديدة أكثر صرامة مع إيران، فإن ذلك يبدو أمراً غير محتمل للغاية بحسب الباحث؛ إذ يعزز كلا البلدين من احتمال نشوب صراع جديد. وربما لا يتطلع ملالي طهران بالضرورة إلى المواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة، ولكن طهران أوضحت لإدارة ترامب أنها لن تنحني لمطالب غير معقولة أو تستجيب للتهديدات والترهيب من قبل المسؤولين الأمريكيين.

أنشطة طهران الخبيثة
ويرى الباحث أن تصعيد الولايات المتحدة لخطابها وموقفها العسكري ربما يكون بمثابة لعبة لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية ومواجهة أنشطة طهران الخبيثة الأخرى في المنطقة، بما في ذلك ترسانة الصواريخ الباليستية ودعمها للميليشيات. ولكن إيران تعتبر هذه العناصر مكونات حاسمة في سياستها الخارجية "للمقاومة" من أجل إحباط النفوذ الأجنبي في الشؤون الإيرانية.

ويختتم التقرير بأن التهديد الفعلي بحدوث نزاع مسلح بين الولايات المتحدة وإيران أو حتى الغزو على غرار العراق يبدو أمراً مبالغاً فيه بعض الشيء، بيد أن أي سوء تقدير قد يسفر عن وقوع مناوشات أو شيء أسوأ، وربما تجد الولايات المتحدة نفسها مجبرة على الاستفادة من استخدام قوتها العسكرية ضد إيران لتحقيق أهدافها.