مقتدى الصدر (أرشيف)
مقتدى الصدر (أرشيف)
الثلاثاء 21 مايو 2019 / 12:55

العراق بين مطرقة واشنطن وسندان الميليشيات الإيرانية

في خضم التصعد الأخير حول بين الولايات المتحدة وإيران، تتردد وسط العراقيين أصداء ما عايشوه قبل أشهر من غزو الولايات المتحدة وحلفائها لبلادهم.

في العراق مجموعات تريد أن تكون إيرانية أكثر من إيران ذاتها. ويخشى العراقيون ألا تستطيع الحكومة السيطرة عليها

ونقلت أليسا روبين، مراسلة صحيفة "واشنطن توداي" من بغداد، عن مسؤولين عراقيين تخوفهم من نشوب حرب أخرى على أرضهم، وقالوا إنهم حذروا مجموعات مسلحة مرتبطة بإيران للامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يثير انتقاماً أمريكياً.

وقال سعيد الجياشي، عضو بارز في مجلس الأمن العراقي: "عقدنا خلال اليومين الأخيرين اجتماعات متواصلة مع جميع التنظيمات لنقل رسالة من الحكومة العراقية بأن كل من يقوم بأي عمل، يتحمل مسؤوليته، لا العراق".

وأضاف أن "الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية المصالح الأمريكية في العراق. وسوف نستعدي كل من يقوم بأي عمل ضد المصالح الأمريكية".

وخلال الأسبوعين الأخيرين، صدرت عن إدارة ترامب تصريحات بأن إيران وميليشيات شيعية كانت تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في المنطقة، وأن ذلك التهديد ارتفع أخيراً.

رد أمريكي
وفي إطار ردها على تلك التهديدات، أرسلت الإدارة الأمريكية حاملة طائرات وقاذفات قنابل بعيدة المدى، وبطاريات مضادة للصواريخ، إلى مياه الخليج، فضلاً عن تحديث خطط بشأن حرب مع إيران. كما أمرت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل أسبوع، عدداً من "عامليها غير الضروريين" بمغادرة العراق.

وتشير الكاتبة لعدم كشف الولايات المتحدة عن أي دليل يدعم تقييمها بشأن زيادة التهديد، رغم ما قاله مسؤولون، يوم الأربعاء، عن اطلاعهم على صور تظهر صواريخ محمّلة على قوارب إيرانية. وقال حلفاء أمريكا إنه فيما قد تشكل إيران وأنصارها خطراً، ليس واضحاً ما إذا كان هناك تهديد جاد ضد القوات الأمريكية.

مقارنات
وحسب كاتبة المقال، دفعت تلك المزاعم البعض في المنطقة إلى إجراء مقارنات بشأن قرار إدارة بوش شن حرب في عام 2003 استناداً لمزاعم كاذبة بأن صدام حسين استحوذ على أسلحة دمار شامل.

وفي العراق قرابة 30 ميلشيا لديها ما لا يقل عن 125.000 مقاتل ذوي ولاءات متفاوتة. وقد حارب عدد من تلك الميليشيات إلى جانب الجيش العراقي في الحرب ضد داعش، وهي تأتمر بإمرة رئيس الوزراء العراقي.

ولكن، حسب الكاتبة، يتركز الخوف في العراق على بضع تنظيمات ترتبط بعلاقات قوية مع إيران. ويرتبط عدد من تلك المجموعات بالحرس الثوري الإسلامي، وبينها عناصر تدربوا في إيران.

في هذا السياق، قال صلاح العبيدي، ناطق باسم مقتضى الصدر، رجل دين نافذ، هاجم مراراً النفوذ الإيراني: "للأسف لدينا مجموعات تريد أن تكون إيرانية أكثر من إيران ذاتها. ولدينا مخاوف من احتمال أن لا تستطيع الحكومة السيطرة على الجماعات الموالية لإيران، وسوف يشكل هذا مشكلة كبيرة في العراق". أضاف العبادي: "لا يمكن أن يكون العراق مكان تصفي فيه أمريكا وإيران حساباتهما". 

شبح العراق 2003
وبرأي الكاتبة، لا يغيب عن أي متابع مقارنة أحداث حالية بما جرى في عام 2003. لكن في ذلك الحين، دعم إدارة بوش في حربها حلفاء مهمون مثل بريطانيا وكندا واليابان؛ أما اليوم تبدو إدارة ترامب وحيدة في موقفها العدائي تجاه إيران.

وحسب الكاتبة، يقول عدد من العراقيين في شوارع بغداد إن نزاعاً مسلحاً بين إيران أو وكلائها مع الولايات المتحدة، قد يحصل في إيران لا في العراق، لأنه على خلاف ما كان عليه الحال في عام 2003، العراق اليوم حليف للولايات المتحدة.

وقال علي سليم، حلاق عراقي، 55 عاماً: "لا أخشى من حرب بين إيران والولايات المتحدة. كما أعتقد بأن الميليشيات لن تخاطر بوجودها عبر إثارة رد أمريكي، لأنهم في نهاية الأمر، عراقيون".

وفي الوقت نفسه، وصف آخرون التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران بأنها مجرد قرع طبول حرب لا أكثر.