الثلاثاء 21 مايو 2019 / 21:36

مسلسلات رمضان قريبة من الإسفاف بعيدة عن الطفرة التقنية

تشهد الشاشات في رمضان عدداً هائلاً من المسلسلات الدرامية، والتاريخية، والاجتماعية، والكوميدية الترفيهية، تتناول قصصاً وروايات لا تختلف كثيراً عن المواسم السابقة، ولا تقدم جديداً في مضمونها ومحتواها سوى سرد أفكار لا تعكس ما نعيشه، ناهيك عن الميل للإسفاف، والعنف، والبلطجة، والألفاظ النابية واستعراض العضلات، والاستخفاف بعقل المشاهد في "عصر الرقمنة".

فواقعنا اليوم تغلب عليه الطفرة التقنية بأشكالها المختلفة، وسواءً اتفقنا أم اختلفنا على مساوئها أو مزاياها، إلا أنها واقع يفرض نفسه بقوة على حياتنا وحياة الأجيال القادمة، بدءاً بالهواتف الذكية، والسوشيال ميديا، والألعاب الإلكترونية، مروراً بالروبوتات، والسيارات الذكية، والذكاء الاصطناعي، والمنازل الذكية، وصولاً إلى تقنيات الواقعين المعزز والافتراضي والسفر إلى الفضاء.

ولكن هذه المفردات والعناصر تتجاهلها الأعمال الدرامية، رغم أنها واقع نراه كل يوم داخل بيوتنا مع أبنائنا الذين يعيشون عصراً رقمياً مزدهراً، فمن ضمن عشرات المسلسلات الرمضانية، لم يصادف المشاهد مسلسلاً واحداً يتنبأ بالمستقبل، وإن كان مقتبساً من فكرة مسلسل أجنبي، أو يناقش مثلاً خطورة الاختراقات السيبرانية، أو مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية، أو عرض حياة مبرمج ومطور تطبيق أو منصة الاجتماعية، أو رقمنة الأدمغة وغيرها من مفردات التكنولوجيا التي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب في الوطن العربي.