معتمرون في مكة (أرشيف)
معتمرون في مكة (أرشيف)
الثلاثاء 21 مايو 2019 / 22:58

فيما السعودية ترحب بهم.. قطر تحرم مواطنيها مجدداً من بيت الله الحرام

24. إعداد: شادية سرحان

تستمر قطر في تعنتها مع مواطنيها الراغبين في زيارة بيت الله الحرام، بعد المقاطعة، رغم حرص السعودية على تسهيل كافة الإجراءات أمام المعتمرين القطريين هذا الموسم، وتخصيص "مسار إلكتروني" لخدمتهم.

ومنذ مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، لقطر على خلفية دعمها للتنظيمات الإرهابية، سعت الدوحة إلى تسييس فريضتي الحج والعمرة، وعمدت إلى منع مواطنيها من أداء المناسك، وعاقبت آخرين تجرأوا على أدائها رغم المنع، بعد عودتهم من الأراضي المقدسة، كما حصل في موسم الحج العام الماضي.

وفي هذا الموسم، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، ترحيب المملكة بـ"الأشقاء القطريين" الراغبين في زيارة بيت الله الحرام. وأوضحت الحكومة السعودية، أنه يمكن للقطريين الراغبين في العمرة، حجز باقات خدمات العمرة بشكل مباشر عند وصولهم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، دون حاجة إلى التسجيل الإلكتروني قبل وصولهم، وذلك بعد تعمد السلطات القطرية حجب الروابط الإلكترونية التي خصصتها وزارة الحج والعمرة في السعودية لاستقبال طلباتهم.

ولم يؤثر الحجب والمنع في تصميم الجهات السعودية المسؤولة، التي عملت على وضع طائفة من التسهيلات الإضافية لتلبية طلب المعتمرين القطريين في رمضان، من ذلك عرض الرياض إرسال طائرات لنقل المعتمرين القطريين من دول أخرى، وسمحت السلطات السعودية للخطوط الكويتية مثلاً بتقديم الخدمات الجوية للمعتمرين القطريين القادمين عبر الكويت، ما يعكس الحرص على إفشال الادعاءات القطرية الرامية إلى استغلال الحج والعمرة، وتوظيفيهما سياسياً لخدمة أجندة الدوحة الخاصة، والتي لم تعد خافية على أحد.

وساهمت الجهود والبرامج السعودية المختلفة في تسفيه الادعاءات القطرية وكشفها، وسحبت منها ما تبقى لها من شبه مصداقية، ففي 2018، ورغم المنع والحجب، ورغم الملاحقات والتهديد بالعقوبات، تقاطر الحجاج من قطر عبر رحلات جوية قادمة من الكويت، ومسقط، بالمئات والآلاف، رغم كل القيود والتضييقات.

وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة العمل على خدمة المعتمر والحاج القطري، ضاعفت الدوحة في العام الجاري استغلال ملف العمرة والحج، مع لمسة إضافية من التسييس والابتزاز ما جعل هذا الملف الديني رهينة في يد سلطات قطر، في إطار استراتيجية أوسع للابتزاز الواضح، والتي تقوم على مبدأ مقايضة رفع القيود عن الحج والعمرة، مقابل رفع المقاطعة والتطبيع من جديد مع تنظيم الحمدين.

وفي هذا السياق يرى مراقبون أن تنظيم الحمدين يمنع القطريين من الحج والعمرة، واتهام السعودية بذلك، لتحقيق عدد من الأهداف، أبرزها توظيف هذه الأكاذيب في حملته الواسعة والمستمرة التي تهدف إلى المساس بصورة السعودية، والثاني محاولة كسر عزلته بالمطالبة بتسيير رحلات مباشرة من الخطوط القطرية إلى السعودية لنقل المعتمرين وفتح المجال للتواصل بين المؤسسات القطرية ونظيرتها السعودية لتيسير تنقلاتهم، لضرب قرار المقاطعة وتفريغه من مضمونه وأهدافه.

أما الهدف الثالث الذي يعمل تنظيم الحمدين على تحقيقه فيتمثل في استغلال هذه ورقةً إذا أمكنه ذلك للضغط في المحافل الدولية لتقديم شكاوى حقوقية كيدية ضد المملكة.