الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 22 مايو 2019 / 18:03

أردوغان يلعب لعبة خطيرة

شرح براد باتي الذي عمل مستشاراً للجيش الأمريكي في العراق، أسباب خطورة تسليم السلطة إلى أشخاص مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكتب في "مجموعة الدراسات الأمنية" أنّ تركيا تبتعد عن حلف شمال الأطلسي لكنها لم تغادره بشكل رسمي. إلى حد ما، تبدو تركيا منحرفة عن مدار الغرب ومضعفة علاقاتها بالاتحاد الأوروبي والناتو لصالح المحور الروسي-الإيراني الذي تشكل أخيراً. تظهّر هذا الابتعاد بطرق عدة لكن ليس بكل الطرق.

السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أنّ أردوغان يأبه فقط لأردوغان وهو ببساطة لا يمكن الاعتماد عليه

في نهاية الأسبوع الماضية، حصلت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على شحنة كبيرة من المركبات المدرعة التي بدت من صناعة تركية. أطلقت الأمم المتحدة نداء لتنفيذ حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا وهو أمر يظهر أنّه نظري على الأغلب. دعمت تركيا طويلاً حكومة الوحدة الوطنية ضد حكومة طبرق التي يقودها مجلس النواب، وصولاً إلى حد دعم منظمات أجنبية إرهابية مثل أنصار الشريعة.

زعيم أنصار الشريعة عولج في تركيا
في ديسمبر (كانون الأول)، أعلن ناشط بارز في بنغازي أنّ أنصار الشريعة في ليبيا وهي فصيل موالٍ لتنظيم القاعدة شنّ عمليات عنف سياسي ضد الحكومة الليبية، يتم تمويلها جزئياً من "رجال أعمال مرتبطين بعلاقات تجارية مع تركيا". في يناير (كانون الثاني) أكدت أنصار الشريعة موت زعيمها محمد الزهاوي في مستشفى تركي حيث تلقى العلاج الطبي بسبب "إصابة أصيب بها في معارك بنغازي". وأعادت تركيا جثته إلى مصراتة كي يتم دفنها.

تركيا وحدها
على الرغم من ذلك، تدعم روسيا حكومة طبرق، لكن ليس الهجوم الحالي على طرابلس وفقاً للتقارير. تعترف الولايات المتحدة حاليا بحكومة الوفاق الوطني لكن هنالك اقتراح واضح من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تقويم ذلك. وسبق لباتي أن أعلن أنّ هذا التغيير منطقي من الناحية الأمريكية. بالتالي، تسير تركيا بوضوح على طريقها الخاص هنا، مجابهة الروس لصالح حلفائها الإسلامويين في حكومة الوفاق الوطني.

من هنا، إنّ أردوغان ليس وفياً للناتو وليس وفياً للروس أيضاً. "لكن بالتأكيد لديه أعداء واضحون، صحيح؟" الأكراد على سبيل المثال: يشرح باتي أنّ أردوغان خاض حروباً وحشية ضد الأكراد خلال المسار الكامل لرئاسته. "بالتأكيد، إن لم يكن لديه حلفاء مؤكدون، فلديه أعداء مؤكدون – صحيح؟ ربّما لا."

مشاعر أردوغان تجاه الأكراد
من أجل الفوز بالانتخابات المحلية التي سيعاد إجراؤها في اسطنبول، قد يحتاج حزب العدالة والتنمية للاعتماد على بعض الممتنعين عن التصويت على الأقل كما على الأكراد المحافظين، لضمان انتخاب مرشحه بن علي يلدريم الذي كان رئيس حكومة سابقاً. وقالت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أسلي أيدينتاشباش إنّ خسارة أردوغان مرتبطة بشكل كامل بالمعارضة الكردية مضيفة: قد يكون عليه أن يستدير حول الأكراد للإبقاء على السلطة ببساطة".

إنّ قرار السماح لأوجلان باللقاء مع محاميه يبدو جزءاً من هذا التواصل معهم بحسب أيدينتاشباش. تأتي الخطوة وسط إشاعات بأنّ أمنيين أتراكاً التقوا مؤخراً بأعضاء من فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا والمعروف باسم وحدات حماية الشعب الكردية، من أجل مناقشة "منطقة آمنة" محتملة في شمال شرق سوريا. على الرغم من معارضة الولايات المتحدة التي تحالفت مع الوحدات لسحق داعش، كررت حكومة أردوغان تهديدها بمهاجمة مقرات الوحدات في سوريا.

لا يمكن الاعتماد عليه

السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أنّ أردوغان يأبه فقط لأردوغان وهو ببساطة لا يمكن الاعتماد عليه، تماماً كما لا يمكن الاعتماد عليه في دعمه للديموقراطية بما أنه يحبها حين يربح لكنّه يقلب نتائجها حين يخسر. وقد يكون الرئيس التركي مهتماً بالتحالفات التي يراها طرقاً لتعزيز سلطته. هكذا رجال هم خطرون كي يتم تسليمهم السلطة ويصبح صعباً إزاحتهم عنها حين يحصلون عليها.