الأربعاء 22 مايو 2019 / 13:00

جوخة الحارثي.. قمر البوكر

24 - الشيماء خالد

جاء فوز الكاتبة الكاتبة العمانية، جوخة الحارثي، بجائزة "انترناشيونال مان بوكر" البريطانية المرموقة لعام 2019، عن روايتها "سيدات القمر"، ليجعلها أحدث أشهر الأدباء العرب، كونها أول شخصية عربية تفوز بالجائزة.

ويبدو أن "سيدات القمر"، اصطحبن الحارثي لفضاء العالمية، حيث تمنح جائزة انترناشيونال مان بوكر البريطانية، سنوياً وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه استرليني، لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية، ونشرت في المملكة المتحدة، ولا شك أن نجم جوخة الحارثي الأكثر سطوعاً اليوم في الوسط الثقافي، بعد نيلها هذا التكريم الرفيع، وتفوقها على خمسة منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة من فرنسا وألمانيا وبولندا وكولومبيا وتشيلي.

حياة كانت مخفية
وتحكي رواية "سيدات القمر" قصة ثلاث شقيقات تواجهن تغييرات تحدث في المجتمع العماني، وكيف تتعامل عائلتهن مع هذه التغيرات، وقالت لجنة تحكيم الجائزة في حيثيات قرارها، إن الرواية كانت "نظرة ثاقبة خيالية وغنية وشاعرية في مجتمع يمر بمرحلة انتقالية، وفي حياة كانت مغيبة في السابق".

وما ميز روايتها "سيدات القمر"، برأي عدد من النقاد، هو حديثها عن مرحلة مهمة من تاريخ سلطنة عُمان، انتقلت فيها من مجتمع تقليدي إلى حداثة معقدة.

وقالت رئيسة لجنة التحكيم بيتاني هيوز، إن الرواية أظهرت "فناً حساساً وجوانب مقلقة من تاريخنا المشترك"، وأضافت: "الكتاب يستولي على العقول والقلوب بنفس المقدار.. أجرام سماوية تتناول القوى التي تقيّدنا وتلك التي تحرّرنا".

ما هو غير معروف
وستحصل جوخة على قيمة الجائزة وهي 60 ألف دولار بالمشاركة مع الأكاديمية الأمريكية وأستاذة الأدب العربي في جامعة أوكسفورد، مارلين بوث، التي ترجمت رواية "سيدات القمر" من العربية إلى الإنجليزية، تحت عنوان "سلستيال باديز" (أجرام سماوية).

وتدور أحداث الرواية في قرية "العوافي" في سلطنة عمان، حيث ثلاث شقيقات: مايا، التي تزوجت من عبد الله بعد مشاكل كثيرة، وأسماء، التي تزوجت فقط كواجب اجتماعي، وخولة، التي تنتظر حبيبها الذي هاجر إلى كندا، وتتناول الرواية مشاعر الحب والفقدان والأسرة، والعلاقات الاجتماعية، والتاريخ، وتقدم الكثير مما هو غير معروف نسبياً لدى الغرب، كما ذكرت الغارديان في وصف الرواية، التي نالت استحساناً واسعاً، ووصفها الكثيرون بالإنجاز الأدبي، والنسيج الحرفي والخيال والأسلوب المتسم بمهارة لافتة.

سيرة جوخة
وجوخة الحارثي، حصلت في 2003،على درجة الماجستير في اللغة العربية، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة إدنبره بإسكتلندا، وعملت كأستاذة للأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان.

تُرجمت بعض قصص الحارثي القصيرة إلى الانجليزية، والألمانية، والصربية، والإيطالية، والكورية، وتُرجمت بعض نصوصها إلى اللغة الإنجليزية ونشرت في مجلة "بانيبال" اللندنية، وإلى اللغة الألمانية ونشرت في مجلة "لسان"، ولها مقالات ودراسات في الصحف والمجلات العربية والإلكترونية، وحاصلة على عدة جوائز محلية وعربية.

شاركت الحارثي في العديد من الندوات والفعاليات الأدبية بسلطنة عمان، وألقت العديد من المحاضرات، وتعد رواية "منامات"، الصادرة في عام 2004، هي أولى الأعمال الروائية لجوخة الحارثي، تلتها "سيدات القمر" في 2010، و"نارنجة" في 2016..

لها مجموعة قصصية صدرت 2001، بعنوان "مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل"، و"صبي على السطح" (مجموعة قصصية)، دار أزمنة، 2007، وفي "مديح الحب" (نصوص)، 2008، وعش للعصافير" (كتاب للأطفال)، 2010، "ملاحقة الشموس: منهج التأليف الأدبي في كتاب خريدة القصر للعماد الأصفهاني" (دراسة)، دار الدوسري، 2010، و"السحابة تتمنى" (كتاب للأطفال)، 2015.

وسبق أن نالت الحارثي جائزة أفضل رواية عمانية في مسابقة أفضل إصدار عُماني منشور في مجالي الأدب والثقافة لعام 2010 عن رواية "سيدات القمر"، وجائزة أفضل كتاب في فرع أدب الأطفال في مسابقة أفضل إصدار عُماني منشور في مجالي الأدب والثقافة لعام 2010 عن كتاب "عش للعصافير".