اعتصام إخواني في الأردن (أرشيف)
اعتصام إخواني في الأردن (أرشيف)
الأربعاء 22 مايو 2019 / 13:37

التيارات الحزبية في الأردن ترفض التحالف مع "الإخوان"

تشهد جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حالة من النبذ والقفز عنها من قبل التيارات الحزبية التي بدأت تتشكل حديثاً وترسم المشهد السياسي الجديد للأردن.

ويأتي ذلك بعد استقرار الحالة السياسية في البلاد ونجاحها في اجتياز مرحلة ما يسمى "الربيع العربي" بسلام، وغياب جماعة الإخوان المسلمون عن مشهد الحياة الحزبية والسياسية شيئاً فشيئاً، بعد أكثر من عامين على حظر نشاطاتها من قبل الحكومة الأردنية.

ولعل أبرز تجليات غياب لجماعة عن المشهد السياسي، استثنائها من تجمع حزبي "صقوري" كبير ولد حديثاً باسم "التجمع من أجل التغيير"، والمصنف بأنه على شاكلتها ولو من جهة موقفه من نظام الحكم في الدولة الأردنية، على الرغم من أنه ضم أحزاباً إسلامية، مثل حزب الشراكة والانقاذ.

ويرى متابعون، أن الجماعة المتشظية والتي أصبحت تشبه الرجل المريض في هياكلها الحزبية المفككة لم تعد تغري الأحزاب الأردنية في التحالف معها، سيما أن أبرز قياداتها تخلو عنها خلال المرحلة الفائتة وأسسوا أحزاباً تخلت عن أفكار مؤسسها حسن البنا، مثل حزب الوسط الاسلامي وحزب "زمزم".

ويعتبر التجمع الحزبي الكبير الذي ضم أكثر من 11 حزباً، التجمع الثالث الذي يقفز عن الإخوان في تشكيلته، بعد أن استثناها التحالف المدني، الذي أسسه مؤخراً نائب رئيس الوزراء السابق مروان المعشر، في إطار تجميع الأحزاب في تيارين أو ثلاثة وفقاً لأفكار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والتي أعلن عنها كثيراً خصوصاً في أرواقه النقاشية، تمهيداً لتغيير نهج تشكيلات الحكومات وتداول السلطة بين الأحزاب الأردنية.

وكانت الأحزاب الوسطية الأردنية استثنت أيضاً في وقت سابق جماعة الإخوان من تشكيلة تجمعها، والذي أطلقت عليه "تجمع الأحزاب الوسطية"، لتبقى الجماعة حالياً خارج أي تحالفات حزبية، سيما مع تحلل "تجمع أحزاب المعارضة"، الذي كانت تقوده لعقود خلت، وانفراط عقده، وانضمام أحزابه إلى التجمعات الوليدة.

ويفسر متابعون ابتعاد الأحزاب الأردنية عن التحالف مع الجماعة، كونها أصبحت أشبه بالجثة المتحللة، لا سيما مع فقدانها أخيراً الكثير من قياداتها وقواعدها، إضافة إلى فقدانها بعدها الشعبي حتى في الأوساط الشعبية الفقيرة، والتي تعد أهم معاقلها، بعد محاولات قياداتها المتشددة خلال فترة ما يعرف بـ"الربيع العربي" جر الأردن إلى حالة الفوضى لتحقيق أجندات تنظيمية ضيقة.