طائرة درون (أرشيف)
طائرة درون (أرشيف)
الأربعاء 22 مايو 2019 / 14:25

"الدرون".. من أداة استطلاع إلى آلة تدمير بيد الإرهابيين

24 - إعداد: ريتا دبابنه

يقف العالم الآن أمام انقلاب كبير في مجال التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، الذي يثبت يوماً بعد يوم قدرته على إحداث تغييرات جذرية في الكثير الاتجاهات، إلا أن هذه التغييرات من الممكن أن تنعكس سلباً على مجتمعات يتخللها الفكر المتطرف، الذي يسخر كل جهوده في استخدام أحدث التطورات لإحداث المزيد من الأذى والدمار.

ومن بين الاختراعات التكنولوجية التي أحدثت ضجة خاصة خلال السنوات الأخيرة، الطائرات بدون طيار "الدرون"، التي باتت في الوقت الراهن، تلعب دوراً هاماً في الكثير من المجالات الحياتية بداية من التسلية والترفيه، وصولاً إلى الاستخدامات الأمنية والعسكرية فائقة الحساسية.

وتعرف "الدرون" على أنها طائرات للتوجه عن بعد، يتحكم بها خبراء متخصصون على الأرض، وتكون مجهزة بأدوات تسمح لها بأداء المهام المطلوبة منها، وقد تكون مزودة بأجهزة وكاميرات.


خلفية تاريخية
جرت عدة تجارب علمية في إنجلترا عام 1924 لتطوير فكرة الطائرات دون طيار، وكان أول استخدام عملي لهذه الطائرات في حرب فيتنام، ثم في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، ولكنها لم تحقق النتائج المطلوبة، إلا أنها استخدمت بفاعلية في معركة سهل البقاع بين سوريا وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومع التطور السريع للتكنولوجيا، بات العالم يشهد تزايداً هائلاً من الطائرات دون طيار باختلاف أنواعها وتعدد مهامها واستخداماتها.

استخداماتها
تستخدم طائرة الدرون في الكثير من المجالات، فاقتحمت عالم التصوير وصناعة الأفلام والوثائقيات، وبسبب سهولة استخدامها، باتت وسيلة مهمة في البث الحي للعديد من المجالات والفاعليات، وتستخدم أيضاً في لأغراض متعددة مثل مكافحة الحرائق، ومراقبة خطوط الأنابيب، وفي حالات الكوارث الطبيعية، والبحث والإنقاذ ومراقبة الطقس وصولاً إلى الفضاء.

من جهة أخرى، تستخدم طائرات الدرون في المجالات العسكرية والأمنية الحساسة في العديد من الدول، التي أصبحت تعمل بكل جد في تطويرها لتوسيع استخداماتها وتحسين عملها لتصل إلى أقصى دقة ممكنة في تأدية مهامها.


وهناك عدة أنواع وأحجام من طائرات الدرون، فمنها الطائرات الكبيرة من نوع البريداتور التي يستخدمها الجيش الأمريكي في حربه على التنظيمات الإرهابية واستهداف المطلوبين الدوليين في عدة بلدان مثل أفغانستان وباكستان والصومال واليمن، وغيرها، وهناك أيضاً الأنواع صغيرة الحجم مثل إكس – 45 التي طورتها "بوينغ"، وهناك الدرون الصغيرة والمتطورة جداً مثل DJI Mavic Pro.


الإرهاب والدرون
وبما أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت الآن في متناول الجميع خاصة تلك الصغيرة منها، حيث بإمكان أي شخص شراؤها لسهولة استخدامها وأسعارها المعقولة، فمن المتوقع أن تقع بيد الإرهابيين لتنفيذ أجندتهم من قتل وتفجير ودمار.

بدأت التنظيمات الإرهابية في استغلال هذه التكنولوجيا، حيث عمد داعش مثلاً على الاستيلاء على الطائرات الرخيصة المعروضة للبيع في أعمال المراقبة والتصوير، لاستخدامها كأسلحة أو حتى لتفخيخها وتفجيرها عن بعد.

وأشارت عدة تقارير أمنية إلى استخدام طائرات الدرون في تنفيذ الهجمات الإرهابية، وإلى جانب تنظيم داعش، يستخدم الحوثيون بدعم من إيران هذه التكنولوجيا، لاستهداف المملكة العربية السعودية كما حدث أخيراً وأثار غضباً واستنكاراً في أنحاء العالم.


حيث أكد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أمس الثلاثاء، أن "الميليشيا الحوثية الإرهابية حاولت استهداف أحد المرافق الحيوية في مدينة نجران، الذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين بطائرة بدون طيار تحمل متفجرات".

ولم يكن هذا الهجوم الأول الذي قامت به ميليشيات الحوثي، حيث استهدفت طائرات الدرون الحوثية، قبل أيام فقط، محطتي نفط لأرامكو السعودية، دون وقوع أضرار جسيمة.


تحذيرات دولية
وحذر الكثير من المراقبين الدوليين من مخاطر استخدام هذه التكنولوجيا التي باتت الآن جزءاً لا يتجزأ من الأدوات المستخدمة لدى التنظيمات الإرهابية، فيما أشارت المنظمة الدولية للطيران المدني في مونتريال، إلى أن تشغيل طائرة من دون طيار قد يشكل تهديداً للطائرات والمروحيات التي تحلق في الجو، وكذلك للأشخاص والممتلكات على الأرض.

من جهة أخرى، وضعت العديد من الدول قواعد يتوجب على كل من يرغب باستخدام طائرات الدرون الالتزام بها، لما يمكن أن تتسبب به في حال عدم استخدامها في الطريقة مناسبة، بينما حظرت دول أخرى استيرادها ومنعت استخدامها بتاتاً.