آثار قصف جوي في إدلب السورية (أرشيف)
آثار قصف جوي في إدلب السورية (أرشيف)
الأربعاء 22 مايو 2019 / 22:30

أزمة الكيماوي تعود إلى سوريا.. وتهديدات واشنطن أيضاً

24 - إعداد: شيماء بهلول

استأنف النظام السوري حسب تقارير مختلفة استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم على قوات للمعارضة في إدلب الأحد الماضي، في أحد هجوم من نوعه بعد واقعة خان شيخون في 4 أبريل(نيسان) 2017.

وأكدت الولايات المتحدة أنها سترد مع حلفائها بشكل سريع ومناسب، إذا ثبت استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية، الأحد الماضي.


أحد الصواريخ التي أطلقت محملة بغاز الكلور

أدلة واتهامات جديدة
وأعلنت الولايات المتحدة وجود مؤشرات على شن النظام السوري صباح الأحد الماضي هجوماً كيميائياً في شمال شرق سوريا، متوعدة بردٍ سريع ومناسب إذا تأكد ذلك.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغن أورتاغوس في بيان إن "هجوماً مفترضاً تمّ بغاز الكلور في شمال غرب سوريا صباح 19 مايو(أيار) الجاري"، مضيفة "نكرر تحذيرنا إذا استخدم نظام الأسد أسلحة كيميائية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءنا سيردون بسرعة وبشكل مناسب".

وبدورها، اتهمت المعارضة السورية النظام بقصف تلة الكابينة في ريف اللاذقية الشمالي بغاز الكلور السام، دون أن تشير إلى إصابات، وقالت مصادر في المعارضة إن "النظام السوري نفذ هذه الهجمة بعد أن أخفقت قواته مرات عدة في التقدم في المنطقة".

وتابعت المتحدثة الأمريكية "للأسف، لا نزال نرى دلائل على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ربما استأنف استخدامه للأسلحة الكيماوية، ولا نزال نجمع معلومات عن هذه الواقعة"، موضحة أن الهجوم جزء من حملة عنيفة تشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وتنتهك وقفاً لإطلاق النار كان بمثابة حماية لملايين المدنيين في محافظة إدلب.

وقال مسؤول أمريكي إن "الحكومة السورية لديها باع طويل في اللجوء للأسلحة الكيماوية عندما يحتدم القتال"، مؤكداً أن الحكومة الأمريكية لا تزال تجمع المعلومات.



تهديدات أمريكية
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية شون روبرتسون: "على نظام الأسد ألا يعيد استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، لا يجب أن يكون هناك أدنى شك في عزمنا على التحرك بقوة وبسرعة إذا استخدم نظام الأسد هذه الأسلحة مرة أخرى في المستقبل".

واتهم بيان الخارجية الأمريكية موسكو ودمشق بمواصلة حملة تضليل لاختلاق رواية زائفة بأن آخرين هم المسؤولون عن الهجمات بأسلحة كيماوية، وقال: "الحقائق واضحة، نظام الأسد هو الذي شن تقريباً كل الهجمات بالأسلحة الكيماوية التي تم التحقق من وقوعها في سوريا، وهي نتيجة توصلت إليها الأمم المتحدة مرة تلو الأخرى".

وقالت المتحدثة: "يجب أن تتوقف هجمات النظام ضد التجمعات السكانية في شمال غربي سوريا"، وأضافت أن "الولايات المتحدة تكرر تحذيرها الذي أصدره الرئيس ترامب في سبتمبر (أيلول) 2018، من أن الهجوم على منطقة إدلب سيكون تصعيداً طائشاً يهدد بزعزعة استقرار المنطقة".

وجاء تحذير واشنطن بعد زيارة قام بها الأسبوع الماضي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى روسيا لمناقشة الوضع في سوريا.

وقصفت أمريكا مواقع في سوريا مرتين بسبب استخدام أسلحة كيماوية في أبريل(نيسان) 2017 وأبريل (نيسان) 2018.

وفي سبتمبر(أيلول) الماضي، قال مسؤول أمريكي كبير إن "هناك أدلة على أن قوات الحكومة السورية تجهز أسلحة كيماوية في إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا".

وفي يناير(كانون الثاني) الماضي، حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الحكومة السورية من استخدام الأسلحة الكيماوية مجدداً.



ورفضت روسيا، الحليف الرئيسي للحكومة السورية، الاتهامات الأمريكية، وأدانت ما سمته "حملة تضليل" تحاول إلقاء اللوم على أطراف أخرى فيما يتعلق بالهجمات الكيميائية، ولكن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قالت إن "مسؤولية نظام الأسد عن هجمات الأسلحة الكيميائية المروعة لا يمكن إنكارها".



حقائق وأرقام
ويعيش أكثر من 3 ملايين شخص في إدلب والمناطق المحيطة بها، بينهم كثيرون فروا من تقدم الحكومة في مناطق أخرى بسوريا في السنوات القليلة الماضية، ومنذ العام الماضي، حظيت المنطقة بحماية جزئية من خلال وقف لإطلاق النار توسطت فيه روسيا وتركيا، لكن معظم المعارك التي وقعت في الآونة الأخيرة كانت في تلك المنطقة العازلة.

وأثار احتمال شن هجوم على إدلب تحذيرات من كارثة إنسانية أخرى، وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 2.5 مليون شخص قد يفرون نحو الحدود التركية في إطار مثل هذا السيناريو.

ومنذ  2014، قامت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في سوريا، وهي آلية التحقيق المشتركة بين منظمة الأسلحة والأمم المتحدة، بالتحقيق في مزاعم استخدام الحكومة السورية للمواد الكيمياوية السامة لأغراض عسكرية في سوريا.

وحددت البعثة 37 حادثاً استخدمت فيه المواد الكيمياوية، بين سبتمبر(أيلول) 2013 وأبريل(نيسان) 2018.