إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الخميس 23 مايو 2019 / 16:09

فسيفساء الأقليات في إيران.. قمع وتهميش مستمر لخدمة الملالي

24 - إعداد: محمود غزيّل

تتبع إيران سياسة واضحة المعالم بنشر الإرهاب والتهديد تجاه من لا يسير إلى جانب الخط السياسي للنظام الملالي، وهذا لا ينطبق على الدول والأنظمة التي تعاديها فقط، بل أيضاً على المجموعات العرقية غير الفارسية، التي تشكل النسبة الأكبر من المجتمع الإيراني.

ومنذ عقود يستمر نظام الملالي بتجاهل مطالب الأقليات العرقية في البلاد، على الرغم من التغيير الدائم في نهج الرؤساء المتعاقبين على رأس البلاد، لا بل تستمر عمليات القمع لأي احتجاج مطلبي محق من قبل تلك الكيانات، وهو نهج بات متأصل في إيران، منذ ثورة الخميني في 1979، عنوانها العريض طمس ملامح التعدد العرقي وسيادة أبناء المذهب الإثني عشر على جميع مفاصل الحكم.

وبفضل الأنباء الواردة بين الحين والآخر من داخل إيران، يبقى أبناء تلك الأقليات يعملون على إبقاء شعلة المطالبة بحقوقهم مطلباً أساسياً وسط سياسة تهميش وإقصاء مستمرة مع غياب التنمية وتقييد مستمر للحريات والحرمان من الحقوق المدنية كافة من دون نسيان عمليات الإعدام التي تنفذها السلطات للأصوات المطالبة بالتغيير.


ومع أن الأتراك والفرس هم أكبر مجموعة إثنية داخل إيران، تشكّل الإثنيات إيرانية الثمانية الأساسية غير الفارسية نصف إجمالي عدد السكان في البلد. فتبلغ نسبة كلِ من هذه الأقليات الست الأكبر مجتمعةً – أي الأحوازيين والأكراد والأتراك والبلوش والتركمان والقشقايين والقزوينيون او الكاسيين وقبائل اللور– حوالى 50% من عدد السكان.

وتخضع تلك الأقليات غير الفارسية لاضطهاد أكبر بكثير بالإضافة إلى القمع الاستبدادي المعياري الذي يمارسه النظام بشكل اعتيادي. فتُعامَل الشعوب غير الفارسية كمواطنين من الدرجة الثانية، فيُحرمون من حق التعليم العام بلغتهم الخاصة ومن حقوق أخرى تمنح تلقائياً للإيرانيين ذوي الإثنية الفارسية، ويحدث كل ذلك على الرغم من الضمانات الدستورية المفترضة لاستخدام اللغات الأخرى في كل من وسائل الإعلام والتعليم. كما أن الأقليات تحرم من التوظيف ومن فرص أخرى متاحة لنظرائها من الفرس، وتخضع لمحاولات متكررة من الدمج القسري.

توزع أبرز الأقليات
تشكل الأقليات والإثنيات العرقية من غير الفرس أكثر من نصف السكان البالغ عددهم زهاء 82 مليون نسمة، وعلى الرغم من ذلك يعاني معظمهم من اضطهاد ممنهج من قبل نظام الملالي.

وتقطن الأقليات التي يزيد عددها على 42 مليون نسمة في المحافظات والأقاليم الحدودية التي تعاني من مظالم اقتصادية أكثر حدة من تلك التي يواجهها العمق الفارسي.

تضم إيران 6 شعوب رئيسية هم الفرس والترك والكرد والعرب والبلوش والتركمان، وتنحدر منها شرائح أخرى مثل اللور والبختياريين، وتتوزع هذه الشعوب في أنحاء مختلفة في إيران، ولكل منها لغة وثقافة وأعراف وتقاليد مختلفة.

الفرس
منتشرون في غالبية أنحاء البلاد، ووفقاً للإحصائيات الحكومية، فإن نسبتهم تشكل حوالي 48% من السكان، بمن فيهم اللور في لورستان، وبالتالي عددهم يصل إلى قرابة 41 مليون نسمة.

الأتراك الأذربيجانيين والقشقائيين
منتشرون في محافظة فارس وجنوب أصفهان، يمثلون 14% من نسبة سكان إيران ما يناهز 24 مليون نسمة، يتحدثون اللغة التركية أو إحدى مشتقاتها، ويقطنون المناطق الشمالية الممتدة من أذربيجان وأرمينيا، وصولاً إلى غربي طهران (تبريز، أوروميه، أردابيل وزاندجان)، ويعدون الأكثر تمسكاً بقوميتهم، على الرغم من اندماجهم التاريخي بالمجتمع الإيراني ودوائر الحكم.

الأكراد
يعتبرون ثاني أكبر العرقيات في إيران، حيث يبلغ نسبة عددهم 9% من السكان، ولغتهم الأولى هي الكردية، ويصل عددهم إلى 8 مليون نسمة، ويقيمون في المناطق الشمالية الغربية المحاذية لتركيا والعراق وأرمينيا (ماهاباد، سنانداج وكرمانشاه، كردستان وكرمنشاه وإيلام)، ويميلون أكثر إلى النزعة الاستقلالية، ولا سيما بعد التحوّلات التي جرت في دول الجوار، مع بروز ما بات يعرف بـ"الربيع الكردي".

العرب
يشكلون 2% من سكان إيران، يتحدثون اللغة العربية وغالبيتهم من الشيعة إلا أن ذلك لم يشفع لهم عند النظام، يتمركزون في منطقة الأحواز المحاذية للحدود مع العراق جنوباً، وتشير بعض التقديرات إلى أن عددهم يصل إلى 6 ملايين نسمة، يتمركزون في الأهواز وبوشهر والساحل الشرقي للخليج. وعلى الرغم من أن منطقتهم مليئة بالثروات النفطية، إلا أن أوضاعهم الاقتصادية ــ الاجتماعية بالغة السوء، لاسيما مع التلوث البيئي والصحي الذي يهددهم جميعاً.

الكيلك
الكيلك نحو 5 ملايين ينتشرون في شمال إيران على ساحل بحر قزوين.

البلوش
يقدر عدد السكان البلوش في إيران بحوالي 3 ملايين نسمة، جميعهم من السنة ويقطنون في جنوب شرقي البلاد في المناطق المحاذية مع باكستان وأفغانستان (سيستان وبلوشتان وكرمان وهرمزكان)، ويعدّون الأقلية الأكثر تهميشاً وفقراً في البلاد، وهو ما جعل مناطقهم تربة خصبة لتسلل الخلايا الإرهابية المرتبطة بـ"القاعدة" و"طالبان".

التركمان
يعيشون في شمال البلاد، يشكلون قرابة 2% من سكان إيران وتشير التقديرات إلى عدد يناهز 1.4 مليون نسمة، ويسكنون المناطق القريبة من تركمانستان. ويتحدثون باللغة التركمانية ويعتنقون المذهب السني، بدأوا في النزوح إلى المدن في أوائل القرن العشرين، حيث إنهم كانوا يسكنون الكهوف قبل ذلك.