اليوان الصيني والدولار الأمريكي (تعبيرية)
اليوان الصيني والدولار الأمريكي (تعبيرية)
الخميس 23 مايو 2019 / 23:27

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا تهدد نمو الاقتصاد العالمي

وجه صندوق النقد الدولي اليوم الخميس، تحذيراً جدياً للولايات المتحدة والصين بسبب خلافاتهما التجارية وما تشكله من مخاطر حيال الانتعاش الاقتصادي العالمي المتوقع في النصف الثاني من 2019.

وفي مطلع أبريل (نيسان)، خفض صندوق النقد توقعاته للنمو العالمي في 2019 إلى 3.3%، مشيراً إلى تباطؤ متزامن يؤثر على ما نسبته 70% من الاقتصاد العالمي.

لكن بفضل هدنة طويلة بين أول قوتين اقتصاديتين عالميتين والأمل في تحقيق اتفاق، توقع الصندوق انتعاشاً في النصف الثاني.

كان ذلك قبل أن يكشف دونالد ترامب أن بكين عادت عن التزاماتها. ورداً على ذلك، قرر الرئيس الأمريكي في 10 مايو (أيار) مضاعفة الرسوم الجمركية على سلع من العملاق الآسيوي بـ 200 مليار دولار.

وكتبت كبيرة الاقتصاديين في الصندوق جيتا غوبيناث في مدونة مشتركة مع مساعدها أوجينيو سيروتي، والاقتصادي عادل محمد "رغم أن التأثير على النمو العالمي ضئيل نسبياً في الوقت الحالي، إلا أن التصعيد الجديد في الحرب التجارية يمكن أن يقوض بشكل خطير مناخ الأعمال وثقة الأسواق المالية، ويعطل سلاسل الإنتاج ويهدد الانتعاش المتوقع في الاقتصاد العالمي في 2019".

وتعتزم الصين زيادة الرسوم الجمركية على واردات أمريكية بـ 60 مليار دولار اعتباراً من 1 من يونيو (حزيران).

كما يخطط ترامب لفرض رسوم إضافية على حوالي 300 مليار دولار من الواردات من العملاق الآسيوي.

وإذا نفذ تهديده، ستصبح جميع واردات الصين، أكثر من 539 مليار في 2018، خاضعة لرسوم إضافية.

يسعى الرئيس الأمريكي الى تخفيض العجز التجاري مع الصين بشكل كبير، 378.73 مليار دولار في 2018.

وأضافت جوبيناث، أن "الرسوم الجمركية أدت إلى خفض المبادلات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ولكن العجز التجاري بينهما لم يتغير بشكل كبير".

تأثير سلبي
كما أشار خبراء صندوق النقد الدولي أيضاً إلى أن التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة بدأ يؤثر سلباً على المستهلكين وكذلك العديد من المنتجين في البلدين.

يأتي هذا التحذير من صندوق النقد الدولي في الوقت الذي كثف فيه الصناعيون، والمزارعون، وتجار التجزئة الأمريكيون في الأيام الأخيرة المناشدات لإنهاء حرب الرسوم الجمركية.

وفي حين يواصل العديد من المزارعين دعم الرئيس الجمهوري في محاولاته لوضع حد للممارسات التجارية الصينية التي تعتبر "غير عادلة"، فإنهم يقيمون حالياً حصيلة الحرب التي بدأت منذ أكثر من عام.

لكن واشنطن أعلنت الخميس، حزمة مساعدات بـ 16 مليار دولار لمساعدة المزارعين.

وقال وزير الزراعة ساني بيردو، إن الجزء الأكبر من الأموال سيخصص للدفع مباشرة للمزارعين، بينما سيستخدم جزء صغير للمساعدات مثل برامج الغذاء المدرسية.

وأضاف للصحافيين، أن "الخطة التي نعلنها اليوم تضمن ألا يتحمل المزارعون وطأة الرسوم الانتقامية الجائرة التي تفرضها الصين وشركاء تجاريون آخرون".

وتابع الوزير، "يفضل المزارعون التجارة بدل المساعدات، لكنهم بحاجة إلى بعض الدعم دون التجارة".

وعلى سبيل المثال، انهارت صادرات فول الصويا إلى الصين في العام الماضي، وبلغت قيمتها 3.1 مليار دولار، مقابل 12.3 مليار دولار في 2017.

وأقر وزير الخزانة ستيفن منوتشين الأربعاء، بتزايد أسعار بعض السلع الاستهلاكية، ما يتناقض مع تصريحات الرئيس ترامب.

كما ناشد كبار مصنعي الأحذية وموزعوها مثل "اديداس" و"نايكي" و"بوما" و"ستيف مادن" ترامب أن يسحب "فوراً" الأحذية من قائمة المنتجات المصنعة التي قد تتأثر بالرسوم الجمركية الإضافية.

وقالوا في خطاب إلى الرئيس، إن "التعريفة الإضافية المقترحة بـ 25% على الأحذية ستكون كارثية بالنسبة للمستهلكين، وشركاتنا والاقتصاد الأمريكي".

وفي ختام المحادثات التجارية يومي 9 و10 مايو (أيار) في واشنطن، اتفق الجانبان على مواصلة الحوار.

وأعلن ترامب اجتماعاً مع نظيره الصيني شي جين بينغ في أواخر يونيو (حزيران) المقبل خلال قمة مجموعة العشرين، في اليابان.

لكن، ولأن التوتر الشديد بلغ ذروته، اتخذت الإدارة الأمريكية أيضاً إجراءات ضد قطاع التكنولوجيا الصيني.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اتهم سفير الصين لدى الولايات المتحدة واشنطن "بتغيير رأيها مراراً بين عشية وضحاها"، ما أدى إلى إحباط الاتفاقات التي يمكن أن تنهي النزاع بين الطرفين.