لاعب آرسنال هنريك مخيتاريان (رويترز)
لاعب آرسنال هنريك مخيتاريان (رويترز)
السبت 25 مايو 2019 / 13:07

كيف تخلى آرسنال عن حلم مخيتاريان الأوروبي؟

لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية تخلى النجم الأرميني هنريك مخيتاريان عن السفر مع فريقه آرسنال إلى عاصمة أذربيجان، باكو، لخوض نهائي الدوري الأوروبي أمام تشيلسي، قرار ليس سهلاً على اللاعب وناديه، كما أنه يثير الكثير من التساؤلات.

هل هو حذر مبالغ فيه؟ أم قلق مبرر؟، اختلفت الآراء في حالة نجم خط وسط آرسنال هنريك مخيتاريان.

وقرر اللاعب الأرميني، بدافع من الخوف على سلامته الشخصية، عدم السفر مع فريقه إلى نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم (يوروبا ليغ)، الذي يخوضه آرسنال ضد مواطنه تشيلسي الأربعاء المقبل في باكو.

وغرَّد مخيتاريان على تويتر متأسفاً لعدم مشاركته في اللقاء وقال: "إنها نوع من المباريات، التي لا تأتي كثيراً بالنسبة لنا كلاعبين، ويجب أن أعترف، أن عدم المشاركة يؤلمني كثيراً".

قرار مخيتاريان يأتي على خلفية التوترات السياسية بين أذربيجان ووطنه أرمينيا، والأمر يتعلق في الواقع بشأن مصير إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي يطالب به كلا البلدين.

وخاضت أرمينيا وأذربيجان بين عامي 1992 و1994 حرباً مريرة من أجل هذا الإقليم.

حكومة أذربيجان تحاول تهدئة الموقف
هنريك مخيتاريان تخلى في السنوات الماضية عن السفر إلى أذربيجان عندما كان فريقه السابق دورتموند أو الحالي آرسنال يخوض مباريات هناك، غير أن تلك المباريات لم تكن ذات أهمية مقارنة بنهائي الدوري الأوروبي الآن.

وعلق آرسنال على قرار مخيتاريان: "ميكي كان لاعباً رئيسياً في طريقنا إلى المباراة النهائية، لذلك من وجهة نظر الفريق فهذه تعد خسارة كبيرة لنا".

وأعلن النادي أنه سيسعى بعد النهائي إلى الاجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا): "سنعبر عن أن هذا الموقف غير مقبول ونحاول منع تكرار حدوثه في المستقبل".

وعلى الجانب الآخر لا تشارك حكومة أذربيجان المخاوف الأمنية للاعب والنادي، إذ صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأذربيجانية: "على الرغم من صعوبة العلاقة بين أذربيجان وأرمينيا، بإمكان مخيتاريان المشاركة في نهائي الدوري الأوروبي في باكو".

كما أشار الأمين العام للاتحاد الأذربيجاني لكرة القدم ألكان مامدوف إلى ضمانات أمنية تجاه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقال: "لن تواجهه أية مشاكل هنا".

وذكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أيضاً أن مخيتاريان ليس لديه سبب يدعو للقلق بشأن سلامته.

وأصدر الاتحاد بيانا جاء فيه: "حصل يويفا على ضمانات من أعلى السلطات في البلاد فيما يتعلق بسلامة اللاعب في أذربيجان ونتيجة لهذه الضمانات، تم وضع خطة أمنية شاملة وتم تسليمها للنادي".

شعور غريزي أم حسابات سياسية؟
سوف يتساءل البعض: ما الذي يمكن أن يحدث له؟، أليس مخيتاريان محميًا بمكانته المشهورة؟، ويا لها من فضيحة إذا أصابه شيء ما أو إذا أصبح ضحية لتهديد أو حتى اعتداء أو إذا تم القبض عليه أو اختطافه، أمور لا يمكن تصورها في الواقع، ومع ذلك تظل مخاوف مخيتاريان قائمة وكذلك شعوره الغريزي، الذي ينساق وراءه.

فهل تعمد مخيتاريان إحداث هذه الجلبة من أجل لفت انتباه وسائل الإعلام والجمهور إلى صراع ناغورنو كاراباخ من خلال عدم مشاركته؟، بيد أن هذا أمر لا يمكن تصوره إلى حد ما بالنسبة لرياضي طموح مثله لم يعد شاباً، إذ بلغ عامه الثلاثين.