عناصر ميليشيا عراقية موالية لطهران (أرشيف)
عناصر ميليشيا عراقية موالية لطهران (أرشيف)
الأحد 26 مايو 2019 / 14:43

ميليشيات طهران في المنطقة...نقطة ضعفها!

على مدار سنين، شعرت إيران بأنها قادرة على مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها وقت ما تشاء. وشمل ذلك حوادث مثل ملاحقة بحارة أمريكيين واعتقالهم لفترة قصيرة في 2016، وإطلاق صواريخ على إسرائيل من سوريا، كما في مايو(أيار)، أو تسليح متمردين حوثيين بصواريخ باليستية لمهاجمة السعودية.

من أبرز سمات الضغط الأمريكي الحالي على إيران، فكرة تحميلها مسؤولية تصرفات وكلائها. وهذا ما جعل إيران غير محصنة في جميع المناطق

وحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" واصلت إيران عملياتها تلك عبر الشرق الأوسط، فلاحقت دورية عسكرية أمريكية قرب الموصل في فبراير( شباط) الماضي، ونقلت صواريخ وتقنيات إلى حزب الله في لبنان، وهو ما حاولت إسرائيل اعتراضه بأكثر من ألف ضربة ضد أهداف في سوريا.

واتُهمت إيران بوقوفها وراء التصعيد الأخير بين حماس وإسرائيل في غزة في مايو( أيار) الجاري، وفي أكتوبر( تشرين الأول) الماضي.

فراغ داعش
وكتب سيث فرانتزمان، الصحافي المقيم في القدس، ومدير مركز الشرق الأوسط للتحرير والتحليلات في مقال في مجلة "ناشونال إنترست"، أن دور إيران في المنطقة يجعلها تبدو وكأنها تحصد مزيداً من القوة، مستفيدةً من الفراغ الذي خلفه انهيار داعش في العراق وسوريا، ومستغلة انقسامات في لبنان واليمن ومناطق أخرى.

وعموماً يتغذى الدور الإيراني في المنطقة على ضعف دول عربية، إذ تحالفت إيران مع ميليشيات شيعية مثل حزب الله في لبنان، وتنظيم بدر في العراق، أو مع النظام في سوريا، ومع الحوثيين في اليمن. وأثمرت تلك السياسة عن شبكة حلفاء، يحظى معظمها بدعم فيالق الحرس الثوري الإيراني.

وفي رأي منتقدي إيران، فإن كل ذلك يجعل طهران تبدو أنها بالغة القوة، وماضية في سعيها لتصبح قوة إقليمية مهيمنة. وقد يشمل ذلك تنفيذ "طريق إيران نحو البحر" عبر العراق وسوريا، أو ظهور أدلة حديثة على نصبها قواعد صورايخ في العراق. كما ظهر من خلال ديبلوماسية إيران مع روسيا، وتركيا، ولدرجة أصبحت فيها أنقرة تعارض العقوبات الأمريكية ضد إيران.

أعباء وضعف
ويرى كاتب المقال أن إيران وضعت نفسها في موقف هش بسبب حملها عدة أعباء، وظهر ذلك في الأسبوعين الأولين من مايو( أيار) الجاري، عندما صعدت الولايات المتحدة فجأة خطابها ضد طهران، وهددت برد قوي على أي هجمات تنفذها هي أو حلفاؤها. وبالفعل، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو يوم الثلاثاء: "يجب أن تدرك طهران أن أي هجمات ضد مصالح أمريكية أو أمريكيين، تأتي من قواتها أو وكلائها من أي جنسية، ستواجه برد أمريكي حازم".

وكما يشير الكاتب، دأبت إيران عل الرد بتهديدات أو مضايقات محتملة للقوات الأمريكية. ولكن الرد هذه المرة كان بداية حذراً وهادئاً.

وتجول وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في عدد من الدول الآسيوية، اليابان، والهند، والصين، وتركمانستان ساعياً لحشد الدعم للصفقة الإيرانية. كما هددت إيران بالانسحاب من بعض جوانب الصفقة ما لم تقم أوروبا بالمزيد لاسترضاء طهران.

وفي الوقت نفسه، تحدث قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في جلسة مغلقة للبرلمان مستعرضاً استعداد الحرس للدفاع عن إيران. ورغم ذلك، أشار إلى أن الولايات المتحدة تخوض حرباً "نفسية"، وأن القوات الأمريكية الموجودة حالياً في الخليج لا تكفي للمشاركة في حرب كبرى.

نقطة ضعف
ولكن التلفزيون الإيراني سعى للتقليل من شأن شائعات عن الحرب عبر نشر عناوين إخبارية شبه يومية حول رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدخول في حرب.

إلى ذلك، يتساءل الكاتب، "أين هي العناوين المعتادة عن صواريخ إيران الباليستية المتطورة، وقواربها، وإنجازاتها الهائلة في سوريا والعراق؟".

ويرى الكاتب أن نفوذ إيران يمثل أيضاً نقطة ضعفها، لأن ما يجعلها قوية يمثل فرصاً لأعدائها، وهم في هذه الحالة الولايات المتحدة التي هددت بالرد بحزم على إيران بعد أي هجوم لها أو لوكلائها.

وهذا ما يشكل في حد ذاته إنذاراً لقرابة مائة آلف مقاتل من قوات الحشد الشعبي، أو عدة ميليشيات شيعية في العراق. كما يمثل إخطاراً لحزب الله وقواعد الحرس الثوري في سوريا.

ويرى فرانتزمان أن من أبرز سمات الضغط الأمريكي الحالي على إيران، فكرة تحميلها مسؤولية تصرفات وكلائها. وهذا ما جعل إيران غير محصنة في جميع المناطق التي شعرت بأنها تدل على تمدد نفوذها في المنطقة. ولذا يستوجب عليها الآن توخي الحذر في تلك الاستراتيجية.

وحسب الكاتب، بقدر ما تقول طهران إن الولايات المتحدة لا تود خوض حرب كبرى في المنطقة، ليس هناك ما يدل على أن إيران تريد أيضاً مثل هذه الحرب.