مرشح المعارضة في انتخابات إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أرشيف)
مرشح المعارضة في انتخابات إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أرشيف)
الأحد 26 مايو 2019 / 12:44

"سي أن أن" تدعي الدفاع عن الحريات وشبكتها التركية تنحاز لأدروغان!

24- زياد الأشقر

كتبت لورا بيتل في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن شبكة "سي أن أن" التي تدعي الدفاع عن حرية التعبير، تورطت في نزاع سياسي بسبب فرعها التركي قبل جولة الإعادة للانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول.

القناة باتت داعمة بشكل متزايد لخط الحكومة التركية منذ إنجاز صفقة بيع العام الماضي

واتهمت شبكة الإعلام الأمريكية العملاقة بالتحيز لشبكة "سي أن أن ترك" بعد شراء القناة من تكتل على علاقة وثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ويقول مؤيدو المعارضة إن القناة باتت داعمة بشكل متزايد لخط الحكومة التركية منذ صفقة البيع العام الماضي.

ونقلت عن مرشح المعارضة لمنصب رئيس البلدية في إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أن "سي أن أن ترك" اعتادت أن "تكون وسيلة إعلامية وسطية وقناة تتصرف بالتساوي مع الجميع".

وفاز إمام أوغلو فاز في انتخابات 31 مارس (آذار) الماضي، لكنه جُرد لاحقاً من الفوز بقرار من المجلس الأعلى للانتخابات بعد طعون قدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان.

وقال في مقابلة مع "فايننشال تايمز" إن القناة التركية وفرت تغطية أقل لحملته بخلاف ما فعلت مع مرشحي الحزب الحاكم. مضيفاً "في أذهاننا لم تعد سي أن أن محطة وسطية".

اختصار مقابلة إمام أوغلو
ووجهت إلى القناة تهمة اختصار مقابلة مع إمام أوغلو، الأمر الذي أثار غضب بعض المشاهدين، مع أن المحطة، نفت الأمر.

وأضافت الكاتبة أن مرشح المعارضة طالب شبكة "سي أن أن" الأساسية في مدينة أتلانتا الأمريكية، التي منحت ترخيصاً للقناة التركية، بإعادة النظر في معاييرها.

وقال: "إنهم بحاجة إلى معرفة كيف تتصرف الشركة التي تحمل إسمهم في تركيا، وكيف تنقل الأخبار".

واعتبرت أن الانتقاد التركي مُحرج لـ"سي أن أن" التي تصف نفسها بأنها داعية من أجل حرية الصحافة في الولايات المتحدة في مواجهة الضغط الهائل من الرئيس دونالد ترامب، الذي عادة ما يهاجم القناة، معتبراً أنها تنشر "أخباراً زائفة".

وقاضت القناة في العام الماضي البيت الأبيض لسحبه أوراق اعتماد مراسلها جيم أكوستا، بعد سجال مع ترامب في مؤتمر صحافي. ولاحقاً، تراجع البيت الأبيض عن قراره وسمح لأكوستا بالاستمرار في عمله.

بيع المجموعة
وقالت إن "سي أن أن تررك" تأسست في 1999 بالشراكة بين تيرنر برودكاستينغ إنترناشيونال سيستم و"دوغان ميديا غروب"، الشركة التي يملكها رجل أعمال تركي، أسس وسائل إعلامية قوية مناهضة لأردوغان.

وفي العام الماضي، بيعت المجموعة التركية لشركة ديمرورين هولدنغ، التي تقيم علاقات وثيقة مع أردوغان والحزب الحاكم. وأدت هذه الصفقة إلى تحول الصحف والتلفزيونات التركية إلى ملكية أشخاص تربطهم علاقات قوية بالحكومة. وتعاني وسائل الإعلام القليلة المتبقية من ضغط سياسي هائل، ويقبع العشرات من الصحافيين وراء القضبان.

مطواعة للحكومة
ورغم أن "سي أن أن ترك" اتخذت مساراً حذراً، حتى في أيام مالكها القديم، فإن منتقدين يزعمون أنها باتت مطيعة أكثر للحكومة منذ انتقال ملكيتها. وفي تقرير عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العام الماضي، قال المراقبون من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إن "سي أن أن ترك" كانت واحدة من قنوات تلفزيونية عدة "تُفضل" أردوغان وحزبه، اعتماداً على لهجة التغطية، والوقت المخصص لها.