السينمائي الفلسطيني إيليا سليمان (أرشيف)
السينمائي الفلسطيني إيليا سليمان (أرشيف)
الأحد 26 مايو 2019 / 18:41

إيليا سليمان.. "سفير" الوجع الفلسطيني لدى مهرجان كان وسينما العالم

24 - نسرين عليوي

"لا بد أن تكون الجنة" وقبلها الكثير من الأفلام التي فازت بجوائز عالمية كبيرة، تمكن بها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان من إحداث نقلة نوعية في عرض القضية الفلسطينية على خارطة السينما العالمية بقالب كوميدي وبلغة لا تجنح إلى الخطاب الثوري والحماسي الذي تعتمده السينما الفلسطينية في العادة.

6 دقائق من التصفيق الحار لحظة إعلان إيليا سليمان فوزه أمس السبت بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما "فيبرسي" عن فيلمه "لا بد أن تكون الجنة" It Must Be Heaven في مهرجان كان في دورته 72، لكن أفلامه السابقة لم تكن أقل وهجاً وجوائزه لم تكن أقل أهمية.. فهو ضيف دائم على مهرجان كان، وسبق له أن رُشح للسعفة الذهبية في 2002، وفاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم "يد إلهية"، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين عن نفس الفيلم، كذلك فيلم "الزمن الباقي" الذي رُشح للسعفة الذهبية في مهرجان كان 2009.

ورغم أن أفلامه قليلة، إلا أنها تمكنت من شق طريقها نحو منصات التتويج في أكبر المهرجانات الدولية بفضل أسلوب إيليا سليمان المُطعم بالفكاهة التي يسعى من خلالها إلى استكشاف الهوية، والجنسية، والمنفى، ما جعله من رواد ومجددي السينما الفلسطينية التي تجنح نحو الواقعية والتجديد.

ويعتبر المخرج الذي تنقل بين مدينته الناصرة وبين منافيه المتعددة مثل لندن، وفرنسا، ونيويورك أن السينما هي المكان الوحيد الذي يشعره بالقدرة على خلق الأمل الذي يساعده على تغيير الوضع العام.

"لا بد أن تكون الجنة"
يقدم هذا الفيلم فلسطين مع فكاهة "بخط عريض"، من خلال قصة رومانسية تتمحور حول فلسطيني، من القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل في 1967، وامرأة من رام الله بالضفة الغربية المحتلة، المدينتان اللتان حال بينهما حاجز عسكري إسرائيلي، ما يجبرهما على اللقاء في موقف سيارات قريب.

هذه القصة القائمة على رواية تأملية تحمل مشاهداً صامتة مع حوار متفرق صمم بمهارة يرافقها خيال جامح، وتصور تفاصيل الحياة في فلسطين بلغة سينمائية تحمل طاقة إيجابية، واضعة الهوية الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي تحت المجهر، وسط أجواء يغلب عليها الصمت والاستعارات الشعرية.

فالبارز في هذا الفيلم أنه لا يدين ولا يستنكر، ولا يحسم مواقفه أو يقدم خطباً رنانة خلافاً لسينمائيين كثر عالجوا القضية الفلسطينة بطريقة درامية تملؤها المرارة والكآبة وغصة العيش في وطن ممزق.

بدايات إيليا سليمان
ولد إيليا سليمان في مدينة الناصرة الفلسطينية في 1960، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية وعمره 17 عاماً، ليغادر بعدها بعام إلى لندن ثم إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى الناصرة، ليهاجر ثانيةً إلى نيويورك.

بدأ التدريس في جامعة "بيرزيت" الفلسطينية في 1994، وأسس قسم الميديا فيها بتمويل من المفوضية الأوروبية.

عاش المخرج إيليا سليمان فترةً من الوقت في القدس التي ظهرت مع أول فيلم روائي طويل له بعنوان "سجل اختفاء" في 1996.

وفي جعبة سليمان مجموعة أخرى من الأفلام القصيرة التي أخرجها في بداية مسيرته المهنية ومن بينها "الحلم العربي" الذي يشكك في الحياة في المنفى، و"مقدمة لنهاية جدال" الذي ينتقد طريقة تقديم العرب في أفلام هوليوود وفي وسائل الإعلام، و"تكريم بالقتل" ويستحضر إحدى ليالي نيويورك خلال حرب الخليج.