الثلاثاء 28 مايو 2019 / 18:07

"حياة في حقيبة".. رؤية إبداعية لابتسام عبد العزيز

24 - الشيماء خالد

"كيف يمكن للحقيبة أن تروي حكاية؟، أرى ذلك، أفكر فيها كبورتريه، ثقافة، شخصية، مزاج، ومجتمع، وأسعى لتوثيق حياة كاملة عبر عدد من الحقائب، ولازالت الرحلة مستمرة، إنه مشروع مستمر، عنوانه (حياة في حقيبة)".

وتضيف الفنانة الإماراتية ابتسام عبد العزيز: "هذا السعي الفني بدأته منذ زمن، وأعمل أخيراً عليه مع "فن أبوظبي 2019" الذي أعتبره أحد أبرز البرامج الإبداعية في الإمارات، وهو فرصة لي لتقديم مجموعة فوتوغرافية مرتبطة بشدة بالفن والتشكيل والثقافة".





أتوا لأجل الفن"
واختيرت ابتسام عبد العزيز، كفنانة الحملة البصرية لـ"فن أبوظبي 2019"، الذي يركز على تنظيم فعاليات وحوارات واستعراضات فنية في أرجاء مدينة أبوظبي.

وتقول عبد العزيز لـ 24: "هذا المشروع فيه شيء من الاستكشاف، وتسجيل مواطن دالة عن ذواتنا في لحظات متسارعة من الحياة اليومية، وقراءة واقع ذهني وبصري، كجزء من كل ما يبحث عن طبيعة البشر، وهو أمر أمارس فيه الفن منذ وقت طويل".



لكن في "حياة في حقيبة"، تستأنف عبد العزيز مشروعها الإبداعي، بمجموعة خصصتها ابتداءً من 2018، حيث صورت حقائب زوار لإمارة أبوظبي، ممن سمحوا لها بذلك، خلال زيارتهم لفعاليات ثقافية متنوعة في الإمارة، خاصة في فن أبوظبي ومنارة السعديات، وتقول عبد العزيز: "جميعهم أتوا لأجل الفن، وهذا ما أضاف ميزة لمشروعي الإبداعي".




دلالات مؤثرة
وتستخدم عبد العزيز الأعمال التركيبية، الفيديو، الصور الفوتوغرافية، الخرائط، الأعمال النظامية، وكل ما يمتلك سمة التطور في إنتاج أغلب أعمالها، وتعكس أعمال عبد العزيز علاقتها بدراستها، فهي حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم والرياضيات، وتسخر علم الرياضيات كأساس لهياكل النظم الرياضية والهندسية المتعلقة بأعمالها، والتي تحاول من خلالها استكشاف وطرح قضايا إنسانية وثقافية مجتمعية، فأعمالها التي تصنف على أنها أعمال مفاهيمية، ما هي إلا جزء جلي وواضح يعبر عن بصمتها في مسرح المعايشة.

وكذلك تلجأ عبد العزيز إلى معالجة الموضوعات الحياتية اليومية لتترك دلالات مؤثرة ومثقلة بتحليلات نفسية، مواضيع مثل الحياة، الموت، الشقاء، السعادة، الغيرة، الحب، الكره وغيرها من الأمور الإنسانية التي تواجهنا كل يوم في حياتنا الحاضرة، وبعضها الآخر يطرح العلاقة القوية بين الثقافة البصرية والتكنولوجيا الحديثة للاستفادة منها، بغرض إعطاء القوة الثقافية البصرية الجديدة لطبيعة ذلك النوع من الأعمال الفنية.

أكثر تأثيراً
وتعد ابتسام عبد العزيز فنانة وكاتبة متعددة المواهب، من مواليد 1975، وارتبطت بالفن المفاهيمي، وتشهر بوجهات نظرها المتفردة في مسائل قضايا الهوية والثقافة، ولها أعمال بارزة استقطبت أنظار المختصين والجمهور كذلك، في الإمارات والخليج، ولها مشاركات في كبريات المعارض العالمية، منها بينالي الشارقة للفنون 2005 و2011، وأيضاً في بينالي فينسيا 2009، وغيرها من البيناليات العالمية كبينالي سنغافوره الأول، كما أن لها العديد من المشاركات في مدن أخرى من العالم، كبرلين، بازل، بون، ستوتغارت، كوبنهاغن وهونغ كونغ، باريس، وفي متحف موري للفنون باليابان، وغيرها الكثير.

وحصلت على لقب واحدة من أقوى 100 امرأة عربية من قبل مجلة "أرابيان بيزنس" في 2013، وعرضت أعمالها في معرض الخط الثالث في مهرجان البستكيّة للفن 2009، وفي متحف الشارقة للفنون 2007، كما عُرضت في متحف الدنمارك الوطني، كوبنهاغن 2010، وجناح الإمارات في بينالي فينيسيا 2009، ومتحف كونست، بون، وفي بينالي سنغافورة 2006.