الأربعاء 29 مايو 2019 / 14:58

من تركيا إلى سوريا وليبيا.. من هو الإرهابي هشام عشماوي؟

24 - إعداد: ريتا دبابنه

وسط حضور إعلامي لافت، تسلمت القوات الأمنية المصرية أمس الثلاثاء، المطلوب الأول لديها الإرهابي هشام عشماوي، من الجيش الوطني الليبي، بعد قرابة 7 أشهر من القبض عليه في درنة.

جاء ذلك ضمن إطار التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب بين طرابلس والقاهرة، وجاء التسليم بعد لقاء  بين رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في مدينة بنغازي.


وكان الجيش الوطني الليبي، أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، القبض على الإرهابي المصري الهارب هشام عشماوي، أمير تنظيم القاعدة في مدينة درنة.

وبحسب تصريحات مدير شعبة الإعلام الحربي بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية خليفة العبيدي، وفقاً لصحيفة "المرصد"، فإن عشماوي حاول لحظة القبض عليه تفجير نفسه بعد أن ضاق الخناق عليه في العملية الأخيرة لتحرير درنة، مع عدد من الإرهابيين المطلوبين من الجنسية الليبية.

من هو عشماوي؟
يواجه الضابط المصري السابق، والذي كان مسؤولاً عسكرياً في تنظيم أنصار بيت المقدس التابع لداعش، وأميراً لولاية الصحراء الغربية سيناء، العديد من التهم المختلفة لضلوعه في عمليات إرهابية راح ضحيتها الكثير من الأبرياء.

ولد العشماوي في 1978، بمدينة نصر شمال العاصمة المصرية القاهرة، والتحق بالكلية الحربية في 1996، وتخرج منها في 2000 ثم انضم في بداية حياته العسكرية لسلاح المشاة، ومنه إلى قوات "الصاعقة".


أفكار سلفية
إلا أنه، بعد أن ظهر تبنيه السلفية المتشدد بين زملائه، استبعد من الجيش إثر محاكمة عسكرية في 2011، فالتحق بعدها بتنظيم أنصار بيت المقدس مع مجموعة من التابعين له، على رأسهم الإرهابيين عمر رفاعي سرور، وعماد الدين عبداللطيف الذي كان هو الآخر ضابطاً في القوات المسلحة المصرية.


إلا أنهم انشقوا عن التنظيم لاحقاً، ليعلن عشماوي الملقب بـ"أبومهند"، تأسيس تنظيم المرابطين في ليبيا عام 2015، الذي نشط عسكرياً على الحدود بين مصر وليبيا، ليرتكب العديد من العمليات الإرهابية والقتل والذبح لمصريين وليبيين، بالتعاون مع مجلس شورى درنة الموالي لتنظيم القاعدة.

وفي أبريل (نيسان) 2013، سافر هشام عشماوي إلى تركيا ومنها إلى سوريا، لينضم للفصائل التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد، ولكنه عاد إلى مصر، بعد سقوط نظام الإخوان، ليشارك في "اعتصام رابعة"، وفق التحقيقات.



أبشع الجرائم
ارتكب عشماوي ومجموعته الكثير من الجرائم الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات والمئات، من أبرزها قتل 29 عنصراً من القوات المسلحة المصرية وإصابة 60 آخرين، إثر استهداف كتيبتهم في مايو (أيار) 2016.

وفي يونيو (حزيران)2017، وثقت وسائل إعلام تصريحات للمتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، الذي قال إن هشام عشماوي الذي كان ضابطاً سابقاً في القوات المسلحة المصرية، يقود جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالعة في الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 29 قبطياً مصرياً في المنيا.

وتورط عشماوي أيضاً في 2013، في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق محمد إبراهيم، وعدة قضايا أخرى بينها القضية المعروفة إعلامياً بـ"عرب شركس"، ومذبحة كمين الفرافرة في 2014، واغتيال النائب العام المصري هشام بركات في 2015.


إلى جانب اتهامات أخرى بالضلوع في عدد كبير من الهجمات الإرهابية في مصر أخيراً، ومن بينها تفجير كنائس في الإسكندرية، وطنطا، والقاهرة، ودير الأنبا صموئيل في المنيا.

وعلاوة على ذلك، كشفت مصادر في القيادة العامة الليبية لصحيفة "المرصد" أن عشماوي أدلى أثناء  التحقيق معه الذي امتد طيلة فترة اعتقاله بمعلومات هامة، وأدلة ملموسة عن علاقته بشخصيات ليبية معروفة عسكرية، وسياسية، ودينية، وأخرى منتمية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وبينهم من تولى مناصب رسمية، وبكيانات أجنبية، وتورطها بشكل مباشر في نشأة وتمويل التنظيمات في ليبيا ومصر.

مصير عشماوي
وتبقى التساؤلات عن مصير عشماوي وطريقة محاكمته في مصر قائمةً، خاصة بعد أن أظهرت صور لحظة تسلمه للقوات المصرية في مطار بنينا، إصابته بالذهول والرعب والصدمة التي بدت واضحة على ملامح وجهه وعلى وجه رفيقه الإرهابي الآخر وحارسه الشخصي المصري بهاء على أبو المعاطي الذي أعتقل وسلم معه إلى القاهرة.


إلا المحامي محمد حامد، أفاد في تصريحات اليوم الأربعاء، لصحيفة "مصراوي"، أن جميع الجرائم المتهم بها هشام عشماوي، ستفتح من جديد، أمام نيابات أمن الدولة العليا والعسكرية، كل في اختصاصه، وحال صدور حكم بإعدامه في إحدى القضايا العسكرية سينفذ الحكم مباشرة، بعد مصادقة الحاكم العسكري على الحكم.