إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الإثنين 10 يونيو 2019 / 16:38

إنفوغراف24| نهاية إرهاب حزب الله في أوروبا.. تقترب

24 - إعداد: ريتا دبابنه وناصر بخيت

تنتشر الأذرع الإيرانية الإرهابية في كل مكان في العالم تقريباً، ولم يكتف نظام الملالي بمخططاته الهادفة إلى توسيع سيطرته في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل عمل كذلك على تنشيط شبكاته وخلاياه الإرهابية في الدول الغربية وصولاً إلى بريطانيا، التي كشفت أمس الأحد، عملية استخباراتية أطاحت بمصنع قنابل سري مرتبط بعناصر من حزب الله قرب لندن.

وكشفت صحيفة ديلي تلغراف، في تقرير نقلاً عن مصادر استخباراتية، أكدت مصادرة أطنان من المواد المتفجرة المرتبطة بميليشيات حزب الله اللبنانية، على مشارف لندن في 2015.


تهديد وشيك 
وكشف التقرير اقتحام قوات الأمن لأربعة عقارات في شمال غرب لندن، ومصادرة نحو ثلاثة أطنان من مادة نترات الأمونيوم المجمدة التي تستخدم في صنع القنابل المحلية، واعتقلت رجلاً بتهمة الإرهاب.

وتشير الصحيفة إلى أن كمية نترات الأمونيوم التي عُثر عليها، تفوق الكمية المستخدمة في تفجيرات أوكلاهوما بأمريكا في 1995، والتي خلفت 168 قتيلاً.

ووفقاً للتقرير، حذرت "حكومة أجنبية" بريطانيا من نشاط المجموعة، وتحدثت عن احتمال وجود نشاطات أخرى على نطاق أوسع، وليس فقط في لندن.


وقال مصدر استخباري للصحيفة: "عمل جهاز المخابرات بشكل مستقل ووثيق مع الشركاء الدوليين لتعطيل تهديد النية الخبيثة لإيران ووكلائها في المملكة المتحدة".

وأكدت المصادر أن رئيس الوزراء يومها، ديفيد كاميرون، ووزيرة الداخلية تيريزا ماي، اطلعا شخصياً على العملية بعد المداهمة، إلا أن المعلومات كانت طي تكتم شديد.

ورغم اعتقال المشتبه به في العملية، إلا أنه أطلق سراحه دون تهمة، بعد أن تعطلت "المؤامرة من خلال عملية استخباراتية سرية"، حسب التقرير.


ورجح التقرير كذلك، علم الولايات المتحدة بالعملية، وأنها أبقتها سراً يومها، فقط للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، رغم أن طهران هي الداعم الرئيسي لميليشيا حزب الله اللبنانية.

تهديد حزب الله
ولا تعد هذه العملية التي كشفت في بريطانيا، سابقةً في سجل حزب الله، وكيل الإرهاب الإيراني،  الذي ينشر عملاءه في أوروبا منذ سنواتن ما دفع أوروبا إلى التحرك الخجول لمحاولة لجم الميليشيا وراعيها الإيراني. 

ففي يوليو(تموز) 2013، وبعد أن نفذت عناصر تابعة للحزب هجوماً على حافلة سياحية ببلغاريا في يوليو (تموز) 2012 خلف 6 قتلى، وضع الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله على قائمته للحركات والتنظيمات الإرهابية. 


لكنه لم يضع التنظيم بأكمله على هذه اللائحة، رغم أن الحزب مصنف بشكل كامل بجميع أجنحته منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، وكندا، وإسرائيل ولدى عدد من الدول العربية.

وحينها، وصف مسؤولون أوروبيون التصنيف الجديد بأنه رصاصة تحذير لحزب الله.

وقال وزير الخارجية الألماني: "هذه إشارة إلى المنظمات الإرهابية. إذا هاجمت إحدى دولنا الأوروبية، فستحصل على إجابة منها جميعاً".

نشاط كبير للحزب
اليوم، وبعد سنوات من تلك العمليات والعمليات، تغيرت أشياء كثيرة، ولكن حزب الله لم يتخل عن أنشطته في أوروبا، وهو مستمر في تنفيذ مجموعة واسعة من عمليات الدعم المالي واللوجستي داخل أوروبا.

ويشمل ذلك جمع الأموال عبر الاتجار بالمخدرات، وغسل الأموال، وإدارة المنظمات "الخيرية"، وشراء الأسلحة والمواد الكيماوية المستخدمة في صنع المتفجرات.



إجرام واسع النطاق
في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، اعتقلت واشنطن، لبنانيين اثنين هما إيمان قبيسي، وجوزيف أسمر بناء على معلومات عن مشاركتهما في عمليات منسقة في الولايات المتحدة، وفرنسا، لمساعدة حزب الله على غسل أموال مخدرات، لتمرير الأسلحة والأجزاء العسكرية إلى ميليشيات في لبنان، وإيران.


وتبين أيضاً أن الشبكة مسؤولة عن تبييض الأموال في المملكة المتحدة، وعقد اجتماعات في بلغاريا، وقبرص، والمجر، وتهريب المخدرات عبر بلجيكا، وفتح حساباتهم في فرنسا، بجوازات سفر إيطالية مزورة.

"قضية الأرز"
وبعدها، كشف تحقيق دولي واسع النطاق، أن حزب الله كان يدير كياناً متخصصاً في تهريب المخدرات وغسل الأموال عبر أوروبا وخارجها.

وكانت الخطة تدور حول جمع الأموال خصيصاً لعمليات حزب الله الإرهابية وانتشارها العسكري في سوريا.

وشاركت في العملية المعروفة إعلامياً بـ "قضية الأرز" العديد من وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة واليوروبول، والإنتربول، والسلطات في فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وقُبض على 15 شخصاً في مداهمات منسقة عبر أوروبا، وأدين العديد منهم في نهاية المطاف في فرنسا، بتهمة الارتباط بحزب الله.


وصدرت أحكام على زعيم الشبكة رجل الأعمال اللبناني محمد نور الدين، بالحبس 7 أعوام إلى جانب 11 متهماً معاوناً له من جنسيات فرنسية، وبلجيكية، وإيطالية، بالحبس مدد تتراوح بين 3 و9 أعوام.

وصدرت أحكام بالسجن 10 أعوام ضد الرجل الثاني في التنظيم والقيادي بميليشيا حزب الله، عباس ناصر، وشخصين آخرين من جنسيات أمريكية وكولومبية.


ألمانيا.. الملاذ الآمن
ويوجد أربعة أفراد من هذه الشبكة في ألمانيا، التي تعتبر الملاذ الآمن لتبيض أموال الحزب، وأكدت تقارير إخبارية استخدام نحو 250 مليون يورو نقداً، لشراء أسلحة وسيارات فاخرة، وتبين لاحقاً أنها لعناصر الحزب.


وقالت تقارير إن أتباع الحزب يُحافظون في ألمانيا، "على تنظيمهم وأيديولوجيتهم وتماسكهم في جمعيات مرتبطة بالمساجد المحلية التي تمول بشكل أساسي من خلال التبرعات" بفضل تسامح السلطات الألمانية.

وفي الأسبوع الماضي، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، المستشارة الألمانية أنجيلا إلى أن "تحذو ألمانيا حذو بريطانيا وتحظر الجماعة الإرهابية".

تصنيف بريطاني
وما يدعو للقلق هي عمليات تجنيد حزب الله للنشطاء الأوروبيين التي في ازدياد واضح، حيث شارك فرنسيون وسويديون في مؤامرات الجماعة الإرهابية في بلغاريا وقبرص وتايلاند، واعتقل مواطن بريطاني مرتبط بحزب الله في أمريكا الجنوبية، بحسب تقارير صحافية.


في مارس (آذار) الماضي، أعلنت بريطانيا نيتها حظر كل أجنحة حزب الله بسبب نفوذه المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط وصنفته منظمةً إرهابيةً، وقبلها اتخذت هولندا الإجراء نفسه.