مغاربة في المالديف

تعجبت وهي ابنة الصحراء أن تكون شهور التدريب الستة في جزيرة لا تطل بها إلا على البحر من أي النواحي نظرت. لكن ما خفف عنها الوضع غير المألوف هو معرفتها أن ثمة أرجل مغربية قدمت إلى هنا منذ قرون.

في هجرة وليست رحلة كانت سبباً في تغير اجتماعي كبير في هذه الجزر. وتلتها بعد سنوات طويلة أيضاً رحلة مغربية شهيرة هي رحلة ابن بطوطة التي أورد فيها قصة الهجرة المغربية الشهيرة التي تحمل أحداثا عجائبية جعلت الجميع يشكك في تفاصيلها. لكنهم يتفقون على حصولها. ويفتخرون بها.

قصة أبي البركات يوسف البربري من بلاد الأمازيغ في المغرب. ذكرها ابن بطوطة في رحلته. عن رجل وصل إلى جزر المالديف في 1153 ميلادي، الموافق لـ 548 هجري، حاملاً معه رسالة الإسلام. لم تكن دعوته للإسلام مباشرةً، ولم تكن غايةً. بل لعبت الصدفة دوراً في تحول تلك الجزر من البوذية للإسلام.

فقد أبطل أبو البركات البربري عادة مقيتة كان يستغلها كهنة الدين في الاحتيال على البسطاء وإجبارهم على التضحية بفتاة بكر في كل شهر إرضاءً للآلهة. لكن شجاعة البربري، وعقله أوصلاه إلى كشف خدعة ما أسماه كهنة المعبد، بعفريت البحر. وأنقذ فتيات تلك الجزر من هذه العادة المقيتة. وكانت هذه القصة سبباً في دخول تلك الجزر في الإسلام.

المغربية التي التقيتها في المالديف كانت تعتز بهذه القصة، لكنها تعترف أن معرفتها بتفاصيلها أقل من معرفة زملائها المالديفيين، حيث كانت تلاحظ في طريقة كلامهم سرداً متفاعلاً مع أحداث القصة.

تراهم يتحدثون بفخر، وترى فيهم الروح المغربية الوسطية التي تنفتح على العالم وترحب بالجميع.

المالديف اليوم بلد إسلامي نسبة المسلمين فيه 100%، بل إن الإسلام فيه شرط مرتبط بالمواطنة. لكن هذا التشدد لم يمنعها من أن تفتح جزرها الخلابة وشواطئها الفيروزية لسياح العالم من شرقه وغربه، وتكون مقصداً مثالياً للرحلات الرومانسية وقضاء رحلات الحب.