رئيس حكومة الوفاق الليبية في طرابلس فايز السراج (أ ف ب)
رئيس حكومة الوفاق الليبية في طرابلس فايز السراج (أ ف ب)
الأحد 16 يونيو 2019 / 22:31

هل بدأت حكومة الوفاق تمهد لإعلان الهزيمة في معركة طرابلس بعد دعوة السراج؟

تحت وطأة الضغوط الأممية لوقف تهريب الأسلحة، وبعد فشل حكومة الوفاق والميليشيات الإرهابية في طرابلس، في وقف تقدم الجيش، أعلن فايز السراج مبادرة قد تساهم في حفظ ما تبقى له من نفوذ سياسي في ليبيا، بتأكيد استعداده لقبول خارطة سياسية جديدة، تنهي العمليات العسكرية وتتوج بانتخابات قبل نهاية 2019 الجاري.

وبعد أكثر من شهرين من انطلاق عمليات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق، والتي ساهمت في انهيار ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، إثر انتفاضة 2011، أعلن السراج استعداده لتبني مسار سياسي جديد، رغم استمرار العمليات العسكرية، على عكس التأكيدات السابقة، والإصرار على وقفها قبل أي مفاوضات أو محادثات، في مؤشر على تحول جديد في الموقفين السياسي والعسكري، وتغير موازين القوى على الساحة الليبية بشكل عام.

وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، يبدو أن ما طرحه السراج لا يعدو أن يكون مناورة لوقف الخسائر الفادحة التي ألحقها الجيش بالميليشيات الإرهابية، المدعومة من حكومته، ومن الحكومتين القطرية والتركية، في انتظار التقاط الأنفاس، والحصول على دعم أكبر، أو ظهور مؤشرات على تحول في المواقف الدولية من الأزمة الليبية، خاصةً مواقف الدول الكبرى، التي رغم تحفظها بشكل أو بآخر على العملية العسكرية، لم تهب لنجدة طرابلس، وميليشياتها، ما جعل حكومة الوفاق تعمل على محاولة الوصول إلى طريقة تسمح لها بتجنب هزيمة ميدانية قاسية، ما يعني إقصاؤها من المشهد السياسي لاحقاً.

وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة المؤقتة في شرق ليبيا، عبدالله الثني، في تصريح لقناة سكاي نيوز عربية اليوم الأحد، إن مبادرة السراج  "ذر للرماد في العيون ومحاولة يائسة في ظل تقدم الجيش الليبي نحو طرابلس".

ومن جهته قال مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة في الجيش الليبي العميد خالد المحجوب، لصحيفة الاتحاد الإماراتية، الأحد إن "الحلول السياسية للأزمة الليبية انتهت، ولا بد من القضاء على الميليشيات المسلحة قبل الدخول في أي عملية سياسية لحل الأزمة". وأكد المحجوب في تصريحاته، أن "العائق الأمني الذي تشكله الميليشيات المسلحة يحول دون التوصل لحلول سياسية للأزمة، مشدداً على أن الأزمة الليبية بالأساس أمنية وليست سياسية".