أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أرشيف)
أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أرشيف)
الأحد 16 يونيو 2019 / 22:47

أبو الغيط في الخرطوم.. هل ينجح في لم شمل أطراف النزاع ؟

24-إعداد: شادية سرحان

يعيش السودان مرحلة حساسة بعد فشل المجلس العسكري الحاكم وقوى التغيير والحرية، في الاتفاق على مستقبل نظام الحكم في البلاد، بينما تتواصل جهود الوساطة الخارجية التي بذلتها أطراف عدة، آخرها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي وصل اليوم الأحد إلى الخرطوم، في ظل أنباء تؤكد حمله مقترح وساطة جديدة لإنهاء الأزمة.

واستقبل رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أبو الغيط، في الخرطوم، وقدم له شرحاً مفصلاً عن الأوضاع في البلاد، ورؤية المجلس العسكري الانتقالي لهذه المرحلة، وتواصله مع القوى السياسية السودانية للوصول إلى توافق على ترتيبات الفترة الانتقالية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية سونا، الأحد.

هدف
وعقب اللقاء، أوضح أبو الغيط، في تصريحات صحافية، أن "هدف جامعة الدول العربية في هذه المرحلة، التركيز على تأمين الاستقرار في السودان، والتوصل إلى توافق داخلي فيه، يقود البلاد للوضع الذي ينبغي أن يكون عليه"، مؤكداً أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني استمع بتقدير واهتمام لجهود الجامعة العربية ودورها في الأوضاع بالبلاد.

وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية، أنه "يشعر من خلال ما استمع إليه من البرهان بالاطمئنان والرضا والأمل في أن ينتهي الوضع في السودان إلى التوصل لتوافق ينقل البلاد إلى مرحلة جديدة تؤمن للسودانيين ما يرغبون فيه من تحقيق للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كافة".

ومن جهتها، كشفت مصادر سياسية، أن زيارة أبو الغيط قد تتضمن اقتراحات لتجاوز الجمود الحالي، الذي خلفته النقاط الخلافية بين القوى السياسية في البلاد، إذ من المقرر أن يلتقي ممثلي حركة التغيير والحرية في البلاد، بعد لقائه قادة المجلس العسكري، حسب وسائل إعلام سودانية.

لم الشمل
ويحاول الأمين العام لجامعة الدول العربية من خلال زيارته إلى الخرطوم، إنهاء الخلاف والانقسام بين طرفي الصراع في البلاد، وإظهار قدرة الجامعة على تهدئة الأجواء، فهل تنجح مساعي أبو الغيط في لم شمل أطراف النزاع في السودان؟.

وفي هذا السياق قال مساعد وزير الخارجية المصرية السابق، حسين هريدي لصحيفة الأهرام اليوم الأحد، إن "زيارة أبو الغيط إلى السودان، اليوم، تأتي في إطار حرص جامعة الدول العربية على دعم سبل الاستقرار داخل السودان، وأن هذه الزيارة تعد مساندة وبقوة لمساعي الصلح التي تقوم بها الأطراف الخارجية".

وأضاف "هناك تحديات كثيرة أمام مساعي جامعة الدول العربية في لم شمل الخرطوم، ومنها عدم تدخل الجامعة في الأزمة منذ نشوبها على الفور، فضلاً عن إصرار كل طرف في النزاع على مطالبه"، متمنياً أن تلعب الجامعة دوراً في احتواء الأزمة ودعم جهود الوساطة لإنهاء حالة الخلاف.

ويرى السفير أيضاً أن على الأطراف المتنازعة في الخرطوم، المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، والجلوس معاً للحوار والتفاوض لما فيه مصلحة البلاد، وضرورة تسليم السلطة المدنية في أقرب وقت لتهدئة الأجواء وعودة الجيش إلى مهمته الأساسية في تأمين حدود البلاد.

توقيت 
واعتبر دبلوماسيون وخبراء في الشأن الأفريقي أن زيارة أبو الغيط ستسهم في خلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين جميع أطراف الأزمة والدفع بأوراق التوافق والاستقرار في السودان.

ويرى مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية نبيل بدر، أن قرار الأمين العام للجامعة العربية بزيارة السودان قرار صائب، للبحث عن حلول توافقية وعملية تحقق الأمن واستقرار البلاد، موضحاً أن توقيت الزيارة مناسب، لأنها ستسهم بلا شك في تحريك الوضع الحالي، وتساعد على تهيئة مناخ مناسب لاستئناف الحوار بين أطراف الخلاف تبرز فيه المصالح العليا للسودان، وهو أمر مطلوب حتى يستشعر السودانيون أنهم ليسوا بمعزل عن الإطار العربي، محذراً في هذا الصدد من تراكم الخلافات والاستقطاب الحاد، الذي سيضر بمصالح السودان، وفق ما نقل عنه موقع قطريليكس، اليوم الأحد.

وأضاف بدر أن "زيارة أبو الغيط تعني أن هناك إطاراً عربياً معني باستقرار السودان، والمساعدة في الوصول لحلول تتجاوز المشاكل الحالية".

تضامن عربي
وتعد زيارة أبو الغيط أول زيارة لمسؤول عربي رفيع إلى السودان منذ عزل عمر البشير. وفي هذا الصدد، نقل موقع "قطريليكس" عن الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية أحمد حجاج أن "الزيارة تعكس اهتمام الجامعة العربية الكبير بالسودان، وتظهر التضامن العربي معه، باعتباره دولة مهمةً وعضواً مهماً في الجامعة"، مضيفاً أن "زيارة الأمين العام للسودان لن تكون الأخيرة، وستتبعها زيارات أخرى لإظهار حجم التضامن والمساندة العربية للسودان".

ويؤكد متابعون أيضاً أن جهود أبو الغيط مرهونة بإرادة الأطراف في الحوار، تحقيقاً لمطالب الشعب السوداني "الذي انتفض ضد الدكتاتورية ودفع مقابل ذلك ثمناً باهظاً".