رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الإثنين 17 يونيو 2019 / 14:32

سرّ الصمت الإسرائيلي حيال اتهام إيران بمهاجمة ناقلات النفط!

أفاد الكاتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن أجهزة الإستخبارات في إسرائيل والغرب حاسمة في تقييمها بأن إيران مسؤولة عن الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان الخميس، كما هو حال هجمات أخرى حصلت في المنطقة في الأسابيع الأخيرة. لكن مع ذلك ليس هناك حتى الآن دليل يثبت ذلك.

وتأمل الدولة العبرية في استمرار الضغط الأمريكي على إيران، لكن في خطوة غير اعتيادية، تحاول البقاء خارج العاصفة

وقال إنه عندما نضع في الحسبان سوابق تاريخية (لا سيما المزاعم بامتلاك صدام حسين أسلحة للدمار الشامل)، فإن مصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقلق الأوروبي حيال حرب غير ضرورية لا تعود مستغربة.

ولا يبدو الإنكار الإيراني مقنعاً. وبمن المهم الملاحظة أن بريطانيا تؤشر بأصبع الإتهام إلى طهران، ملتزمة بالكامل مع ما يقوله الأمريكيون.

إيران تلعب على الوقت؟

وتساءل ما الذي يحمل الإيرانيين على مهاجمة ناقلتين للنفط قرب عمان الخميس، في ثاني حادث من نوعه في أقل من شهر؟ حتى الربيع الماضي، كان التقدير في إسرائيل والولايات المتحدة أن إيران تلعب على الوقت، فهي تأمل في أن لا يعاد انتخاب ترامب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 وبأن خلفه الديمقراطي سيعاود العمل بالاتفاق النووي ويخفف العقوبات. وعلى المدى القريب، فإن الضرر الذي ألحقته إدارة ترامب من خلال العقوبات التي شددت الشهر الماضي، تتجه نحو الأسوأ.

أسعار النفط

وأشار إلى أن إيران هي أكثر اعتماداً على صادرات النفط، لكن الأسعار لا تزال متوسطة، حتى مع صدمة الأحداث الأخيرة لم تزدد الأسعار بنسبة كبيرة. وقد توقفت اليابان التي زار رئيس وزرائها شينزو آبي طهران الأسبوع الماضي، عن شراء النفط الإيراني الشهر الماضي، عقب انتهاء الإعفاءات الأمريكية التي كانت واشنطن قد منحتها لليابان و7 دول أخرى. كما يبدو أن علاقات إيران بروسيا لم تعد كما كانت في يوم من الأيام. ومع أن روسيا لا تزال ملتزمة الاتفاق النووي، فإن علاقاتها مع إيران حول سوريا لم تعد بتلك المتانة التي كانت عليها.

الاجتماع الثلاثي
وفي الآونة الأخيرة، توقف الروس عن التنديد بالغارات الإسرائيلية على قواعد إيرانية في سوريا. كما أن الإجتماع الثلاثي المقرر هذا الشهر في إسرائيل لمسؤولي الأمن القومي للولايات المتحدة وروسيا في القدس، لا يرضي إيران. وهناك قلق في طهران من احتمال اتخاذ خطوات سرية للحد من النفوذ الإيراني في سوريا. ووجود القوتين العظميين الرئيسيتين في اجتماع بالقدس تتصدره المسألة السورية، يعتبر انجازاً إسرائيلياً.

نتانياهو طلب عدم التعليق
وأضاف أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو طلب من الوزراء عدم التعليق على مسألة الهجمات على الناقلات في بحر عمان. وبما أن معظمهم يطمح إلى إعادة توزيره عقب الانتخابات المقبلة في سبتمبر(أيلول)، فإنهم التزموا الصمت أكثر من العادة. وكان نتانياهو قد التزم الصمت على غير عادة حيال إيران التي كانت موضوعاً أساسياً بالنسبة له. والمصلحة الإسرائيلية واضحة جداً، وتأمل الدولة العبرية في استمرار الضغط الأمريكي على إيران، لكن في خطوة غير اعتيادية، تحاول البقاء خارج العاصفة.

ولا تريد إسرائيل أن تتهم بأنها تشجع ترامب على الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران. وقال الميجور جنرال ياكوف عميدور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق في مقابلة إذاعية أن المهمة الأساسية لإسرائيل هي أن لا تتدخل في ما يفعله الأمريكيون ضد إيران. ويعكس رأي عميدور ما يفكر فيه نتانياهو.