خلال الندوة (الجامعة العربية)
خلال الندوة (الجامعة العربية)
الإثنين 17 يونيو 2019 / 14:55

أبو الغيط: الحوار مع إيران وتركيا "غير مجدٍ"

24-القاهرة-أكرم سامي

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن "الأمور تأزمت مع إيران وتركيا في الفترة الأخيرة إلى حد صار الحوار صعباً، بل وغير مجدٍ في الوقت الحالي"، مؤكداً أن الحوار لغرض الحوار، من دون إطار مفاهيمي يحكمه أو نقاط مرجعية تضبطه "ليس سوى تمرين ذهني، أو استعراضٍ شكلي.. لا يُعالج القضايا الجوهرية ولا يؤسس لعلاقة صحية".

وأوضح أبو الغيط خلال ندوة "البرلمان العربي نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي"، اليوم الاثنين، إن إيران صارت تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، بنداً دائماً على أجندة مجلس الجامعة العربية منذ 2015. وقال "نشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي، بل وللأمن العالمي في واحدٍ من أدق مفاصله المتعلقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية".

وقال إن الدولتين تحملان مشروعاً سياسياً يرى تطبيقه خارج حدود دولته، وبالتحديد في المنطقة العربية، موضحاً أن "إيران تعتبر أن المنطقة العربية ساحة مفتوحة ومباحة لمشروعها التوسعي، وتُعطي لنفسها حق التدخل في أزمات الدول العربية، بل إشعال هذه الأزمات في أحيان كثيرة، من أجل الدفع قُدماً بهذا المشروع الذي يتعارض مع أسس الدولة الوطنية على طول الخط، ويضرب بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية عرض الحائط ويدفع بالمنطقة إلى أتون حروب طائفية نرى تجلياتها في عدد من نزاعات المنطقة اليوم".

وأشار إلى أن "تركيا تدفع بمشروع آخر لا يقل خطورة، يعتنق الإسلام السياسي في ثوب من العثمانية الجديدة، ويسعى إلى الترويج لمنطلقاته الأيديولوجية في منقطة ثبت أنها ترفض هذا المشروع".

وأضاف "تركيا، من جانب آخر، تُعطي لنفسها الحق بالتدخل والتوغل في أراض دولٍ عربية دفاعاً عما تعتبره أمنها القومي، ومن دون أي اعتبار لأمن الآخرين أو سيادة الدول، وهو توجه مرفوض ولا يؤسس لعلاقة سليمة ومتوازنة بين طرفين تقوم على الاحترام المتبادل، والإدراك المشترك من كل طرف لشواغل الطرف الآخر".

وقال أبو الغيط إن "المشروعين، الإيراني والتركي، توسعي ويؤسس لعلاقة تقوم بين طرف مُهمين وآخر تابع، وكلاهما يقفز فوق الدول وسيادتها، وكلاهما يرى في الصراعات الدائرة في المنطقة فُرصة للتغلغل والتمدد، وهو نظرٌ قاصر يقتنص مغانم قريبة ولا يهتم بعلاقة طويلة الأمد تقوم على الثقة المتبادلة، وتُحقق منفعة مشتركة للجميع عبر التعاون في مواجهة تهديدات، هي بطبيعتها، تستلزم حواراً إقليمياً".