تشكل فقاعة نووية بعد تفجير ذري (تعبيرية) /
تشكل فقاعة نووية بعد تفجير ذري (تعبيرية) /
الإثنين 17 يونيو 2019 / 19:31

الأسلحة النووية في العالم أصبحت أقل.. لكنها أحدث وأخطر

أكد معهد أبحاث السلام في ستوكهولم في تقرير اليوم الإثنين أن عدد الرؤوس النووية في العالم سجل انخفاضاً جديداً في السنة الماضية، لكن الدول التي تملك السلاح الذري تولي "أهمية متزايدة" لهذه الأسلحة بتحديث ترسانتها.

وتفيد التقديرات الأخيرة للمعهد إنه في بداية 2019 كانت الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، والهند، وباكستان، واسرائيل، وكوريا الشمالية تملك حوالي 13865 ألف رأساً نووياً، أي أقل بحوالى 600 عما كانت تملكه في بداية 2018. لكن في الوقت نفسه تعمل هذه الدول على تحديث ترسانتها، في حين تزيد الصين، والهند، وباكستان حجمها أيضاً.

وقال مدير برنامج مراقبة الأسلحة النووية في المعهد، شانون كايل، الذي ساهم في إعداد التقرير، إن "العالم بات يملك عدداً أقل من الأسلحة النووية، لكنها أحدث".

سجل الانخفاض في السنوات الأخيرة خاصةً في الولايات المتحدة وروسيا اللتين تشكل ترسانتيهما أكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم.

وينفذ البلدان بذلك إلتزاماتهما بموجب اتفاقية ستارت، معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية، الجديدة الموقعة في 2010 والتي تحد من عدد الرؤوس العملانية وإتلاف القديمة من زمن الحرب الباردة.

ومع قرب انتهاء المعاهدة الجديدة الصالحة عشرة أعوام، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية يونيو (حزيران) أنه في غياب معاهدة جديدة "لن تكون هناك أي أداة تحد من السابق إلى التسلح، مع إرسال أسلحة إلى الفضاء مثلاً".

وقال: "فوق رأس كل منا ستنتصب أسلحة نووية"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن لا أحد يتفاوض معنا".

ويثير غياب المفاوضات أيضاً قلق الخصوم الديموقراطيين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ودعا ثمانية من أعضاء الكونغرس ترامب في مطلع يونيو (حزيران) إلى "تفادي ارتكاب خطأ فادح للاستقرار الاستراتيجي وأمن" البلاد، لأنه إذا انتهت الاتفاقية "ستكون روسيا قادرة على زيادة حجم ترسانتها النووية بسرعة، ما سيضطر الولايات المتحدة لتوسيع مكلف وغير مجد" لترسانتها النووية.

وقال مركز الأبحاث "منظمة مراقبة الأسلحة" إن الولايات المتحدة تملك 6550 رأساً نووية وروسيا 6850.

قال الخبير الكسندر خرامتشيكين من المعهد الروسي للتحليل السياسي والعسكري: "في الواقع الحالي، ليس هناك أي أمل في التوصل إلى أي اتفاق جديد".

ويحتفل العام المقبل بذكرى مرور خمسين عاماً على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، حجر الأساس للنظام النووي العالمي.

وتراجع عدد الأسلحة النووية بشكل كبير من ذروته، 70 ألف رأس، في منتصف ثمانينات القرن الماضي.

لكن كايل أشار إلى وجود توجهات كثيرة مقلقة مثل تكدس الأسلحة النووية على جانبي الحدود بين الهند وباكستان، ما يزيد من خطر تحول أي نزاع بأسلحة تقليدية، إلى حرب نووية.

وأضاف أن هناك أيضاً توجهاً إلى إعطاء "أولوية متزايدة" إلى الأسلحة النووية مع تبدل المبادئ الاستراتيجية، خاصةً في الولايات المتحدة التي تولي دوراً أكبر لهذه الأسلحة في عملياتها العسكرية والمناقشات حول الأمن القومي.

وقال كايل: "أعتقد أن التوجه يبتعد عما كنا عليه قبل خمسة أعوام عندما كانت الأسلحة النووية تهمش في العالم".

ودعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أخيراً القوى النووية إلى "الجدية" في نزع الأسلحة، مشيراً إلى "خطر حقيقي جداً" لوصول عقود من العمل للمراقبة الدولية لهذه الأسلحة، إلى طريق مسدود، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.

وواجهت الجهود الجديدة لانتكاسة أخرى هذا العام، عندما علقت روسيا والولايات المتحدة مشاركتها في معاهدة الحد من الأسلحة النووية الخاصة بالأسلحة المتوسطة المدى بين 500 و5500 كلم، الموقعة في الحرب الباردة، وتبادلتا الاتهامات بانتهاكها.