مجسمات صواريخ إيرانية في استعراض بطهران (أرشيف)
مجسمات صواريخ إيرانية في استعراض بطهران (أرشيف)
الإثنين 17 يونيو 2019 / 23:37

"اليورانيوم".. إيران تبتز والعالم يتوعد

24 - إعداد - أحمد إسكندر

تعتزم إيران الانسحاب من التزامات أساسية في الاتفاق النووي الذي وقعته مع الولايات المتحدة، ودول أوروبية في 2015، بعد قرابة عام من انسحاب الولايات المتحدة منه.

وتمهيداً لذلك قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مايو (أيار) الماضي إن بلاده ستواصل تخصيب مخزون اليورانيوم في الداخل، بدل بيعه إلى الخارج على أن تستأنف طهران إنتاج يورانيوم عالي التخصيب خلال 60 يوماً.

أمريكا تنتظر
في أول تعليق له، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد مقابلة  مع نظيره البريطاني جيريمي هانت إن "إيران تعمدت الغموض في قرارها" مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقرر الإجراء الذي يتعين اتخاذه بمجرد أن يصبح الموقف أكثر وضوحاً، دون تحديد طبيعة ذلك الإجراء.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جاريد ماركيز، اليوم الإثنين، إن "خطة إيران لتجاوز حدود التخصيب، ابتزاز نووي ويجب مواجهته بمزيد من الضغوط الدولية" حسب وكالة رويترز للأنباء.
وأضاف ماركيز "خطط التخصيب الإيرانية ممكنة فقط لأن الاتفاق النووي المروع لم يؤثر على قدراتها.. لقد أوضح الرئيس ترامب أنه لن يسمح لإيران مطلقاً بتطوير أسلحة نووية. يجب أن يواجه الابتزاز النووي للنظام الإيراني، بضغوط دولية متزايدة".

ويهدف الاتفاق النووي إلى الحد من طموحات إيران بـ"العسكرة النووية" مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، ولكن التوتر بين واشنطن وطهران ازداد بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق والضغوط الاقتصادية على النظام الإيراني التي ترجمتها حزم الإجراءات التي أرادت من خلالها الإدارة الأمريكية، وقف الدعم الإيراني لميليشياتها الإرهابية في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان.

وأبلغت إيران الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، فرنسا، وألمانيا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، بقرارها استئناف تخصيب اليورانيوم، وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن "بلاده تتصرف ضمن صلاحياتها طبقاً للاتفاق" مضيفاً أن الأمر الآن متروك للقوى الأوروبية للحفاظ على الاتفاق، فيما يبدو أن القرار الإيراني مناورة أخرى تستخدمها طهران للضغط على الأوروبيين.

وعيد دولي
نقلت وسائل إعلام فرنسية عن وزيرة الدفاع فلورانس بارلي، أن "القوى الأوروبية تبذل ما في وسعها للإبقاء على الاتفاق حياً"، لكن ربما تكون هناك عواقب وعقوبات، إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق. من 

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني اليوم الإثنين عن أسفه للتصريحات الإيرانية"، مضيفاً أن طهران لا تزال "تحترم واجباتها ونشجعها بقوة على التحلي بالصبر والمسؤولية".

من جانبه حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إيران بشدة من خرق الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية.
وقال ماس بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: "لن نقبل بالتأكيد أي تخفيض من جانب واحد لالتزاماتنا" حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. 

ومن جهتها قالت بريطانيا على لسان متحدث باسم الحكومة إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق "أوضحت باستمرار أنه لا يمكن الحد من الالتزام" مضيفاً "في الوقت الحالي لا تزال إيران ضمن التزاماتها النووية. نحن ننسق مع الشركاء الأوروبيين في شأن الخطوات التالية".

وأشار محرر شؤون السياسة والدفاع في "بي.بي.سي" جوناثان ماركوس إلى إن "إيران تسعى إلى الحفاظ على توازن صعب، بالتراجع عن بعض القيود التي يفرضها الاتفاق، في الوقت الذي تحاول فيه ألا تنسحب من الاتفاق برمته".

وأضاف أن ما حدث اليوم هو رسالة تؤكد أن إيران تواجه "ألماً متزايداً"ً بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها.
الحليف الروسي
على الجانب الآخر قالت روسيا إنها لا تزال "تقف مع الاتفاق النووي الإيراني" منددة بالضغط الأمريكي على طهران.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن "الرئيس فلاديمير بوتين لا يزال ملتزماً بالاتفاق، ولا بديل آخر له في الوقت الراهن".

وقال بوتين إنه سيعمل مع الدول الأوروبية على الحفاظ على "استمرار جدوى" الاتفاق، وأنه من المبكر مناقشة احتمالات انضمام موسكو إلى العقوبات المفروضة على طهران.