صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الثلاثاء 18 يونيو 2019 / 11:35

صحف عربية: ملالي إيران يسيرون نحو الهاوية

24 - معتز أحمد إبراهيم

تصاعدت وتيرة التوتر في الخليج وسط تأكيدات بأن نظام ملالي إيران يسيرون بالبلاد نحو الهاوية، فيما أشارت تقارير إلى أن الخمينية باتت شوكة مستعصية في حلق المنطقة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تتباين المواقف السياسية في الولايات المتحدة إزاء هذه التطورات، فيما حذرت أوساط سياسية من تواصل السياسات الإرهابية الإيرانية.

أخطاء الملالي
البداية مع صحيفة "العرب"، ورؤية للكاتب والمحلل علي قاسم عن تطورات الأوضاع في إيران وتطورات الأزمة الخليجية، حيث قال إن "ترامب وفّق في مسعاه، وأن الحبل الذي أهداه للإيرانيين سيلتف حول رقابهم"، مشيراً إلى أن ملالي طهران يسيرون نحو الهاوية بثقة.

وأشار إلى أن واشنطن حسمت أمرها، موضحاً أن من وصفهم بنسور البيت الأبيض اتخذوا قرارهم، فخيار المواجهة يعلو صوت الدبلوماسية، ونقطة الصفر باتت وقفاً على أول خطأ يرتكبه حكام طهران الذين ينساقون إلى الكارثة بعيون مغمضة.

ونبه قاسم إلى دقة الأزمة السياسية التي يعيشها حكام طهران، لافتاً إلى أن الغرور ليس نقطة الضعف الوحيدة لهم، وزعم أن هناك عامل آخر أشار إليه تقرير استخباراتي أمريكي صادر عن مركز "ستراتفور"، وهو عدم وجود اتصال مباشر بين واشنطن وطهران.

وأوضح أن العد العكسي لخطة ترامب بدأ، حيث أعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة النووية أن احتياطات اليورانيوم المخصب لدى إيران ستتجاوز خلال 10 أيام الحدود التي ينص عليها الاتفاق الموقع عام 2015، ونبه في الوقت ذاته إلى تهديد رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" للحوثيين المدعومين من طهران، بقصف مواقع النفط في دول الخليج المعادية لهم، الأمر الذي سيزيد من توتر الأوضاع ودقة الموقف سياسياً الآن.

الخمينية شوكة مستعصية
ومن جانبه، قال أستاذ في جامعة الإمام بالرّياض، الكاتب حمد الماجد في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" إن "الخمينية باتت بمثابة شوكة مستعصية في حلق العالم"، مشيراً إلى أن النظام الإيراني نظام عنيد وشمولي، منبهاً إلى سعي هذا النظام إلى التحرك بطائفية توسعية ضد كافة دول المنطقة ، وهو ما يفسّر تصرفات النظام الإيراني.

ونبه إلى أن تصدير الثورة ومبدأ ولاية الفقيه يتطلبان زعزعة استقرار الدول والمنطقة، وإثارة الطائفية ونشر التطرف، مشيراً إلى أن عدداً من الدول المؤثرة في العالم لا تستغني عن إيران ولو خاصمتها في الظاهر، وليس المقصود أن إيران حليفة لهذه الدول المؤثرة، بل لأن إيران مصدر مهم لتبرير استنزاف دول المنطقة بحجة التهديد الإيراني، وهذا ما يفسر التغاضي عن تمدد الخمينية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وأضاف الكاتب "المؤسف أن عدداً من الحكومات العربية لم تدرك هي الأخرى أبعاد هذا الخطر الأيديولوجي عليها وعلى بقية الدول العربية، وظلت المملكة وحيدة مع حليفتها الإمارات العربية المتحدة في مجابهة ميدانية ضد مد الخمينية الخطر، وهو ما يتطلب مراجعة مواقف جميع الدول لمواجهة هذا الخطر".

الانقسام يضرب الإدارة الأمريكية
ومن جهتها، اهتمت صحيفة إنديبندنت عربية بتطورات الموقف السياسي في تعاطي الإدارة الأمريكية مع الأزمة الإيرانية، وقالت الصحيفة إنه "خلال اليومين الأخيرين، بدت اللهجة الأمريكية، مرجحة الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية على طهران".

ورصدت الصحيفة تراجع خيار الحل العسكري على قائمة سيناريوهات البيت الأبيض للتعامل مع طهران، وفق مراقبين، وأضافت أن المتتبع من كثب مسار الموقف الأمريكي خلال اليومين الأخيرين، يجد أن الإدانات المتواصلة من قبل أركان الحكم والمؤسسات الأمريكية، لم تعقبها تهديدات بأي رد فوري بعكس رد الفعل الذي تلا عمليات تخريب ناقلات النفط الأربع قبالة سواحل الإمارات في 12 مايو(أيار) الماضي، وهو ما اعتبره دبلوماسي غربي في القاهرة، يمثل درجة من ضبط النفس من قِبل الإدارة التي شددت بثبات العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد إيران، ورفعت الشهر الماضي إلى أقصى حد الضغوط بنشر سفن حربية وقاذفات وقوات في المنطقة.

وقال الباحث السياسي في المركز العربي للأبحاث هاني سليمان إن "الجميع يدرك أن الحرب ستكون مكلفة وصعبة، سواء على صعيد التداعيات الاقتصادية أو العسكرية والأمنية والسياسية، ومن ثم يعوّل الطرفان على اختبار حدود الصبر لبعضهما لحين التفاوض المباشر"، مضيفاً "يبدو أن الطرفين لا يؤيدان أن الهجومين الأخيرين كافيان لإعلان حالة حرب".

الإرهاب من أجل التفاوض
وبدوره، أشار الكتاب السياسي الدكتور محمد مبارك في مقال له بصحيفة أخبار "الخليج" البحرينية، إلى أن النظام الإيراني ليس سوى نظام هش لا يقوى على خوض أي مواجهة طويلة الأمد مع القوة العظمى في العالم، وهو يعيش وضعاً سياسياً خطيراً جداً، كما أن التزام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالاتفاق النووي طوال هذه المدة ليس سوى إذعان وإدراك لعدم قدرته على المواجهة.

ونبه إلى التقارير الدولية التي ترى أن النظام الإيراني يستميت من أجل الحوار والتفاوض مع واشنطن، مشيراً إلى أن خامنئي يتمتع بقدرات تخطيط استراتيجية ويعمل أيضاً على كسب أوراق تعزز موقفه أثناء التفاوض.

وأوضح أن إيران تنتهج سياسة الإرهاب ضد دول الخليج كوسيلة أولى ومفضلة يلجأ إليها خامنئي لتعزيز موقفه التفاوضي، ولذلك عملت على تنفيذ هجمات إرهابية في المنطقة، وهو تماماً ما فعله مع الأوروبيين عبر محاولات القتل التي خطط لتنفيذها دبلوماسيون إيرانيون في أوروبا، والتي لو لم يتم إفشالها لتسببت في مقتل المئات، ثم في النهاية ربح النظام الإيراني رغبة الأوروبيين في التفاوض معه.