الخميني وحسن البنا (أرشيف)
الخميني وحسن البنا (أرشيف)
الثلاثاء 18 يونيو 2019 / 13:24

ملالي طهران والإخوان...أهداف مشتركة رغم المفاهيم المختلفة

24- زياد الأشقر

عن العلاقة التاريخية بين جماعة الإخوان المسلمين ورجال الدين الإيرانيين، جاء في تقرير لموقع "تراك بيرشيا"، أن الإخوان المسلمين يلتزمون الصمت نسبياً حيال التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، وهم يحجمون عن التنديد بالتهديدات التي تشكلها إيران مع وكلائها للأمن الإقليمي فضلاً عن النزاعات الطائفية والإيديولوجية التي تثيرها طهران.

العلاقة بين رجال الدين الإيرانيين والإخوان المسلمين تعود إلى الثلاثينيات من القرن العشرين أي قبل عقود من نجاح الثورة الإسلامية

ومن ناحيته، انتقد النظام الإيراني تخطيط إدارة الرئيس دونالد ترامب لتصنيف الإخوان المسلمين على لائحة التنظيمات الإرهابية. وفي 2 مايو (أيار)، في مؤتمر بالدوحة، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن واشنطن "ليست في موقع يؤهلها البدء...في وضع الآخرين على لوائح الإرهاب ونحن نرفض أي محاولة للولايات المتحدة في هذا الشأن...الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، الدولة الإرهابية الأكبر في المنطقة".

وذكّر التقرير بأن إدارة ترامب تخطط لاعتبار الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً خارجياً، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على الجماعة.

مواقف متبادلة
وتساءل لماذا يتبنى الإخوان وإيران مثل هذه المواقف تجاه بعضهما. وربما كانت العلاقات الوثيقة بين الجانبين هي السبب الرئيسي. وفي هذه الحالة، تعارض إيران خطط ترامب لإدراج الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية بينما يرد الإخوان الجميل بالتزام الصمت حيال السلوك العدواني لإيران.

مفاهيم إيديولوجية مختلفة

وأشار إلى أنه منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أبدى زعماء دينيون إيرانيون تقارباً مع الإخوان المسلمين في المنطقة وتحديداً في مصر. إن التقدير الذي يكنه القادة الإيرانيون حيال الإخوان المسلمين ورغبتهم في الحفاظ على علاقات وثيقة معهم، عائد إلى المصالح المشتركة التي يتقاسمها الجانبان، على رغم تبني مفاهيم إيديولوجية مختلفة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن النظام الديني في إيران يتبنى إسلاماً شيعياً ثورياً، بينما الإخوان يتبنون إسلاماً سنياً متشدداً.

سيد قطب

وأضاف أن العلاقة بين رجال الدين الإيرانيين والإخوان المسلمين تعود إلى الثلاثينيات من القرن العشرين أي قبل عقود من نجاح الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة الخميني. وبدأت العلاقة عندما زار الخميني القاهرة عام 1938 حيث التقى زعيم الإخوان حسن البنا. وجرت الزيارة قبل صعود الإخوان في مصر. وفي واقع الأمر، كان الخميني من المعجبين بسيد قطب القيادي البارز في الجماعة الذي تم اعتقاله واعدامه عام 1966 بسبب أفكاره المتشددة. ولم يختلف علي خامنئي عن الخميني، لا بل أمر بترجمة أعمال سيد قطب من العربية إلى الفارسية.

وأوضح أنه بعد عقود من نجاح ثورة الخميني وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، عزز الإخوان علاقاتهم مع النظام الشيعي الجديد، منتهزين قدراً واسعاً من الحرية التي تمتعوا بها في عهد السادات، الذي اغتاله إسلاميون متشددون عام 1981. وفي وقت لاحق بدأ الإخوان في إرسال وفود إلى طهران لمناقشة أهدافهم المشتركة، وتحديداً تأييد حكم يعتمد على النفعية السياسية للإسلام والاستبداد. وأسفرت هذه الزيارات عن فتح فرع للإخوان في طهران بموافقة الخميني نفسه.

الربيع العربي
ولفت إلى أن العلاقة التاريخية بين النظام الديني الإيراني والإخوان المسلمين وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال انتفاضات ما يعرف بالربيع العربي عام 2011. ووصف خامنئي الانتفاضات بأنها صحوة إسلامية وبأنها تتمة لثورة إيران عام 1979. ورحبت إيران بانتخاب الإخواني محمد مرسي رئيساً لمصر عام 2012. كما كانت طهران أول المنددين بإطاحته عام في النصف الأول من عام 2013. وقبل ذلك زار ضباط من الحرس الثوري الإيراني القاهرة عارضين خدماتهم لتدريب جماعة الإخوان. وكشفت محكمة تدقق في أصول الإخوان المسلمين بعد حل الجماعة في مصر عام 2016، أن إيران وعدت مرسي بوديعة تبلغ 10 مليارات دولار من أجل مد مصر بالمنتجات النفطية.